لا يراودنى أدنى شك فى أن مصر ستحتفل فى العام المقبل، بإعلان سيناء خالية من الإرهاب، وجاءت بشائر الخير فى فيديو المتحدث العسكرى العميد محمد سمير، حول عودة الحياة لطبيعتها فى الشيخ زويد، وسط مشاعر الفرحة والأمل والزغاريد، وموكب سيارات المواطنين المزينة بأعلام مصر ابتهاجا بعودة ذويهم، ومشاركة القوات المسلحة المواطنين فرحتهم، وقيامها بتوزيع آلاف العبوات والحصص الغذائية على المواطنين، احتفالا باستعادة الأمن داخل المدينة، ورسالة واضحة لعودة الأمن لكل شبر فى سيناء.
ما يحدث فى سيناء ليس حرب قوتين فى جبهة قتال، ولكنه مواجهة لعصابات إرهابية، تسللت إلى البلاد فى سنوات الفوضى التى أعقبت 25 يناير، وتمتلك كميات من الأسلحة والمتفجرات، وتلقى دعما وتمويلا من عناصر فى الداخل والخارج.. عصابات إرهابية لا تقاتل ولا تحارب ولا تواجه، وإنما تعمل بأسلوب الفئران التى تضرب وتهرب فى الجحور، وتركز عملياتها الإرهابية على جنود عزل عائدين من إجازاتهم، أو بتفجيرات تستهدف الفرقعة والدعاية، ولا تمس من قريب أو بعيد قوة الذراع الباطشة للدولة، وقدرتها على توجيه ضربات ساحقة لتلك العصابات الإجرامية، وتفكيك تنظيماتها وخلاياها التى تعمل تحت الأرض.
فيديو المتحدث العسكرى رسالة بأن المناطق الموبوءة بالإرهاب فى رفح والعريش، أوشكت على التخلص من بقايا الخلايا الشيطانية، لتعود إلى أحضان الوطن آمنة وهادئة ومستقرة، صحيح أن القوات المسلحة لا تعلن كثيرا عن العمليات المستمرة التى تقوم بها، لتصفية ما تبقى من الخلايا الإرهابية، ولكن القراءة المتأنية لما يصدر من بيانات تؤكد أن خطة استعادة سيناء من براثن الإرهاب تمضى بمعدلات محسوبة بدقة، وتتحلى بأقصى درجات الصبر وضبط النفس، وتضع فى المقام الأول سلامة المدنيين وعدم إلحاق الضرر بهم، خصوصا فى المناطق المأهولة بالسكان التى يختبئ فيها بعض العناصر الإرهابية.
لأول مرة التاريخ ستعود سيناء لأحضان الوطن قولا وفعلا، ليس فقط بشبكة الإنفاق التى يتم شقها أسفل قناة السويس، ولكن بمشروعات واعدة وخلاقة، تجذب لهذه الأرض الساحرة بمناخها الأوروبى الرائع، أعدادا كبيرة من المصريين الذين تضيق بهم فرص العيش، ليجدوا فرصا كريمة فى العيش والحياة، ويشاركوا أبناء سيناء فى العمل والبناء والإنتاج، بعد أن يقطعوا الأيدى التى تقتل، وتزرع القنابل والمتفجرات.. شكرا لجيش مصر.