فى الانتخابات البرلمانية، التى جرت عام 2011، وكانت الأولى بعد ثورة 25 يناير، اتجهت الأنظار إلى الدائرة، التى يخوض فيها عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم «الدعوة السلفية» بالإسكندرية، كان «الشحات» مرشحًا عن حزب النور فى دائرة المنتزه، وتزايد الاهتمام به لمجمل الآراء، التى كان يذكرها ويصدم الجميع بها كتحريمه لرياضة كرة القدم، وغيرها من الفتاوى الغريبة، التى كان السلفيون يهللون لها، غير أن فتاويه «أدب نجيب محفوظ» كانت الأكثر غرابة وشذوذًا، حيث قال: «أدب نجيب محفوظ يؤدى إلى الرذيلة وينشر الدعارة والمخدرات، وأنه أدب يدور فى أغلبه بمناطق تسودها بيوت الدعارة وتنتشر فيها المخدرات»، وانتهى «الشحات» من كل ذلك إلى اتهام أدب «أديب نوبل» صراحة بأنه «أدب ملحد».
ذكر «الشحات» آراءه بحرية كاملة، ثم ترشح فى الانتخابات فى مناخ كان فيه حزب النور هو الحصان الأسود فى الانتخابات لاعتبارات كثيرة أثارت المخاوف من توجهات قطاعات عريضة من المصريين نحو السلفية، ولأن جماعة الإخوان وقتها كانت الأكثر تنظيمًا وقوة بدا أن المجتمع المصرى مقسوم بين «الإخوان» و«السلفيين» وزاد من هذا الاعتقاد نتائج الانتخابات، التى تصدرتها جماعة الإخوان بحزبها «الحرية والعدالة» و«السلفيون» بحزبهم «النور»، غير أن سقوط عبدالمنعم الشحات بفارق 28 ألف صوت عن منافسه كان هو أيقونة الانتخابات، فلماذا؟
كانت كل التوقعات تذهب إلى فوز «الشحات» لما قيل عن قوة السلفيين فى الإسكندرية، غير أن كل الذين أفنوا عمرهم من أجل التنوير والتقدم كانوا يعضون على أصابعهم خوفًا من حدوث ذلك، ليس لأن هذا الرجل سيمثل خطرًا تحت قبة البرلمان وفقط، وإنما لأنه جاهر بهذا الرأى كثيرًا وتحدى به الجميع، وأن نجاحه سيعطى رسالة سلبية، وسيعنى لهم أن معاركهم، التى أنفقوا فيها جهدهم لم تؤت بثمارها، ولهذا احتشد الكل من أجل إسقاط «الشحات»، فانهزم هزيمة كبيرة، وانتصر نجيب محفوظ بأدبه.
أجدد الحديث عن هذه الذكريات حتى أصل إلى سؤال: «كيف يمكن إسقاط مثل هؤلاء فى أى انتخابات؟»، والمناسبة حديث النائب البرلمانى عن اتهام أدب نجيب محفوظ بأنه خادش للحياء.
بعد ثلاثة أعوام سيكون هناك انتخابات برلمانية جديدة، فتذكروا وقتها ما قاله هذا النائب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة