الاتفاق النووى الإيرانى على حافة الهاوية.. طهران: سنرد بحسم إذا تراجعت واشنطن.. الصين: لابد من التنفيذ الفعلى.. نتنياهو: سنمنع السلاح النووى عن إيران.. ومحلل: إلغاؤه كارثة على العرب ودول الخليج

الثلاثاء، 06 ديسمبر 2016 04:00 ص
الاتفاق النووى الإيرانى على حافة الهاوية.. طهران: سنرد بحسم إذا تراجعت واشنطن.. الصين: لابد من التنفيذ الفعلى.. نتنياهو: سنمنع السلاح النووى عن إيران.. ومحلل: إلغاؤه كارثة على العرب ودول الخليج الاتفاق النووى الإيرانى على حافة الهاوية
كتب محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتجه العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى مرحلة جديدة من التوتر ربما تكون أكثر حدة من سابقاتها بعد تصويت مجلس الشيوخ الأمريكى بالأغلبية الساحقة على قرار بتمديد العقوبات على طهران لمدة عشر سنوات، وسيصبح هذا القرار نافذا بمجرد توقيع الرئيس باراك أوباما عليه، وهذه مسألة روتينية لان ادارته لا ترى فيه خرقا للاتفاق النووى.

 

وأصيب الإيرانيون بصدمة من جراء صدور هذا القرار، فالسبب الرئيسى لتوقيعهم الاتفاق النووى بعد مفاوضات عسيرة استمرت سنوات مع الدول الست العظمى فى يوليو 2015، هو إنهاء العقوبات الاقتصادية والعسكرية التى شلت اقتصادهم، وأضعفت قدراتهم العسكرية على صعيد استيراد التكنولوجيا الحديثة والأسلحة المتطورة.

 

وكالة الطاقة النووية الإيرانية: سنرد بقوة وحسم إذا تراجعت واشنطن بشان الاتفاق النووى

حذر رئيس وكالة الطاقة النووية الإيرانية على أكبر صالحى، أمس الاثنين، من عواقب مشروع قرار الكونجرس الأمريكى بتمديد العقوبات ضد إيران لمدة 10 أعوام أخرى. وذكرت شبكة "إيه بى سى نيوز" الإخبارية الأمريكية أن صالحى أكد أن طهران سوف ترد بقوة وحزم على واشنطن فى حالة عدم التراجع عن مثل هذه الخطوة، والتى من شأنها أن تعرض الاتفاق الموقع مع الدول الكبرى (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا) بشأن البرنامج النووى الإيرانى.
 

وطالب صالحى فى كلمة ألقاها أمام مؤتمر حول الأمن النووى- الولايات المتحدة بالكف عن تلك الإجراءات الاستفزازية التى تفتقر إلى العقل. وكان مجلس الشيوخ الأمريكى قد وافق الأسبوع الماضى على مشروع القرار المذكور، وإحالته إلى الرئيس باراك أوباما للتصديق عليه.

 

الصين: لابد من تنفيذ الاتفاق النووى الإيرانى

ودعا وزير الخارجية الصينى وانغ يى إلى التنفيذ الشامل والفعلى للاتفاق النووى مع إيران مؤكدا أهمية عدم السماح بأن تؤثر التغييرات.

 

السياسية الداخلية بأى من الدول الاطراف فى الاتفاقية على تطبيقها.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقده الوزير الصينى الاثنين مع نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف الذى يزور الصين حاليا. وأكد ظريف من ناحيته، أن جميع الأطراف مسئولة عن تنفيذ الاتفاقية التى أبرمتها بلاده مع بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا فى شهر يوليو عام 2015 ودخلت حيز التنفيذ فى يناير من العام الجارى، والتى بموجبها تلتزم إيران بتعليق جزء كبير من برنامجها النووى فى مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وقال: إن محادثاته مع الجانب الصينى تناولت زيادة التعاون فى مجالات الطاقة والنقل والعلوم والتكنولوجيا والدفاع ومكافحة الارهاب.


ووصف وانغ يى إيران بالبلد الهام بالنسبة لمبادرة الحزام والطريق الخاصة بإحياء طريق الحرير التجارى القديم، معربا عن أمله فى أن يشهد التعاون الثنائى فى مجالات الاقتصاد والتجارة والبنية التحتية مزيدا من التقدم والتطور.

 

وفى إطار هذه الزيارة، التقى الوزير الإيرانى مع نائب رئيس مجلس الدولة الصينى تشانغ قاو لى حيث تعهد الجانبان خلال اللقاء على السعى لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وتعميق التعاون فى قطاعات الطاقة والتجارة والاستثمار والتمويل. ووصف ظريف الصين بالصديق الجدير بالثقة بالنسبة لإيران، مؤكدا حرص طهران على المشاركة فى مبادرة الحزام والطريق وتعزيز التعاون مع الصين فى مختلف المجالات.

 

وكان ظريف بدأ زيارة رسمية لبكين اليوم حيث ترأس هو ونظيره الصينى الاجتماع السنوى الوزارى الأول بين البلدين والذى يهدف لى تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة.

 

كيرى: الاتفاق النووى جعل العالم أكثر أمانا

وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن الاتفاق النووى الذى أبرمته إيران مع القوى العالمية العام الماضى جعل العالم أكثر أمنا رافضا إشارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب للاتفاق بأنه "كارثة" و"أسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه على الإطلاق". وأضاف كيرى فى حفل مُنح فيه وسام الاستحقاق الألمانى "المنطقة أكثر أمنا وألمانيا والولايات المتحدة أكثر أمنا وأوروبا أكثر أمنا وإسرائيل أكثر أمنا والعالم أكثر أمنا...يتعين علينا جميعا أن نحافظ على هذا الاتفاق". وأضاف أن الرئيس باراك أوباما فاتح ترامب بالفعل فى ذلك الأمر. 

 

نتنياهو: إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمس الأحد أنه سيناقش مع دونالد ترامب الاتفاق النووى "السيئ" الذى وقعه الغرب مع إيران بعد دخول الرئيس الأمريكى المنتخب البيت الأبيض. وخلال حملة الانتخابات الأمريكية وصف ترامب وهو جمهورى الاتفاق النووى الذى وقع العام الماضى بأنه "كارثة وأسوأ اتفاق تفاوضى على الإطلاق". لكن ترامب وهو رجل أعمال تحول إلى السياسة قال أيضا أنه سيكون من الصعب نقض اتفاق نص عليه فى قرار للأمم المتحدة.

 

وقال نتنياهو لمنتدى عن الشرق الأوسط يعقد فى واشنطن فى كلمة عبر الأقمار الصناعية من القدس "إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. هذا لم يتغير ولن يتغير. أتطلع للحديث مع الرئيس المنتخب ترامب عما ينبغى عمله تجاه هذا الاتفاق السيئ."

 

وكان نتنياهو من أشد منتقدى الاتفاق النووى الذى يعد من منجزات إرث السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما. لكنه تخلى إلى حد بعيد عن مهاجمة الاتفاق فى الأشهر القليلة الماضية مع سعى مفاوضين إسرائيليين وأمريكيين لإتمام حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 38 مليار دولار لمدة عشر سنوات. وقبل الاتفاق النووى ساهم نتنياهو فى زيادة التوتر فى العلاقات مع البيت الأبيض بإلقاء كلمة أمام الكونجرس الأمريكى عام 2015 محذرا من قبول الاتفاق.

 

وروجت إدارة أوباما للاتفاق كوسيلة لتعليق مسعى إيران المشتبه به لتطوير أسلحة نووية. وفى المقابل وافق أوباما وهو ديمقراطى على رفع معظم العقوبات المفروضة على إيران. ونفت إيران أن تكون فكرت على الإطلاق فى انتاج أسلحة نووية. وقال نتنياهو فى جلسة لتلقى الأسئلة والرد عليها "عارضت الاتفاق لأنه لا يمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية أنه يمهد الطريق أمام إيران للحصول على أسلحة نووية."

 

وقال نتنياهو للمنتدى "المشكلة ليست أن إيران ستنتهك الاتفاق بل أنها ستحافظ عليه لأنها تستطيع ببساطة المضى قدما خلال عقد أو حتى أقل... فى تخصيب اليورانيوم بكميات صناعية لصنع العنصر الجوهرى لترسانة أسلحة نووية." ومضى قائلا "لذا فإن مشكلة التعامل مع هذا الاتفاق هو ما سوف أناقشه مع... الرئيس ترامب عندما يتولى منصبه." وكان نتنياهو قد اتصل هاتفيا بترامب بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة فى نوفمبر، وقال أنه دعاه للاجتماع معه فى الولايات المتحدة "فى أول فرصة متاحة".

 

وقال نتنياهو "ترامب لديه رؤية واضحة لدور أمريكا المسيطر فى العالم. لا أعتقد أنه سيدير ظهره للعالم. لا أعتقد ذلك على الإطلاق. فى الحقيقة أعتقد أن العكس هو الصحيح."

 

روحانى: ينبغى على الرئيس الأمريكى عدم المصادقة على ذلك القرار والحيلولة دون تنفيذه

وطالب الرئيس الإيرانى حسن روحانى نظيره الأمريكى باراك أوباما بعدم المصادقة على قرار الكونجرس تمديد العقوبات الأمريكية على إيران، والتى اعتبرها انتهاكا للقانون الدولى.

 

وقال روحانى، فى كلمته أمام مجلس الشورى الإسلامى البرلمان، الأحد، أنه ينبغى على الرئيس الأمريكى عدم المصادقة على ذلك القرار والحيلولة دون تنفيذه، معتبرا تمديد مجلس الشيوخ للحظر ضد إيران انتهاكا صارخا للاتفاق النووى، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "فارس".

 

وكان مجلس الشيوخ الأمريكى قد صوت بالأغلبية المطلقة، الخميس الماضى، على مشروع قانون بتمديد العقوبات الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووى على إيران لعشر سنوات أخرى، وذلك بعد أن صوت مجلس النواب لصالح القرار نفسه، الشهر الماضى، وهو ما رأت إيران أنه انتهاك للاتفاق النووى المبرم بينها وبين الدول الست الكبرى، العام الماضى، والذى يقضى برفع العقوبات عن إيران فى مقابل الحد من برنامجها النووى. 

 

من ناحية أخرى اقترح الرئيس الإيرانى حسن روحانى أمس الأحد، ميزانية الدولة للعام المقبل بحجم يبلغ نحو 100 مليار دولار وبما يتضمن زيادة الإنفاق لدعم النمو فى الوقت الذى يهدد فيه انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة بعودة الضغوط على طهران. وكان الرئيس الأمريكى المنتخب صرح خلال حملته الانتخابية بأنه سيلغى الاتفاق النووى المبرم العام الماضى بين إيران والقوى العالمية مما يوجه ضربة قوية لاقتصاد إيران الذى بدأ يتعافى من عقوبات استمرت لسنوات.

 

وأعلن روحانى مسودة ميزانية السنة الفارسية الجديدة التى تبدأ فى 21 مارس بقيمة 3200 تريليون ريال (99.7 مليار دولار حسب سعر الصرف الرسمى) بعد استبعاد مؤسسات الدولة. وتزيد الميزانية تسعة بالمائة عن ميزانية العام الحالى؛ وقال روحانى أمام البرلمان "الحفاظ على معدل النمو الذى انطلق فى العام الجارى قضية اقتصادية مهمة للبلد وجميع السياسات الاقتصادية ينبغى أن تدور حول هذا المحور".

 

وقال روحانى: "نأمل أن ننهى العام الجارى بمعدل تضخم فى خانة الآحاد ومعدل نمو خمسة بالمائة مع توفير 700 ألف فرصة عمل".

 

محلل عربى: إنهيار الإتفاق النووى يعتبر كارثة على العرب ودول الخليج

وتناول المحلل العربى عبد البارى عطوان انهيار الاتفاق النووى المبرم بين إيران والدول السداسية مبينا أنه سيخدم الادارة الأمريكية فقط وترامب سينفد وعوده الانتخابية بشأن دفع سعر حماية الحلفاء الخليجيين فى ظل انهيار الاتفاق إذ سترد إيران باعادة تخصيب اليورانيوم.

 

وأوضح أن التوتر الأمريكى الإيرانى سيكون كارثة على العرب والأشقاء فى الخليج على وجه الخصوص، لأن القواعد الأمريكية التى ستكون مستهدفة إيرانيا فى حالة أى حرب مقبلة تتواجد على أراضيهم، مضافا إلى ذلك ستعود كل الأساطيل وحاملات الطائرات إلى مياههم الإقليمية وقواعدهم البحرية، وسيضطرون إلى شراء صفقات أسلحة جديدة بعشرات المليارات من الدولارات لتعزيز أمنهم، وربما المشاركة فى أى هجوم ضد إيران تلبية لإملاءات أمريكية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة