أكرم القصاص

مركز أبحاث الشتاء والبرد والعدس من تويتر

الأحد، 04 ديسمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا مفر من التهويل والتهوين، فهما صفتان أساسيتان فى عالم افتراضى، ومن تابع يومين فقط من تويتر وفيس بوك يكتشف أننا وصلنا فصل الشتاء فى القطب الشمالى والجنوبى معا، واقتربنا من تساقط الثلوج فوق الجبل الأخضر، من واقع بكائيات وأفراح الشتاء، هذا الوافد الجديد الذى نتعرف عليه فى كل مرة لأول مرة، من آلاف التويتات والبوستات. التى تشرح لنا عن حالات «المتوتين والمفيسين» وتثبت لنا أن الدنيا برد يلزمها عدس وسحلب.
 
وطبعا لا يحلو عالم الافتراض إلا مع استعادة « شوية» تقارير تخرج مثل ملابس الشتاء منسوبة لمراكز أبحاث مجهولة تعلن أن هذا العام، إما أنه من أبرد السنوات خلال خمسة قرون، وإما أنه سيشهد مقابلة النجم التائة مع المذنب المسافر ليصنعا معا شتاءً نوويا.
 
طبعا نحن لا نسخر من العلم ولا من أبحاث الطقس والفضاء، لكننا اعتدنا منذ ظهور عالم السوشيال، أن تتكاثر من حولنا الدراسات مجهولة المنشأ، تتبنى كوارث غرق الدلتا وانفجار الأرض وتصادم المذنبات، مع سلاحف المحيطات، ناهيك عن ارتباكات خروم الأوزون وتآكل الطبقات الشفافة من الغلاف الجوى، الأمر الذى يرفع الحرارة ويقربنا من انصهار الجليد واحتراق الأرض، ومن كثرة الأخبار والتقارير المضروبة التى تنتشر على مواقع التواصل يظل المواطن، تائها بين التصديق والتكذيب لكل هذه الأبحاث والتقارير التى تخبره باقتراب نهايات وانفجارات وكوارث من كل لون.
 
ويمكن بسهولة أن نقرأ خبرا منسوبا لمركز أبحاث الشمس الكونية بالاشتراك مع مراكز البرد المتكتك تخبرنا أن عام 2016 واحد من أبرد السنوات التى مرت على البشرية منذ أيام النجم المذنب وجائحة سقوط كتل الجليد فوق أروقة سقف الثقب الأرضى الرابع بعد الخامس.. أو نعرف أن علماء قشرة الأرض اليابسة يؤكدون أن سقف العالم يكاد يلامس ظهر بطن القشرة الأرضية، منطلقا من موجات البرودة المبسطة طالعا من أحراش فتافيت الانفجارات التراتبية، التى تصنع موجات من البخار الصوتى تلتقى مع النيازك المتفسخة وتنتج برودة متعددة، خلاصة هذا غالبا أننا نقترب من كارثة.
 
ومع أن بعض هذه الأبحاث، مزيفة، أو منطلقة من مواقع ساخرة، تجد طريقها للنشر وتمثل وجبات دسمة لخبراء التعالم الكوكبى، الذين هم غالبا خبراء كل شىء، فى الطقس والاقتصاد والسياسة، وحلويات مولد النبى، وهؤلاء مبالغ فيهم أساسا، يعرفون أو لا يعرفون يقولون «عدس»، وربما سحلب، وبعد الكثير من اللت والعجن سوف يقولون إن الدنيار برد جدا، ولا نعرف أين كان الشتاء قبل فيس بوك.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة