نعم التجنيد إجبارى ولا خجل من ذلك فهذا هو حق الوطن ولم نخف هذه المعلومة
تتملكنى حالة من الشجن كلما رأيت مصريين باعوا مصريتهم برخص التراب.. تعاقدوا على شرفها.. احتفلوا بأزمتها الاقتصادية..
ونادوا بين العالمين.. هل من متشدق؟ هل من وصولى؟؟
هل من مزيد؟
قنوات كثيرة كل مهمتها تسديد الطعنات إلى قلب مصر كل يوم.. تتصيد الأخطاء وتحولها إلى مكلمات على الهواء مباشرة وتلوكها وسائل التواصل الاجتماعى.. هذه القنوات تدفع الملايين لمن يبدع فى تمزيق سمعة مصر، فى وقت نلملم أنفسنا ونستجمع قوتنا التى بإذن الله ستعود.. هذا ليس من قبيل الأحلام ولا ضربا فى الخيال.
فالتاريخ يذكر لنا كم من أزمة مرت علينا، واستطعنا أن نستعيد أنفسنا وبلادنا من جديد.
ولن أقول هنا أن الأزمة الأقتصادية هى أزمة عالمية، ولن أشير إلى مؤمرات تحاك لنا منذ سنوات فى الظلام وبأيدٍ مصرية للأسف، ولن أعلق الأزمات على شماعات طالما علقنا عليها أخطاءنا.
لكننى أضع نفسى مكان هؤلاء الذين باعوا وخانوا، مع الأخذ فى الاعتبار أن هؤلاء الذين نطلق عليهم إعلاميين فى الخارج لم يساء إليهم.
وتصرفاتهم غير مبررة.. فلا هم كانوا منخرطين فى العمل السياسى ولا كانوا ينتمون إلى أحزاب، ولا تم القبض عليهم، وألقوا فى الزنازين ولا نالوا قسطا من العذاب والتنكيل مثلما حدث للكثير من المعتقلين السياسين فى الزمن الماضى.. أضيف إلى ذلك لم يكونوا يوما معارضين ولم يمشوا فى مظاهرات ضد نظام مبارك.
وإذا بحثنا عن الدافع وراء هذه التصرفات المشينه فسنجدها.. العائد المادى فقط..
ما جاء فى فيلم العساكر الذى عرضته قناة الجزيرة عن التعرض للحياة العسكرية والتجنيد الإجبارى للشباب فى مصر والضجة التى حدثت على هذا الفيلم أخذنى الفضول لكى أشاهده.. أقول لكم ضحكت كثيرا جدا.
كل ما جاء فى الفيلم حقيقة لا ينبغى الدفاع عنها أو حتى الخجل منها، فنحن فى مصر جيشنا جيش وطنى «يعنى مافيش حد بيدافع عن مصر مش مصرى، وبمعنى آخر إحنا مش جيش مرتزقة كما فى الجيش الأمريكى والقطرى وأغلب دول الخليج».
نعم التجنيد إجبارى ولا خجل من ذلك، فهذا هو حق الوطن ولم نخف هذه المعلومة الذين يدخلون الجيش جزء كبير منهم من الأميين لا يقرأون ولا يكتبون، ولن أضيف جديدا إذا قلت إن نسبة إدراكهم للأشياء لا تزيد على 40 فى المئائة، وهذا ليس عيبا لكن هذه هى الحقيقة..
إذن لن يستطيعوا أن يمسكوا سلاحا ويشتركوا فى حرب..
والتجنيد الإجبارى ليس معناه أن قوة الجيش الموجودة كلها ستقاتل وتتعلم فنون القتال، لأن الجيش كما يحتاج إلى مقاتلين يحتاج إلى طباخين وسائقين ومزارعين وصنايعية فى جميع المجالات حتى إذا اضطررنا للحرب كنا فى أتم استعداد للاكتفاء الذاتى الداخلى.. فلاضير أن يعمل كل فى حرفته التى يقوم بها فى حياته بالعكس فهذا يقدم خدمه للجيش.. أما المقابل فأمر طبيعى أن يكون العائد بسيط أو رمزيا، لأنها فترة خدمة إجبارية بعدها ينطلق إلى مجال عمله.
أما عن الصعوبات أثناء الحياة فى الجيش فهذا أمر طبيعى ينبغى التعود عليه، خاصة فى فترة الحروب..
وأشد ما تعجبت له كلام المصادر من المجندين والضباط الاحتياط، كما يدعون ويتحسرون أنهم لم يتعلموا أى شىء من الجندية إلا أن يقوموا بعمل عرض عسكرى جميل فى شكله.. وأسألهم ما دور فرق الصاعقة والمظلات وفرق التدخل السريع، والكليات العسكرية مثل الحربية والبحرية والدفاع الجوى وسلاح المهندسين والشرطة هؤلاء هم الجيش الحقيقى هؤلاء المتخصصون، أما أنتم فقوة بشرية تتم الاستعانة بهم وقت الحاجة..
هؤلاء من يدخلون الحرب فى وقت الحرب..
فهونوا عليكم أيها المغرضون ولا تشغلوا بالكم بحجم التدريب فى جيشنا العظيم.. فيكفيه فخرا ما خاضه من حروب وما يخوضه من حرب ضد الأرهاب ومازال الطريق طويلا.