قالت دار الإفتاء المصرية، إن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، وقد نقل الإمام السيوطى عن إمام القراء الحافظ ابن الجزرى من كتابه "عرف التعريف بالمولد الشريف" قوله: [إنه صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب فى النار كل ليلة اثنين لإعتاقه ثُوَيْبَةَ عندما بشرته بولادة النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا كان أبو لهب الكافر الذى نزل القرآن بذمه جُوزِى فى النار بفرحه ليلة مولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فما حال المسلم الموحد من أمة النبى صلى الله عليه وآله وسلم؛ يُسَرُّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته؟ لعمرى إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم] اهـ.
وأضافت ردا على سؤال ما حكم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بشراء حلوى المولد؟، ويندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل فى ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادى بها فى المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ" رواه البخارى وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادى أمر مطلوب فى ذاته؛ لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا» رواه مالك فى "الموطأ"، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه فى وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأُخرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة