يبدأ بـ"بسم الله" وينتهى على خير بتكبير الآلاف من الحضور "الله وأكبر ولله الحمد"، هكذا هو المشهد فى إنهاء الخصومات الثأرية بما يسمى فى العرف الصعيدى "القودة" فى كافة أنحاء محافظة الأقصر، فقد قال الله تعالى فى سورة المائدة: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، مشهد جلل يتصدره بصورة دائمة بين العائلات التى تسعى للخير وحل الأزمات لوجه الله، محمد بدر محافظ الأقصر، والسيد الشريف إدريس الإدريسى شيخ الطريقة الأحمدية الإدريسية، والسيد طه الإدريسى، والسيد محمد الإدريسى وعبد الباسط حداد رئيس لجنة المصالحات.
وبالعودة للشهور الماضية تظهر جهود أهل الخير فى إنهاء العديد من الخصومات الثأرية بين كبار العائلات بمختلف مدن وقرى محافظة الأقصر، وذلك بين عدد من العائلات بمناطق الزينية والبياضية والعديسات والطود وأرمنت وهى عائلات (آل السياح وآل البعيرى والخولى والشيبانية والحواتم وآل رشوان وآل عبد الفتاح وآل يوسف وحسب الله وبنى هلال)، وفى هذا الصدد يقول محمد بدر محافظ الأقصر، أنه يسعى لحل كافة الخصومات الثآرية بالأقصر، وذلك بالتعاون مع اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر وكافة قيادات المحافظة الشعبية وغيرها من أهل الخير.
ويقول محافظ الأقصر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المحافظ تسعى مع المديرية على السعى فى كافة المدن والقرى بكل قوة للقبض على أية خارجين عن القانون لعدم الوصول إلى مرحلة الخصومة الثأرية، مطالباً جميع أبناء الأقصر بأن يحتكموا فى كافة أمورهم إلى الكبار وحكماء العائلات، والعودة إلى مبادئ وأخلاق وعادات وتقاليد أهل الأقصر الكريمة لنبذ الخلافات والمشاحنات بين العائلات.
وأضاف محمد بدر فى تصريحاته، أنه يجرى اتخاذ خطوات جدية مع كبار أشراف الأدارسة بالأقصر للسعى لحل كافة الخلافات ووأدها فور ظهورها لكى يتم القضاء على ظاهرة الثأر المنتشرة بكل قوة خلال الفترة الأخيرة بالمحافظة.
أما اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر، فيؤكد أن أية خلافات أو خصومات ثأرية يتم وأدها يرجع الفضل فيها إلى أبناء القرى والمدن والعائلات نفسها قبل الأمن والمحافظة، حيث أنهم هم من يسعون للخير وإنهاء إراقة الدماء فيما بينهم، ثم يأتى دور رجال الأمن والمحافظة ورجال المصالحات فى تنفيذ وتنظيم فعاليات "القودة" بين تلك العائلات.
ويضيف مدير أمن الأقصر لـ"اليوم السابع" أن المديرية لديها خطة يجرى الاتفاق عليها مع محافظ الأقصر للقضاء على كافة الخصومات الثأرية بالمحافظة بأكملها لجعل الأقصر خالية من الفتن، حيث سيتم مستقبلاً التحرك بصورة جدية لتقديم يد العون لكافة العائلات لوأد الفتن، لمساعدة الجميع فى الحياة بين أبناء عمومتهم وجيرانهم بكل حب ومودة، موجهاً الدعوة لجميع كبار العائلات المتناحرة وكبار القرى بضرورة توعية وتعريف الشباب بخطورة الثأر على إخوانهم وكذلك أمام الله فى الآخرة.
عدد من جلسات الصلح وإنهاء الخصومات الثأرية بمحافظة الأقصر
ومن تلك الفعاليات المميزة فى إنهاء الخصومات الثأرية بمحافظة الأقصر على مدار الشهور الأخيرة، فقد نجحت جهود أهل الخير من كبار لجنة المصالحة بصعيد مصر، فى إنهاء أكبر خصومة ثأرية بين 4 عائلات بمدينة البياضية التابعة لمحافظة الأقصر، وهى عائلات (الخولى والشيبانية وآل رشوان والحواتم)، بقيادة الشيخ طه الإدريسى كبير المصالحات بالصعيد.
وتقدم خلال فعاليات الصلح أبناء العائلات بـ6 قودة لأصحاب الدم، وهم الحاج محمد عبد الجليل، والحاج سيد والد الطفل عبدالله، بحضور محمد بدر محافظ الأقصر، واللواء عصام الحملى، مدير أمن الأقصر، واللواء زكى مختار مدير مباحث المديرية، واللواء إبراهيم مبارك رئيس مباحث الأقصر، والرائد أدهم الملوانى، رئيس مباحث البياضية، والشيخ محمد عبد الباقى، رئيس لجنة مصالحات الأقصر، والعمدة عبد الباسط الحداد، وحمادة النوبى، نائبى لجنة المصالحات بالمحافظة، وقيادات دينية وتنفيذية وشعبية، وتعود أحداث الخلافات التى إنتهت اليوم بين عائلات البياضية إلى عام 2007 بسبب خلافات الجيرة وخصومات انتخابية تجددت عشرات المرات، وكان من ضمنها الخلاف الذى نشب بين شباب القبيلتين، حيث أصيب الكثير جراء ذلك كما تم اقتحام مدرسة وإطلاق الأعيرة النارية، ما أدى إلى حدوث ذعر عند الطلاب والمواطنين، وأمرت النيابة بحبس 28 من شباب القبيلتين، وتجددت مؤخرًا بين شابين سرعان ما تحول إلى اشتباكات عنيفة، وأسفرت عن سقوط قتيل شاب وامرأة وإصابة 5 آخرين.
أما فى قرية الرزيقات بمدينة أرمنت غربى المحافظة فقد شهد محافظ الأقصر محمد بدر، إجراء مراسم الصلح بين عائلتى "آل السايح" و"آل البعيرى"، والتى استضافتها قبيلة الزعايمة بقرية الرزيقات، وحضر مراسم الصلح كل من مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر اللواء عصام الحملى، ورئيس مركز أرمنت اللواء على الجزار، وكل من أعضاء مجلس النواب عن محافظة الأقصر، أحمد حسن الفرشوطى، والدكتور حمادة العمارى، والعمدة محمد يس، ومدير إدرة البحث الجنائى اللواء زكى مختار، ومأمور مركز أرمنت العميد بدر طه، وعدد من رجال الدين الإسلامى والمسيحى، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية والتنفيذية بالمحافظة، بالإضافة إلى الآلاف من الأهالى.
وبدأت مراسم الصلح بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها القارئ الشيخ ممدوح عبدالستار، ثم عدد من الكلمات لممثلى الأزهر والأوقاف ودير مارى جرجس والقيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية، ثم تمت مراسم الصلح بحضور رئيس لجنة المصالحات الشيخ محمد عبدالباقى، وسط تكبيرات الحضور، وتصافح أبناء العائلتين.
وفى مدينة الأقصر نجح العميد أحمد نسيم رئيس مدينة الأقصر السابق، فى إنهاء خصومة بين مسلم ومسيحى، بديوان جمعية تنمية المجتمع بشرق السكة الحديد، وتمكن من وأد الفتنة قبل اشتعالها والوصول إلى حكم يرضى جميع الأطراف، وإزالة سوء التفاهم العالق فى أذهانهما عبر لفيف من كبار رجال الدين الإسلامى والمسيحى بالأقصر، وحضر فعاليات إنهاء الخصومة عدد من ذوى الرأى والمشورة من الطرفين، وتم التراضى فيما بينهما وإزالة الخلاف وتحديد جلسة صلح، برعاية فضيلة الشيخ يسرى محمد حسن كراع وكيل الوزارة بالأزهر الشريف، وقداسة الأنبا أرمانيوس، العميد محمد بهاء رئيس مباحث الأقصر.
ومن جانبه قال أحمد نسيم، أن مصدر الأديان السماوية واحد وهو الله سبحانه وتعالى، فهو الذى شرعها، وهو الذى أوحى بها إلى رسله وأمرهم بتلبيغها، وهو الذى كلّف الناس بالتزامها، والوقوف عند حدودها، وتتجلى نظرة الإسلام إلى الأديان السماوية السابقة فى كونه يؤمن بها، ويقرر أنها وحى من السماء، ويصدّق ما جاء به هذا الوحى من تشريعات وأحكام، ويُلزم المسلمين جميعاً الإيمان بها وبالرسل الذين بلغوها، وقال تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلّ أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} ( البقرة 285 }.
أما فى مدينة الطود فقد شهد محافظ الأقصر محمد بدر، مراسم إنهاء الخصومة الثأرية بين عائلتى آل عبد الفتاح عثمان، وآل يوسف إبراهيم، بقرية العديسات بحرى، والتى شارك فيها رئيس لجنة المصالحات بجمهورية مصر العربية السيد إدريس مصطفى الإدريسى، ورئيس لجنة المصالحات بالساحة الإدريسية بالأقصر أحمد إدريس عبدالرحيم الإدريسى، وأعضاء مجلس النواب المنتخبين بالمحافظة، وعدد من علماء الأزهر والأوقاف ورجال الدين المسيحى بالمحافظة، وممثلين عن الأسرة الدندراوية والساحة الجيلانية وساحة الشيخ الطيب.
كما شهد محمد بدر محافظ الأقصر، إجراء مراسم الصلح بين عائلتى "حسب الله"، وقبيلة "بنى هلال" بالزينية بحرى، حيث كانت وترجع أسباب خصومة إلى وقوع مشادة كلامية بين أحد أفراد العائلتين منذ 4 سنوات، مما أسفر عن مصرع شخص من قبيلة بنى هلال بطلق نارى، ومن جانبه رحب محافظ الأقصر بحضور جلسة الصلح التى تعكس وعى الأهالى وحرصهم على إنهاء الثأر فى ظل الظروف التى تعيشها البلاد وتستوجب إعلاء قيم التسامح.
أما فى جانب حصاد الأرواح لخلافات حول الثأر بالأقصر خلال الفترة الماضية فقد لقى شخص مصرعة وأصيب 4 آخرين فى خلافات ثأرية بقرية قامولا غربى محافظة الأقصر، عقب فتح ملثمان النيران على سيارة ميكروباص كانت تسير بالمنطقة، وذلك لخلافات ثأرية بين قبيلتى آل حماد والحواكم، وتبين أن الحادث وقع عند قيام شخصين ملثمين يستقلان دراجة نارية بإيقاف سيراة أجرة، وأطلقا النار بشكل عشوائى على ركابها بهدف الثأر من أحد الركاب، لكن الشخص الذى كان مستهدفا بالقتل، نجا من الموت ونقل إلى المستشفى، وقتل شخص آخر واصيب 3 آخرون بينهم امرأة، والذين تصادف ركوبهم السيارة التى كان يستقلها الشخص الذى يستهدفه الجناة، والذى اصيب بطلقات نارية، نقل على أثرها مع بقية المصابين الثلاثة، إلى مستشفى الأقصر الدولى لتلقى العلاج.
كما لقى شخصين مصرعهما وأصيب آخر، إثر هجوم مسلحين عليهم أمام منزلهم وإطلاق وابل من الرصاص للأخذ بالثأر بالقبلى قمولا غرب الأقصر، حيث تلقى اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر، اخطارا من مباحث مركز شرطة القرنة، يفيد بمقتل "محمد.ف.ع" 60 عاما و"أحمد.م.ف" 32 عاما، وإصابة "أشرف.م.ف" 35 عاما، إثر هجوم مسلحين عليهم للثأر من قتلهم شخصين قبل عامين، تم ايداع جثتى المجنى عليهما فى ثلاجة مستشفى القرنة المركزى، وتحويل المصاب إلى مستشفى الأقصر الدولى حيث تم إصابته بطلق نارى فى اليد اليسرى.
وفى مدينة الزينية لقى شخص مصرعه، وأصيب اثنين آخرين، فى تجدد خصومة ثأرية حيث تلقى اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر، إخطارا يفيد بمصرع "م.ى" موظف بمستشفى الأقصر الدولى، وإصابة شقيقه وابن شقيقه، فى حادث إطلاق نار، إثر تجدد الخصومة الثأرية بين عائلتين بمنطقة الزينية، حيث سارع اللواء زكى مختار، مدير المباحث الجنائية بالمحافظة، على رأس قوات من الشرطة، للسيطرة على الموقف وضبط المتورطين فى الحادث.
كما لقى عامل مصرعه بطلقات نارية بانحاء متفرقة من جسده بقرية الرياينة بأرمنت غرب الأقصر، وذلك فى تجدد خصومة ثأرية بين عائلتى أولاد يونس والخلايفة لخلافات سابقة على رى ومياة بقطعة أرض، حيث بدأت تفاصيل الواقعة بتلقى اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر، إخطار من مركز شرطة أرمنت يفيد مصرع مواطن فى تجدد خصومة ثأرية بين عائلتى أولاد يونس والخلايفة بقرية الرياينة بأرمنت الوابورات، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمكان الواقعة وتبين أن المتوفى يدهى "حسين.أ.م" 38 سنة، عامل من عائلة أولاد يونس، وبإجراء التحقيقات وتكثيف التحريات تبين أن الخصومة الثأرية تعود إلى قيام "محمد.أ" 42 سنة عامل شقيق المجنى عليه بقتل "علاء.ع" 24 سنة، من عائلة الخلايفة بحاجر الرياينة، والذى لقى مصرعه بعد تلقيه ضربة بالشومة فوق رأسه، نتيجة لخلافات بينهما على المياة بقطعة أرض بالمنطقة، فتم الحكم عليه بالحبس ثلاث سنوات بتهمة القتل الخطأ.
محافظة الأقصر تنجح فى إنهاء الخصومات الثأرية بين 10 عائلات بـ5 مدن
أحد المواطنين يقدم قودة الثأر فى إحدى الفعاليات بالمحافظة
جانب من إنهاء خصومة ثأرية بمحافظة الأقصر
الشريف الإدريسى ينهى خصومة ثأرية بين عائلات بمحافظة الأقصر
جانب من فعاليات انهاء الخصومات الثأرية بحضور قيادات الأقصر
رجال الأزهر والكنيسة يحضرون فعاليات المصالحات بين العائلات بالأقصر
تقديم الكفن والقودة أبرز مشاهد الصلح بين العائلات بالأقصر
حل خصومة ثأرية بين مسلم وقبطى بمدينة الأقصر
أحد المواطنين يقدم كفنة فى إحدى الخصومات الثأرية بالمحافظة
كبار عائلات البياضية ينهون خلافات ثأرية بين 4 عائلات بالمنطقة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة