توجه الناخبون فى النمسا اليوم الأحد، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية التى تشهدها البلاد والتى قد تسفر عن تولى يمينى متطرف أعلى منصب بالدولة، ليصبح نوربرت هوفر بذلك أول رئيس يمينى متطرف فى كل أوروبا، مما ينذر بسطوع نجم اليمين عموما قبل انتخابات تشهدها هولندا وألمانيا وفرنسا.
ويتنافس فى الانتخابات النمساوية الرئاسية المرشح المستقل النمساوى ألكسندر فان دير بيلين ومرشح اليمين المتطرف نوربرت هوفر من حزب الحرية النمساوى، فى جولة انتخابية معادة يصعب توقع الفائز فيها لاسيما بعدما أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأى وجود تقارب كبير فى حجم التأييد للمرشحين، الأمر الذى يفسح المجال أمام جميع الاحتمالات حتى إعلان نتيجة الانتخابات الرسمية.
ولكن بعد فوز الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية، الذى ينظر إليه باعتباره "شعبويا" إلى حد كبير، بالإضافة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، يرى مراقبون أن هذا سيصب فى مصلحة هوفر مرشح اليمين المتطرف.
تقول صحيفة "أى بى تايمز" البريطانية، أن النتيجة ستكون اختبارا لمدى شعبية أحزاب اليمين المتطرف فى أوروبا، لاسيما عقب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وقبل الانتخابات فى هولندا وفرنسا وألمانيا العام المقبل. ويقول خبراء إن الحملة الانتخابية فى النمسا تأثرت كثيرا بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، نظرا للخطاب الذى تبناه سواء المعادى للهجرة أو الإسلام، كما تأثرت كذلك بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
ورغم أن منصب الرئاسة شرفى فى النمسا، إلا أن الرئيس لديه سلطات لتشكيل السياسة وتعيين وصرف وزراء فى الحكومة والدعوة لانتخابات برلمانية. وتقول شبكة "سى إن إن" الأمريكية إنه حال فاز هوفر سيكون أول رئيس دولة يمينى متطرف فى أوروبا الغربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أما فى حالة فوز بيلين، فسيمثل انتخابه تغيرا مهما فى المشهد السياسى فى فينيا، التى يسيطر عليها حزبين من الوسط منذ نهاية الحرب. كما سيكون نذيرا ببداية موجة من المرشحين الشعوبيين فى أوروبا.
واعتبرت الصحيفة أن اقتراب السباق بين المنافسين يعكس الانقسام داخل النمسا، مضيفة أن كلا من المرشحين ركزا حملتهما حول فكرة الأفضل لدولتهما، فمثلا كتب هوفر على أحد الملصقات الانتخابية "دولتكم بحاجة إليكم" و"نريد عودة النمسا". بينما كتب بيلين على ملصقاته "من يحب دولته لا يريد تقسيمها"، وركز على الترويج لفكرة الوحدة مقابل الخطاب المنتشر سواء المعادى للهجرة أو المعادى للإسلام، أو المتشكك فى فكرة وجود أوروبا موحدة.
وأضافت الصحيفة أنه رغم تبنى حزب الحرية لأفكار متشددة، فهو حزب شكله متعاطفون مع النازية فى الخمسينيات، إلا أنه مرشحه نجح فى تصوير نفسه كمرشح معتدل بابتسامته الواسعة ووجهه الوقور، فبدا وكأنه يستطيع التحاور مع الجميع، بتبنيه رسائل معتدلة لجذب الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد، وفى الوقت ذاته بمدافعته عن بعض الأفكار المتشددة للحصول على مباركة داعمى الحزب، ويسير دائما هوفر (45 عاما) حاملا عصى بسبب إصابة فى قدمه تعرض لها عام 2003.
أما بيلين، المرشح المستقل الذى يلقى دعما من حزب الخضر الذى كان عضوا فيه منذ 1992، فلديه خلفية عالمية أكثر من منافسه هوفر، إذ ولد لأم استونية واب روسى من أصول ألمانية وهولندية واستونية ويتبنى نهجا ليبراليا فيما يتعلق بالهجرة ودعم مؤسسات الاتحاد الأوروبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة