هؤلاء ينتقدون أداء الحكومات المختلفة وعندما يُسند إليهم مهام حقيبة وزارية يفشلون
كنت قد كتبت مقالا عن مواصفات «الناشط السياسى»، وذلك عقب ثورة يناير، ثم كتبت يوم الاثنين، 25 نوفمبر 2013، مقالا عن مواصفات «الخازوق الاستيراتيجى المصرى»، كشفت فيه عن هؤلاء الذين ارتدوا عباءة الخبراء والعلماء بكل بواطن الأمور فى السياسة والاقتصاد وعلم الثورات والعلوم العسكرية والفلك والتنجيم والطب والبحار والكيمياء والفيزياء والفلسفة، حتى «حفلات الزار».
ونظرا لتطور الحالة، واستفحال خطر هؤلاء الخبراء الاستراتيجيين، للدرجة التى ادعوا فيها قدرتهم على معرفة «هل الكلاب» اغتصبها «البنى آدمين» أم لا، قررت فتح القضية من جديد، لنؤكد مواصفات هذه «الخوازيق» التى أصبحت تخشاهم الدولة والحكومة، للأسف.
«الخازوق» الاستراتيجى، له قدرة بلاغية، وصاحب مصطلحات «مكعبرة»، يتحدث عن كل وأى شىء، ويُحلل الظواهر الكونية، ويبيع الوهم فى «زجاجات مغلفة»، عبر البرامج السياسية والتوك شو بالقنوات الفضائية المختلفة، ثم يتقاضى مبلغا كبيرا فى «ظرف شيك» وهو مغادر الاستوديو، وكتابة البوستات على «فيس بوك» وتويتات على «تويتر»، ويكون حاضرا فى معظم المؤتمرات والندوات والفعاليات المختلفة، يتحدث كثيرا، ويفعل قليلا، ثم «يلبس» الكلام للبسطاء وأنصاف المتعلمين.
«الخازوق» أو «الخبير» السياسى والاستراتيجى كما يحلو أن يطلق على نفسه، يشبه إلى حد كبير، المحلل الرياضى فى الاستوديوهات، تستمع منه للنظريات والطرق المثلى التى يجب أن تلعب بها فرق كرة القدم، والحلول الجماعية، ومتى تستخدم الحلول الفردية؟ ومتى تدافع؟ ومتى تهاجم؟ ثم ينتقد بعنف معظم اللاعبين، والمدرب، وعندما تضعه الأقدار لقيادة فريق ما من الملعب، يهبط به إلى الدرجة الثانية، ويؤدى بشكل سلبى وسيئ للغاية.
«الخازوق» السياسى والاستراتيجى، يظل يهاجم الأوضاع القائمة، ويشن حربا ضروسا على مؤسسات الدولة، دون أن يضع حلولا على الأرض لكيفية مواجهة الأزمات، وحل المشاكل المستعصية التى تعانى منها البلاد فى مختلف المجالات، ثم يتحدث عن حقوق الإنسان، ومدنية الدولة، وإجراء نظام الانتخابات بالقوائم، ويهاجم النظام الفردى، مستدلا بالنظام الأمريكى فى الانتخابات، دون أن يجهد نفسه أن أمريكا تضم حزبين كبيرين متنافسين فقط، فى حين مصر تضم أكثر من 100 حزب، لا يوجد منهم حزبا واحد «عليه العين»، وإذا سألت أى زعيم سياسى عن أسماء 10 أحزاب منهم، لن يستطيع الإجابة.
«الخازوق» الاستراتيجى، يظل ينتقد أداء الحكومات المختلفة، وعندما يُسند إليه مهام إحدى الحقائب الوزارية، يفشل فشلا ذريعا، وهو ماحدث مع الوزراء السابقين مثل الدكتور جودة عبد الخالق، وأحمد البرعى، والدكتور زياد بهاء الدين، والدكتور حسام عيسى، وكمال أبو عيطة.
وكثيرا من الخوازيق الاستراتيجية سجلت فشلا مدهشا عندما مارسوا السياسية على الأرض، وأسسوا أحزابا، ولكم فى أحزاب «الدستور ومصر الحرية والكرامة» لأسوة، رغم أن هؤلاء يتحدثون بطريقة مبهرة عن الشيفونية، والبرجوازية، والبرجماتية، والفاشية الدينية والعسكرية.
الخوازيق الاستراتيجية، لديهم انفصام تام عن الواقع، ويعيشون فى أبراج الوهم، المشيدة من الخيال، والأحلام، ويحاولون زراعتها، فى تربة جرانيتية، دون أن يبذلوا أى جهد فى استصلاح الأرض، وتقليب التربة، وتحويلها من زلطية جرانيتية، إلى تربة، خصبة قابلة للزراعة، والحقيقة أن مصر ابتُليت بهذه الخوازيق الاستراتيجية، ونشطاء الغبرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة