أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

قصص مازن معروف.. لا مهرب من الكابوس

السبت، 31 ديسمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكن القول بوضوح إن فن القصة القصيرة فى العالم العربى بخير، وإن كانت لنا تحفظات على الأحداث الثقافية التى وقعت فى 2016، لكن فيما يتعلق بالقص، فإننا نشكر هذا العام، لأنه أتاح لنا قراءة قصص كثيرة مميزة ومختلفة منها «نكات للمسلحين» لـ«مازن معروف».
 
و«نكات للمسلحين» هى المجموعة الحاصلة على جائزة الملتقى للقصة القصيرة فى دورتها الأولى هذا العام، التى نظمتها الكويت، وأول الذى نلاحظه فى المجموعة أن فيها نوعا غريبا من الإخلاص لكتابة القصة، بمعنى أن مازن معروف، وهذه نقطة مهمة، لا يعتبر كتابة القصة القصيرة تمرينا لكتابة الرواية، لذا لم يحتفظ بالتقنيات المهمة ولا باللغة الطازجة ولا بالحكايات من أجل شىء آخر، بل كان يريد بكل وعيه أن يكتب فن القصة، وظهر ذلك فى اتساع عالمه وتنوع أنماط شخصياته وأسلوبها فى التعبير عن حيواتها المختلفة.
 
يعرف مازن معروف أننا نعيش كابوسا طويلا منذ ميلادنا وحتى الرحيل، نتجاوزه بالأحلام، لكن «نكات للمسلحين» قالت لنا لا مهرب من كابوسنا لا بالأحلام ولا بغيرها، نحن ساقطون فى شرك الحياة، بلا رحمة.
 
كل الشخصيات ينقصها شىء ما، هناك شىء عضوى ناقص أو قلق نفسى يفرض سطوته، والجميع لا يشعرون بالأمان، والحروب تلقى ظلالها على لغة الحكايات، وذلك يٌكسب المجموعة خصوصية، ويجعلها نصا واحدا مكتملا، لكن بتنويعات مختلفة.
 
يمكن القول أيضا إن فكرة المتوالية السردية متضحة تماما ومتحققة بشكل كبير، ليس فى قصص منفصلة مثل «نكات للمسلحين»، لكن فى كل المجموعة، فهى تكمل بعضها بطريقة أو بأخرى، هناك خط رقيق يربط كل شىء، كما أن الطفولة عامل أساسى فى المجموعة، تتسلل معاناتها داخل كل شىء، فالكبار الذين يحكى عنهم مازن معروف هم أبناء طفولتهم التى لا يعرفون كيف يهربون منها، يظلون عالقين فى حبائل ذكرياتهم مهما مرت السنوات.
 
لا تستطيع، بسهولة، أن تختار قصة واحدة وتقول هى الأكثر اكتمالا بالنسبة لك أو هى صاحبة التأثير الأقوى، كل القصص تصنع ذلك فى حالتك النفسية، لكن قصة «الحمال» كان لها وقع مختلف، ربما لبعدها الفلسفى ورمزيتها أو لأشياء تتعلق بالشخصية المهزومة والمدركة تماما لأزمتها، حالتنا تتطور معه، حتى إننا نشعر بالتشابه معه، البداية «لا رغبة فى الابتسام»، والنهاية «لا قدرة لنا على الابتسام»، كل ذلك يصنع الجحيم الفردى والمجتمعى.
 
فى المجموعة عرف مازن معروف ما يريده من فن القصة القصيرة، لذا سعى لتحقيقه من خلال اللغة والأسلوب واختيار اللقطة المناسبة، التى تصلح للكتابة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة