رغم أننى من عشاق كرة القدم، وأهلوية صميمة، أبًا عن جد.. إلا أن الزمن قد تغير تمامًا فلم يعد لأى شىء مذاق.. مثل كل الأشياء التى فقدت بريقها.
فى الماضى كنا نشجع من قلوبنا وكنا نتعاطف مع لاعبى «الكورة» أذكر عندما أصيب الكابتن الكبير الذى لن أنساه أبدًا بدماثة أخلاقه ومهارته فى إحراز الأهداف محمود الخطيب «بيبو»، كم كنت من المبهورين به فى كل شىء، عند إصابته اضطر إلى ارتداء رقبة طبية بكيت بحرقة وامتنعت عن الطعام وتغيبت عن المدرسة لكن أمى رحمها الله قالت لى الدعوة له بالشفاء أهم بكتير من كل اللى بتعمليه.
بكيت من كلماته وهويشكر جمهوره ودموعه تتساقط فى ماتش اعتزاله، ربما لا يتذكر الكثيرون ذلك لكن هذه اللحظات لم تمسح من ذاكرتى وظلت تعبر عن أن الرياضة أخلاق.
أما اليوم نسمع عن انطلاق نجم فلان.. أو إنجاز علان.. أو احتراف نجم النجوم.. وأرقام فلكية.
أو إصابة النجم المفضل.. أو اعتزال آخر.. يجى هذا ويذهب ذاك ولم يعد هناك اسم يعلق فى الأذهان.. لم يعد من يقدم نموذجًا يحتذى به.. أنا لا أعيب على نجومنا الكبار أمثال أبوتريكة وعماد متعب ووائل جمعة فالعيب ليس فيهم لكنه زمن الحسابات فى كل شىء.
زمن المشاحنات.. زمن المصالح.. وتحولت «الكورة» التى أعرفها وتعلمت كيف تكون الكرة أخلاقًا ولعبًا جميلًا، ونصفق للعبة الحلوة.. إلى بيزنس.. مجرد بيزنس يدفع المحتكرون الملايين لإذاعة ماتش.. أو الامتناع عن إذاعة آخر.
أقول هذا الكلام بمناسبة ما أقرأه كل يوم عن منافسات الأندية ولا أشغل بالى كثيرًا بالتفاصيل فلم يعد للرياضة وبالتحديد للعبة كرة القدم أى بريق.. وبعد الثورة ازداد الأمر رعونة بما تفعله الجماهير من إخراج أسوأ مافيها من تصرفات وأفعال جعل أن مجرد حضور الجماهير ماتش للأهلى والزمالك حلم مازال تحت الدراسة. وبالمناسبة الكل يشارك فى تدنى مستوى الرياضة فى مصر، وأولهم رؤساء الأندية الذين لا يملكون سوى الصراخ والمشاجرات والاعتراض على كل شىء.
عندما يكون هذا هو حال كرة القدم اللعبة الشعبية فى مصر، سواء لاعبيها ومشجعيها والألتراس ورؤساء أنديتها فكيف يكون حال عامة الشعب.. أليسوا هؤلاء هم القدوة للجماهير.. والمثل الذى يحتذى به.
مؤخرًا كنت أتحدث مع أحد الشباب الواعد فى لعبة كرة السلة فى النادى الأهلى وتحدثنا عن اللعبة وعصرها الذهبى، وأنها خفت نجمها عن ذى قبل.. وذكرته بالكابتن مدحت وردة ومحمد سلعوة أبطال منتخب مصر لكرة السلة فى أوج مجدها.. وكم أحزننى عندما أثنيت على شخص هذا الشاب من التزامه بصلاته وأخلاقه فى نفس الوقت الذى لم يعد لصلاة الجماعة بين اللاعبين أى وجود، وأصبح من العادى والطبيعى أن نجد اللاعبين فى كثير من اللعبات خاصة الجماعية مدخنًا للسجاير وما خفى كان أعظم وأصبح الالتزام الأخلاقى هو الشىء الشاذ ومادون ذلك هو الأمر غير المستغرب!!!
ربما أكون حالمة كثيرًا وربما يكون هذا الوضع وهذه التغييرات حدثت على مستوى العالم، لكننى فى مصر أرى أن الوضع لابد أن يكون مختلفًا فمايزال لدينا بقية من قيم وأخلاق أصر أن نتمسك بها.
فهل هناك أمل؟؟؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة