محمد الدسوقى رشدى

عودة إسلام.. السفير السيئ يدمر القضية النبيلة

الإثنين، 05 ديسمبر 2016 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون إن الأزمة ليست فى الخصومة، بل فى الفجر فيها، ويقولون، أيضا، إن القضية ليست فى اختلاف الآراء، ولكن فى تحول الخلاف الفكرى إلى فعل تجريح وتشويه، ويقولون، أيضا، إن المشكلة ليست فى الحوار بل فى تحوله إلى حفلة شتائم، ويقولون، أيضا، إن النزاهة فى لعبة الملاكمة فى اتباع تعليمات احترام الخصم والحفاظ على حياته وليست فى ضربه تحت الحزام فى غفلة من عين الحكم، ويقولون، دوما، إن أزمتهم ليست مع التظاهر كفعل تكفله الحرية ويعززه الدستور، بل أزمتهم مع المتظاهرين المتطرفين الذين يتجنبون التعبير عن مشاكلهم بالرأى ويلجأون إلى التخريب.
 
وفى قولهم، جميعا، تجسيد لرفض التطرف، التطرف فى الخصومة وفى الحوار وفى التعبير عن الآراء، والعبارة الشهيرة تكفل اختصار ذلك المعنى بنصها على أن الصوت العالى هو أسوأ سفير للتعبير عن قضيته حتى وإن كانت قضية حق.
 
تلك أزمة إسلام بحيرى العائد إلى النور بعد غياب فى السجن تحت وطأة قضية مرفوضة المسمى والتوجه اسمها ازدراء الأديان، وتتضخم أزمته فى أنه ينصب نفسه محاربا للتطرف دون أن يدرى أنه يستخدم سلاح التطرف للدفاع عن قضية هو أسوأ سفير لها إن جاز المسمى.
 
عاد إسلام للنور بعد شهور السجن ليخبر الرأى العام بأنه آخر سجين رأى، قول قطعى يتنافى مع رجل يصف نفسه بالباحث المتبع للمنهج العلمى، عاد وهو يقدم شكرا ومدحا فى شخص وزير الزراعة الأسبق المسجون فى قضية رشوة وفساد وكأنه يحدثنا عن ملاك لا عن مجرم أدانته المحكمة فى قضية جرمها ثلاثى خيانة أمانة وظيفته والرشوة والتلاعب فى أملاك الدولة.
 
رأى إسلام بحيرى فى الوزير المرتشى ملاكا فى السجن لأنه أحسن معاملته، ولم يتعلم إسلام البحيرى مما صاغه هو بنفسه، بخصوص أن حسن المعاملة قد يغض طرف الناس عن نواقص الأشخاص وجرائمهم أحيانا، وعاد إسلام بحيرى ليمارس هواياته فى التعامل مع كتب الفقه والتراث الإسلامى دون أن يتعلم درس حسن المعاملة.
 
وبدلا من أن يناقش الفكرة بالفكرة والكلمة بالكلمة عاد مجددا ليستخدم مصطلحاته الحادة التى تصل إلى حد التشائم، وهو يتكلم عن الإمام الشافعى والبخارى، منطق إسلام فى تجديد الخطاب الدينى بإزالة القدسية عن رجال الدين وكتب الفقه والتراث الإسلامى، ربما يكون صحيحا ونتفق معه، ولكن إزاحة القدسية عن أى شىء لن تتم بالتطرف ومرض التطرف الدينى لن يكون علاجه التطرف بل العلم، ثم العلم، والعقل ثم العقل.
 
لم يتعلم إسلام بحيرى ومعه الشيخ ميزو وكل هواة الفرقعات الدينية، أن أسلوب إيناس الدغيدى الفج سينمائيا لم ولن يصلح مع قضية تجديد الخطاب الدينى، لم يتعلموا أن هذا الوطن لا يمكن أن يقتنص خطوة واحدة للأمام دون معارك فكرية شرط أن تتم على طريقة العلماء لا فتوات الحارات أو رداحات الشوارع.
 
كنا ومازلنا الأشد احتياجا لمعركة التجديد، العقل ضد النقل، التفكير ضد السمع والطاعة، الاجتهاد ضد الدوران فى فلك عبدة النص، التطهير والتنقيح والتحقيق ضد التقديس وإنزال كتب بشرية منزلة كتاب إلهى، نحتاج إلى هذه الحرب الفكرية حتى لا نسقط فى فخ الماضى وما يرافقه من تطرف.
 
الحاجة إلى تلك الحرب ضرورية، ومن يخوضها بلا شك شجاع، ولكن من يشعلها أو يقرر خوضها قبل أن يسأل أى شكل لهذه الحرب نريد؟ يجعل من شجاعته حماقة، ويكتب للحرب نهايتها الفكرية معلنا دوام نارها تأكل بعضها وتصيب الناس بذعر وخوف يردهم إلى حالة السكون.
 
يحدث هذا لو أخطأ أحد أطراف الحرب، ونقلها غرض فى نفسه من إطارها الفكرى إلى هوى المصالح وفخ الشعبوية، فما بالك لو أن أطراف الحرب كلهم قد سقطوا فى نفس الفخ، فخ سوء اختيار الشكل الذى قرروه لهذه الحرب «التجديد الدينى»؟!
 
ضجيج بلا طحن وتكسير عظام بلا نتيجة، هو محصلة معركة تجديد الخطاب الدينى التى يوهمنا أطرافها أنهم يخوضونها الآن من أجل المستقبل، تابع تفاصيل المشهد الدائر الآن بين مكعبات الحجارة التى يلقيها إسلام بحيرى فى مياه التراث الإسلامى الراكدة، وبين الرد الأزهرى الطفولى الذى يفضل الشكوى على الحوار، وبين وسائل الإعلام التى تقف على ضفة أخرى بعضها يتربص فى انتظار لقطة ساخنة أو مشادة مثيرة.
 
هؤلاء الثلاثة، إسلام كمتفاخر بلقب «هادم التراث» وهو لقب يدين إسلام قبل أن ينصفه حتى إن أعلن مهمته تقليب الأرض وتنقيح وتحقيق القديم من الكتب المهملة، لأن استنارته تخذله ويغلبه هواه فلا يجيد اختيار الطريق الأمثل لخوض معركته، فيحركه الغرض الكامن فى نفسه لاختيار السيئ من الألفاظ وزيادة جرعة السخرية وإهانة كل قديم من فقهاء وعلماء وأئمة بعضهم بذل فى زمنه ما فى وسعه للجمع والتجديد، فلا يصح أن تأتيه طعنة السب والسخرية من باحث يدعو الناس لإعادة النظر إلى التراث أو الخطاب الدينى وفق تطورات العصر الحالى، ولا يصح أن يكون عموده الأساسى فى الحرب على بعض الفقهاء المتطرفين أو المدلسين، كما يقول، هو التشكيك القائم على السخرية والاستهزاء لا العلم ورد الحجة بالحجة.
 
الأزهر كطرف ثان، يشارك فى جريمة وأد معركة تجديد الخطاب الدينى، لأن المطلوب من المؤسسة الدينية الأزهرية أن تكون نبراسا للمواجهات الفكرية، لا مكتب شكاوى واتهام بالتطرف والتكفير، المطلوب منها أن تخوض معاركها كالعلماء والمفكرين، لا كأمناء الشرطة والمخبرين، والإعلام كطرف ثالث، مطلوب منه أن يكون مائدة لاستضافة الحوار وتحديد معاييره لا أن يكون «بوتاجازا» يعلى من نار شعلته لتسخين الأجواء والحصول على «شو» يجلب عددا أكبر من المشاهدين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمان

حين يقتل انسان اخيه الانسان بفتاوى الجهاد، هل نعته و من افتى له بالقاتل قسوه؟!

دينيا "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، علميا "كل فعل له رد فعل مساو له فى القوه و مضاد له فى الاتجاه" لذلك يجب ان يكون رد الفعل على الهمجيه و الجاهليه و التخلف الذى تولد عنه الارهاب و العنف و الانتهاكات بنفس القسوه المجتمعيه لفظا و التاريخيه نقدا و القضائيه عدلا، فحين يقتل انسان اخيه الانسان بفتاوى الجهاد، هل نعته و من افتى له بالقاتل قسوه؟! حين يسرق انسان مال غيره بفتاوى الغنائم، هل نعته و من افتى له بالسارق قسوه؟! حين ينتهك انسان عرض انسان آخر بفتاوى السبى، هل نعته و من افتى له بالفاجر قسوه؟! لا يا عزيزى هم و من افتوا لهم قتله سرقه فجره، و عقابهم هو القصاص العادل قولا و فعلا بلا رحمه او شفقه جزاءا وفاقا ليكونوا هم عبره لغيرهم و لتشفى صدور ضحاياهم و زويهم، وليكف غيرهم عن انتهاج نفس نهجهم حين يرونه نهج مخزى يفضحهم و يفقرهم و يخضعهم بعد ان كانوا يعتبرونه نهج بطولى يشهرهم و يغنيهم و يحصنهم، اما الرقه مع القساه و الرحمه مع الطغاه و النبل مع البغاه هو ما جر علينا وعلى ديننا شر البلاء

عدد الردود 0

بواسطة:

حر

ورينا شطارتك انت .

منطق إسلام فى تجديد الخطاب الدينى بإزالة القدسية عن رجال الدين وكتب الفقه والتراث الإسلامى، ربما يكون صحيحا ونتفق معه. هذا ما قلته انت

عدد الردود 0

بواسطة:

bebo

نعيب الناس والعيب فينا !!!

تعيب إسلام البحيري شتائمه وتجريحه وتسخر من أفكاره وآرائه .. وأنت يا محمد الدسوقي رشدي كل مقالك واسلوبك شتائم وتجريح وسخرية .. وعجبي !!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد المصري

هادم التراث

اسلام البحيري يتفاخر بلقب هادم التراث علي أساس انه بعقليه علمية فذة ينسى ابو جهل البحيري جهله بالعلم الحقيقي وليس علم القراطيس الذي يتمتع به نسى ابوجهل البحيري مناظرته مع الشيخ اسامة الازهري وابدع في النرفزة والعصبية عندما لايجد اجابه محددة على اسئلة الدكتور العلامة اسامة الازهري حتى عندما يسأله من اين جئت بهذه الحجة او ماهو مصدرك يسكت ابو جهل البحيري ولاينطق وقد تصبب بالعرق مع النرفزة العصبية نتمنى فعلا ان يتبنى اليوم السابع مناظرة بين اسلام البحيري والشيخ اسامة الازهري وان يقدم علمه الحقيقي اذا كان يمتلك هذا العلم وليس علم هدم التراث وهو في الحقيقة يريد هدم السنة النبوية الشريفة .

عدد الردود 0

بواسطة:

حمزه ابو حمزه

إسلام بحيرى لم يقدم شو اعلامى يا استاذ دسوقى بل حمل روحه على كفه وفى الاخرى كفنه

وترجع حدته إلى انه يرى أناس تحمل عقول تقدس أشياء مثيره للسخرية و تسيء للدين ذاته مثل حديث الرضاعة وكثير من الإسرائيليات ورأى ناس تقتل وتذبح وتحرق باسم الإسلام ونسوا قول المولى 00 فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر 000 ونسوا قول المولى عز وجل 000 ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه 000 تحيه إلى إسلام بحيرى الغيور على الدين الإسلامى اكثر من المتاجرين باسمه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة