تونس تقصف جبهة "الإخوان".. الرئيس السبسى فى كتاب جرىء: "الشريعة ليست القرآن"..الجماعة تريد الخلافة لا الجمهورية وأعرف القرآن أفضل من الغنوشى.. الحجاب لا علاقة له بالإسلام والتشيع انفصال مهم عن العقيدة

السبت، 03 ديسمبر 2016 05:09 م
تونس تقصف جبهة "الإخوان".. الرئيس السبسى فى كتاب جرىء: "الشريعة ليست القرآن"..الجماعة تريد الخلافة لا الجمهورية وأعرف القرآن أفضل من الغنوشى.. الحجاب لا علاقة له بالإسلام والتشيع انفصال مهم عن العقيدة السبسى وعلم تونس وراشد الغنوشى
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

القذافى كان يريد خلافة عبد الناصر

بشار الأسد ليست لديه برودة أعصاب والده

فلسطين أكبر مظلمة فى القرن العشرين

 
 
تونس، ليست اسمًا عاديًّا ولا جغرافيا كباقى جغرافيات الخريطة العربية، فطالما مثّلت مساحة مختلفة ومغايرة من السياسة والإدارة والأفكار، وربما وفق هذا المنطق شاعت الجملة التقليدية المقتطعة من أحد الأفلام "بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة تونس"، كرد دائم على أشياء ومواقف وتحركات تخص الواقع العربى والإقليمى والعالمى، فمنذ فترة حكم الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، اتخذت تونس منحى تنويريًّا علمانيًّا، وضعها فى مساحة مختلفة كثيرًا عن دول الجوار وشركاء المقاعد فى المنظمات الإقليمية، العربية والأفريقية، ووضعها إلى جوار مصر ولبنان، كقادة لمعامل الأفكار ومطابخ التنوير، وهو ما يتجدد فى الزمن مع تونس، ويبدو أنه امتد من "بورقيبة"، إلى السبسى.
 
شهدت فرنسا، أمس الجمعة، إطلاق كتاب الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى، الذى يحمل عنوان "تونس.. الديمقراطية فى أرض الإسلام" ويتكون من 212 صفحة، وتم نشره فى صورة لقاء مطول عقدته صحفية "آرلات شابوت" الفرنسية، مع الرئيس السبسى، فى يونيو 2015.
 

السبسى: أعرف القرآن أفضل من الغنوشى.. وليس من السجن نتهيأ للحكم

يقول الرئيس التونسى عن الكتاب الجديد، إنه شخصى ووثائقى، تناول آراءه حول كل ما يهم الوضع فى تونس ما بعد الثورة، فى علاقتها بالإسلام، وحركة النهضة، ومسألة الحقوق والحريات والهوية، وفى علاقتها بالأوضاع الإقليمية ودول الجوار، خاصة ليبيا، إضافة إلى إجابات عن مرحلة المسار الديموقراطى فى تونس، ونجاحها فى مقاومة عدو دولى، هو التطرف والإرهاب، وتحقيق استقرار سياسى تسعى الدولة لدعمه وتطويره، وتقدم اقتصادى أبرز آلياته الإصلاحات الأخيرة، ودمج الشباب كأولوية ضمن خطط بناء تونس المستقبل.
 
وقال الرئيس الباجى قايد السبسى فى الكتاب، متحدّثا عن راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة الإسلامية، الفرعى التونسى لجماعة الإخوان: "أعتقد أننى أعرف القرآن  مثله، إن لم يكن أفضل منه"، وعن تواجد الإسلاميين فى الحكم، يقول: "ليس من السجن يتم التهيؤ لإدارة الحكم، نجحت فى أن أجعل الغنوشى يصرح علنا بأنه وحزبه لا علاقة لهما بجماعة الإخوان المسلمين، وأنهما مخلصان لإسلام القيروان، أى الإسلام التونسى".
 
وأضاف الرئيس التونسى فى حديثه الذى تناوله الكتاب: "لو لم يصرح الغنوشى علنا بما سبق، لما كان بالإمكان التحاور معه، والإخوان المسلمون لا يريدون الجمهورية، بل يريدون الخلافة".
 

تشارك نداء تونس مع "حزب النهضة" فى السلطة تعايش وليس تحالفًا 

وأضاف الرئيس الباجى قايد السبسى، أن تحالف حزب نداء تونس، الذى يرأسه، وحركة النهضة الإسلامية، وتشاركهما فى الحكم، "بالنسبة لى هو تعايش وليس تحالفًا، أو دعنا نقول إنها ذكاء فى إدارة الحكم، فالمعارضة الإسلامية أخطر من غيرها، لأن الشعب مسلم، ومن ثمّ فإنه يمثل أرضًا خصبة يمكن للبعض استغلالها بسهولة".
 
وقال السبسى: "النهضة تسير فى الاتجاه الصحيح، ولكنها يجب أن تذهب إلى آخر مشوار تطورها، بمعنى القطع بكل وضوح بين الدين والسياسة وهم حتى  الآن لم يتخلوا عن الدعوة، بل نظموها، بعبارة أخرى تركوا خلطًا فى الأذهان، وعموما هناك تحول، لكنه تحول أملته الظروف".
 
وعن السياسة التونسية، يقول الرئيس الباجى قايد السبسى: "النداء يمّر اليوم بأزمة قيادية، وأنا أدرك تمامًا أننى كنت حجر الزاوية فى ذلك التجمع الهائل"، ولم أشجع أو أساند نجلى حافظ قائد السبسى، وهو مواطن مثل جميع المواطنين، وله الحق فى خوض الحياة السياسية، فابنى يبلغ من العمر 55 سنة، وأنا لا أسيّره مثل الطفل، وقلت له إن شعرت أنك لم تنجح فبإمكانك أن تتخلى وتغادر، ولا أريد لاسمى أن يكون مرتبطا بالخسارة".
 

الرئيس التونسى: زين العابدين كان صلبًا.. وبورقيبة قائد عظيم واستثنائى

وعن الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، يقول الرئيس التونسى الحالى: "بن على، كان صلبًا، مع العديد من مواطن الضعف الكبيرة"، ويقول عن الرئيس التونسى الأسبق، الحبيب بورقيبة: "كان رجلا استثنائيًّا وقائدًا عظيمًا، ضحى بحياته وشبابه وعائلته وبصحته من أجل تونس، كان محاربا ومستشرفا، لم يكن ديمقراطيًّا، وكانت لديه حساسية من الديمقراطية، كان رجل سياسية كبيرًا، ورجلاً من التاريخ كما قال مارلو، دون أن يكون دكتاتوريًّا، فقد كان رجل سلطة، اليوم نعيد اكتشاف بورقيبة، ونستفيد من موروثه، ودون شك فهو يفرض نفسه، لأن الأمة فى حاجة لاستثمار تاريخه"، موضّحا أن تأثير بورقيبة يتجاوز حدود تونس، لأنه شخصية فريدة ولا تتكرر.
 

الشريعة ليست القرآن.. وهى استخدام للدين لتحقيق أغراض سياسية

أما عن الأفكار الإسلامية، فيقول: "الشريعة ليست القرآن، بل هى جاءت بعد القرآن، وهى استخدام للدين من أجل تحقيق أغراض سياسية من قبل أولئك الذين يسعون إلى السلطة وينوون فرض قواعد عيش بالإكراه، ونحن لا يمكننا أن نقبل بمثل هذا الانحدار"، مشيرًا إلى أن الشيعة "هى انفصال مهم جدًّا عن الإسلام، وهى انقسام حقيقى".
 
كما أكد الرئيس السبسى، أن الوهابية ليست من قراءتنا للإسلام، متابعًا: "لن يكون لقانون الشريعة مجالا فى تونس، أنا متأكد من ذلك اليوم، والحجاب تغطية الرأس، وارتداء الحجاب عند المرأة لا علاقة له بالإسلام، والنقاب يطرح مشكلات أمنية وطنية، هو ممنوع فى الشارع وفى الجامعات"، وعن البوركينى قال: "اعتقادى أن نقاشات فرنسا حول الموضوع ما كان لها أن تكون".
 

القومية العربية أساسية لتونس.. والجامعة العربية انتهت أو تكاد

وعن القومية العربية، يقول الرئيس التونسى فى كتابه "تونس.. الديمقراطية فى أرض الإسلام"، إنها أساسية لدى الهوية التونسية، والعالم العربى يتمزق، والجامعة العربية انتهت أو تكاد".
 
وعن ليبيا يقول: "شهدت تونس ثلاث عمليات انتحارية على علاقة بليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافى، غابت الدولة فى ليبيا، التى باتت محكومة من قبل ميليشيات وصانعى حروب ومجموعات إسلامية، وأصبحت ليبيا مخزنًا كبيرا للسلاح مع سماء مفتوحة، ووجد الإرهاب أرضية صراع تجاوز حدود ليبيا"، مشيرًا إلى أن معمر القذافى "كانت لديه النية فى أن يكون خليفة عبد الناصر، ولكن لم يكن له حضور وحجم عبد الناصر، وأموال البترول التى أنفقها ساعدته فى  دعم بعض الحركات الإرهابية فى أنحاء مختلفة من العالم".
 
وعن بشار الأسد، قال السبسى فى كتابه: "ليست له مزاج وبرودة أعصاب والده، ديكتاتورية النظام هى نفسها، ولكن والده كان له وزن آخر، وأعتقد أن سوريا ستبنى مستقبلها من غير بشار الأسد، ولكن يجب أن يقرر الشعب السورى مصيره وحده".
 
وعن الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، يقول السبسى: "رجل مفكر، وبورقيبة كان معجبًا به كثيرا"، أما ملك المغرب محمد السادس فوفق وجهة نظر الرئيس التونسى "رجل معاصر، وقد أخذ بعين الاعتبار الاختلافات الكثيرة فى شعبه، ونجح فى التعامل مع الإسلاميين، لقد اختار منحى وسطيًّا من أجل خلق التوازن، التجربة المغربية هى تجربة فريدة ونادرة".
 

فلسطين أكبر مظلمة فى التاريخ.. وأرى نتنياهو أمريكيا لا إسرائيليا

وحول فلسطين وإسرائيل وقادة النزاع، قال السبسى عن نتنياهو: "كنت أجد صعوبة فى اعتباره إسرائيليًّا، فلطالما كنت أراه أمريكيًّا، ولا أعرف لماذا، لم يكن دائم الإقامة فى إسرائيل، وقضى جزءا كبيرًا من حياته فى أمريكا، ولا أدرى هل كان يحس بمعاناة الأمهات الإسرائيليات، لقد عمل طويلا ضد مصالح شعبه وبلده".
 
أما عن فلسطين، فيقول: "أكبر مظلمة فى القرن العشرين، هكذا قال عنها بورقيبة وأقولها أنا اليوم، والصراع الإسرائيلى الفلسطينى، أستطيع أن أفهم أن تكون هناك دولة لليهود، وليس دولة يهود، ولكن يجب أن تكون هناك دولة فلسطين بحدود يونيو 1967، ومعترف بها من قبل إسرائيل".
 

السبسى: أنا معجب بأوباما.. وتراجع أوروبا مجرد تراجع بدائى

وحول قادة ودول أوروبا، يقول الرئيس التونسى: "سأقولها بوضوح، تراجع أوروبا هو تراجع بدائى، لمن لا يريد أن يتقاسم، وأوباما، أنا معجب بهذا الرجل، وقد التقيته فى أكثر من مناسبة، وكان رئيسًا عظيمًا، وهو رجل دولة ومسؤول استثنائى".
 
وعن جاك شيراك، الرئيس الأسبق لفرنسا، يقول: "رجل طيب، وقال لى ذات مرة إننا إخوة، فأجبته: وأصدقاء أيضًا، كما قالها نابليون الثالث فى إجابته لقيصر روسيا، نحن لا نختار إخوتنا ولكننا نختار أصدقاءنا".
 
أما عن فرانسوا هولاند، فيقول: "نعمل معًا، وأن يكون ساند مرشحًا آخر غيرى لا يهم"، ويقول عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "كانت تهاتفنى بانتظام لتعرف جديد البلاد، وقالت لى إنها تعوّل علىّ لإخراج تونس من الوضع العصيب، وإن لم تتقدم تونس فسيكون ذلك مشكلة لنا".
 
وعن فرنسا، قال السبسى: "يجب على التونسيين التخلص من فكرة المستعمر الفرنسى، وعلى الفرنسيين التخلى عن فكرة المستعمرين، الأجيال الجديدة لها آفاق جديدة، والماضى دخل طى التاريخ، البعض يمجّده والبعض الآخر يرى فيه فترة قاتمة، ولكن الأهم من ذلك تقبله، والعمل المشترك من أجل مستقبل متضامن".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة