تجميد كرة القدم سيقضى على ظاهرة الألتراس ورؤساء الأندية الباحثين عن الشهرة
فضوها سيرة وجمدوا نشاط رياضة كرة القدم فى مصر نهائيا وإلى أجل غير مسمى، ولا تعود حتى ينضج هؤلاء المراهقين إداريا وفكريا، والباحثون عن أمجاد شخصية، على حساب سمعة وأمن وأمان واستقرار الوطن.
كرة القدم فى مصر وطوال السنوات الست الماضية، تحولت على يد هؤلاء المتاجرون والمراهقون إداريا وفكريا، من لعبة، جميلة، ولذيذة، وممتعة، إلى لعبة الموت، بوضع ألغام ومتفجرات وقنابل فى الأندية والملاعب، وعلى المقاهى، والزج باللعبة فى السياسة، واستغلال الجماعات المتطرفة والإرهابية للروابط والمشجعين لإثارة الفوضى.
تجميد اللعبة أمر حيوى ومهم، طالما تحولت من كونها لعبة ممتعة إلى ألغام وقنابل موقوتة وميدان للقتال، وخنجر فى ظهر أمن وأمان واستقرار الوطن، لأننا نجهل الفرح، والمتعة، والبهجة، ونعشق الموت والحزن والكآبة، والدليل أن كل تراثنا الحضارى عبارة عن مقابر ومعابد، ولم نعثر على أى وسيلة للحياة والبهجة، وأن تراث السينما المصرية من أفلام وأغانى جميعها مأساوى، وتراث المسرح المصرى، جميعه «تراجيدى كارثى» وهى التى حققت نجاحا كاسحا، وأصبحت علامة فارقة فى المسيرة الفنية للسينما والمسرح المصرى.
الجميع مدان، ولا أستثنى أحدا من أطراف معادلة اللعبة، سواء الأندية أو الاتحاد أو مقدمى برامج التوك شو الرياضية، أو الحكومة ممثلة فى وزارة الشباب، ومن قبلهم الدولة، مما يحدث من «تهريج» حقيقى فى الملاعب، وانعكاسه الخطير على الوضع الأمنى للبلاد.
التهريج سيد الموقف، والضعف والترهل، دستور يتحكم فى البلاد، والجهل المفرط، عناوين عريضة تدفع المصريين للسقوط فى الهاوية، والمراهقة الإدارية تأجيج لظاهرة اختلاط أنساب المفاهيم، وعدم القدرة على التفريق بين الصراع السياسى، وفرض الإرادة بالقوة لكسر أنف الدولة، وبين أننا نمارس «لعبة» بهدف الترفيه، والمحافظة على الصحة العامة.
وعندما يتم تجميد لعبة كرة القدم، ستختفى ظاهرة الألتراس، ورؤساء الأندية والاتحادات الباحثين عن الشهرة، ومقدمو برامج التوك شو الرياضية، ليجلسوا فى منازلهم دون عمل، ونلغى حقيبة وزارة الشباب والرياضة، وتوفير مخصصاتها، ونكتفى فقط بألعاب رفع الأثقال والإسكواش، الذين يرفعون رأس مصر عاليا فى المحافل الدولية، بدلا من القتل ونزيف الدم والفضائح وقلة القيمة التى سببتها لعبة كرة القدم.
جميعنا شاهدنا الأسبوع الماضى، لقاء القمة الأكبر على كوكب الأرض فى لعبة كرة القدم بين ريال مدريد وبرشلونة، وبحضور 100 ألف مشاهد فى المدرجات، والملايين عبر الشاشات، ورأينا أخطاء تحكيمية فجة ومثيرة وخطيرة، مثل احتساب هدف لنادى برشلونة من تسلل واضح، وعدم احتساب ضربتى جزاء واضحتين لريال مدريد، وضوح الشمس، ومع ذلك لم يخرج علينا رئيس ريال مدريد يهاجم الحكام، ويتقدم بطلب رسمى لاتحاد الكرة الإسبانية ملوحا بالانسحاب، لأن الحكم ذبح ناديه بسكينة باردة، عندما احتسب ضد فريقه هدفا غير صحيح، وتغاضى عن احتساب ضربتى جزاء، كانا كفيلتين بأن يغرد ريال مدريد على القمة بمفرده بعيدا عن أقرب منافسيه برشلونة بثمانية نقاط كاملتين على الأقل.
لم نر مقدمين برامج توك شو رياضيين، يخصصون حلقات برامجهم لتأويل لمسة ميسى، أو غضب رونالدو، مثلما رأينا تأويل مقدمى برامج التوك شو الرياضية لسجدة أحمد الشيخ، ومعرفة نواياه، وكأنهم آلهة يعلمون ما تخفيه الصدور، مما ساعد على تأجيج الوضع، وتهديد ثلاثة أندية بالانسحاب من بطولة الدورى العام، ونسأل هؤلاء مقدمى البرامج الرياضية واستديوهات التحليل الرياضى، ماذا جنيتم من تأجيج الأوضاع؟ وهل لو تم تجميد لعبة كرة القدم سترتاحون بالجلوس فى منازلكم؟
الأمر جل خطير وكارثى، وأن ارتضاء الدولة الوقوف موقف المتفرج الضعيف المرتعش ستكون نتائجه وبالا خطيرا، وأن المراهقة الإدارية للأندية والاتحادات، ومقدمو برامج التوك شو ستشعل نارا تأكل أمن وأمان واستقرار الوطن، وتهدد قطاعات الأمن والسياحة والاستثمار بعنف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة