سعيد الشحات

نريد غزلاً وقطناً

الأربعاء، 07 ديسمبر 2016 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى دعا فيه رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، إلى تبنى مشروع قومى تشارك فيه الدولة، وكل الطوائف المعنية، لإحياء صناعة الغزل والنسيج، كان وزير الزراعة عصام الفايد يعلن أمام مؤتمر «دعم القطن» أنه تم التعاقد مع 20 دولة هذا العام لتصدير القطن المصرى إليها، وأن أسعار القطن المصرى وصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
 
استخدام رئيس الوزراء كلمة «إحياء»، يعنى أن الذى نريد إحياءه إما أنه «مات» أو فى طريقه إلى الموت، وهذا اعتراف واضح وصريح بأن مصر كانت لديها صناعة «غزل ونسيج» متقدمة، لكن يد التآمر امتدت إليها، ويمكن القول إن هذه الصناعة تحديدًا هى أكبر شاهد على ما أصاب مصر من خراب وتدمير طوال حكم مبارك، ولا أنسى مرة وقتئذ قولًا لرئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج، أنه لو كان القرار بيديه لأوقف هذه الصناعة فى مصر، وكان هذا من أكبر المساخر التى تؤكد أن الصناعة التى هى طريقنا الرئيسى لنهضة هذا البلد اقتصاديًا يديرها من يحلمون بتدميرها.
 
كان هذا يتم فى الوقت الذى تتوالى فيه التصريحات والوعود من المسؤولين حول وضع الخطط لإعادة صناعة الغزل والنسيج إلى سابق عهدها، وأذكر مرة أن المهندس رشيد محمد رشيد وقت أن كان وزيرًا للصناعة، قام بالتقاط الصور الفوتوغرافية لماكينات الغزل المتوقفة بمصنع النسيج فى كفر الدوار خلال زيارته له، متذكرًا فى حسرة أنه كان يتدرب وهو طالب فى كلية الهندسة فى هذا المكان وقت أن كانت الآلات تدور وتنتج غزلًا والعمال مبتهجون.
 
ترتب على تدمير صناعة الغزل والنسيج، تدمير زراعة القطن الذى كان ذهبنا الأبيض، وكنا نتغنى به كمصدر فخر لنا أمام العالم، وتم ذلك لصالح زراعات ليس لنا فيها أى مجال للتنافس العالمى، ووصل حال احتقار المسؤولين للقطن، إلى درجة أن أحد وزراء الزراعة السابقين دعا إلى عدم زراعته.
 
تدور الأيام دورتها، وبأسلوب «التقليب فى الدفاتر القديمة»، تتوصل الحكومة إلى أن هذه الدفاتر فيها «صناعة غزل» و«زراعة قطن»، فتطلق الوعود بإحيائهما، فهل تعى أننا بكينا بما فيه الكفاية على ما خسرناه؟، وهل تصدق هذه المرة؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة