رغم إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تشكيل لجان لتنقيح ومراجعة المناهج الدراسية خلال الشهور الماضية، فإن واقع المناهج يؤكد أن ما تم فى بعض الكتب عبارة عن قص ولصق دون تحديث ومراجعة للمناهج الدراسية بالشكل المطلوب.
وكشف معلمو مادة الجغرافيا للمرحلة الثانوية عن كارثة بكتاب الصف الأول الثانوى فى الوحدة الرابعة تحت عنوان "بعض الأنشطة الاقتصادية فى مصر" تمثلت فى احتواء بعض نسخ الكتاب طبعة 2016،2017 على معلومات متضاربة فيما يتعلق بإنتاج مصر من الثروة السمكية وأيضا ترتيب مصر فى إنتاج الفوسفات.
وجاء نص المعلومة فى بعض نسخ الكتاب، فى درس المعادن اللافلزية والأحجار والأملاح، أن مصر تحتل المرتبة الثامنة فى إنتاج الفوسفات، بينما جاء فى كتاب آخر من نفس الطبعة للعام الدراسى 2016،2017، أن مصر تحتل المرتبة الخامسة وبالتالى أصبح لدى الطالب أرقام متخلفة عن معلومة واحدة.
وكشفت الإحصائيات الواردة بالكتاب عن أن إنتاج مصر من الثروة السمكية طبقا لإحصائيات عام 2013 وصلت إلى 1.1 مليون طن، وينتج من المزارع السمكية 825 ألف طن، بينما أشارت نسخة أخرى من نفس طبعة الكتاب للعام الدراسى 2016،2017، إلى أن مصر تنتج من الثروة السمكية 1.48 مليون طن من الأسماك وينتج من المزارع السمكية 1.3 مليون طن.
من جانبه، انتقد أيمن البيلى عضو جبهة تحرير المعلمين ومعلم تاريخ، لجنة تطوير المناهج المسئولة عن هذا الخطأ، قائلا إن هذه المناهج لم تتغير أو تعدل من الأساس وتم تغيير الغلاف الخارجى فقط للكتب، متسائلا : "كيف يحتوى منهج دراسى على معلومة واحدة تختلف من كتاب إلى آخر ومن المسئول؟".
وتابع متسائلا: "هل التغيير تم فى المضمون أم فى شكل الكتاب؟ وهل تمت مراجعة الإحصائيات ومن المسئول عن تشتيت المعلومة والذاكرة لدى الطلاب؟".
وفى سياق متصل، كشفت مصادر مسئولة بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أنه لا يوجد أية أخطاء فى المنهج، قائلة: تم إرسال خطاب لجهاز التعبئة العامة والإحصاء لموافقة الوزارة ومركز المناهج ولجنة التعديل بالبيانات الصحيحة والتى يتم تحديثها من وقت لآخر، واستغرق هذا الأمر بعض الوقت، مؤكدة أنه فى إطار حرص الوزارة على طباعة المناهج والكتب قبل دخول العام الدراسى تمت طباعة بعض النسخ على نفس الإحصائيات القديمة.
وأوضحت المصادر، أنه بعد موافاة جهاز التعبئة العامة والإحصاء الوزارة بالبيانات والإحصائيات الجديدة تم إضافتها فى بعض النسخ ، وبالتالى ظهرت معلومات متضاربة ومختلفة، مشيرة إلى أنه تم إرسال تصحيح ومنشور إلى المديريات والإدارات والمدارس لتصحيح المعلومات للطلاب طبقا لإحصائيات جهاز التعبئة العامة والإحصائيات.
وأشارت المصادر إلى أن الأرقام والنسب فى المنهج ليست هدفا للورقة الامتحانية، وإنما توضع على سبيل الاستدلال والاستنتاج، قائلة: "مواصفات الورقة الامتحانية خالية من أية أرقام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة