جماعة الإخوان استخدمت قدرتها على الترويج ونشر الشائعات، فى إيهام الناس أنها بجانب كونها جماعة تمتلك الحقوق الحصرية للدين فإن أعضاءها من صفوة المتعلمين والمثقفين كالمهندسين والأطباء والمحامين، والأهم من فئة أساتذة الجامعات المختلفة، وذلك لإقناع الناس بعظمة الجماعة.
ومنذ تأسيس الجماعة فى أوائل القرن الماضى، وهى تتبنى هذه الوجهة والترويج لها، واعتبار أعضائها من المصطفين الأخيار، ويتمتعون بأخلاق وسمات دينية سمحة ومعتدلة، وحاصلون على مؤهلات علمية الأهم فى مصر، بينهم الأطباء والمحامين والمهندسين وأساتذة الجامعات فى مختلف التخصصات الدقيقة.
وفى أول اختبار حقيقى للجماعة، عندما وصلت للحكم فى 2012، تكشفت حقيقتهم، وأن الحاملين لألقاب أستاذ دكتور سطروا مجدا عظيما فى الفشل الإدارى، ورأينا كل القيادات من حملة الدرجات العلمية المختلفة والبراقة، والذين حملوا حقائب وزارية، ومستشارين للرئيس المعزول، وتقلدوا منصب المحافظ، والفائزون بعضوية البرلمان سواء شورى أو شعب، كانوا بعيدين تماما عن الكفاءة الإدارية.
وإذا وضعنا فى الاعتبار ما تروجه جماعة الإخوان الإرهابية عن نفسها، بأنها لو جماعة ضعيفة ما ضمت كل هذا العدد الكبير فى عضويتها من الحاصلين على درجات علمية مهمة، وهذا مردود عليه من خلال التجربة على الأرض وفشلها المريع فى الحكم، وأن الأفكار والإبداع والقدرات الإدارية، لا تشترط الحصول على درجات علمية من ماجستير ودكتوراه.
وإذا أسقطنا زهو أعضاء الجماعة والمتعاطفين معها، بأنهم الأفضل والأعلى مرتبة فى المجتمع المصرى، وأنه لا يمكن التشكيك فى نهج ومشروع الجماعة الفكرى، على ما يحدث فى الهند، نجد أن هناك أساتذة وعلماء كبارا فى مختلف التخصصات، منها علوم الذرة، يعبدون البقر.
ونسأل هل عبادة البقر فى الهند مشروع فكرى عظيم من وجهة نظرنا كمسلمين؟ البقرة فى الديانة الهندوسية مقدسة ويجب حمايتها، وتعتبر فى نظر الهنود أمًا ورمز الوفرة بإنتاجها الغزير للبن، وتتمتع بمكانة عظيمة فى المجتمع الهندى، ومحرم أكل لحمها، كما يعتبر لبنها مقدسا، ونجد الأبقار تتجول بحرية فى الشوارع المزدحمة للمدن الضخمة مثل دلهى، ويعتبر من حسن الحظ تقديم طعام للبقرة قبل الإفطار.
وفى القانون الهندى، تجريم ذبحها أو قتلها، فى جميع الولايات باستثناء ولايتى غرب البنغال وكيرلا.
والزعيم والأب الروحى للهند «مهاتما غاندى» له مقولة شهيرة عن البقرة مفادها: «هى أم الملايين من الهنود، وحمايتها تعنى حماية كل المخلوقات، إن البقرة الأم، أفضل من الأم التى ولدتنا من عدة طرق»، والديانة الهندوسية لمن لا يعلم تعتبر من أقدم الديانات، ومعتنقوها يزيدون على المليار نسمة، ونشأت فى شبه القارة الهندية، وتعود نشأتها إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
إذن مليار هندوسى يعبدون البقر ويقدسونها، ومن بينهم الآلاف الذين يحملون درجات علمية مبهرة، وبينهم علماء كبار ومشاهير فى جميع التخصصات، وعلى رأسها «الذرة»، والكيمياء، وعلوم الفضاء، وأساتذة صواريخ، وغيرها من التخصصات المهمة.
إذن تقييم الجماعة أو الأشخاص، من حيث حصولهم على الدرجات العلمية، وأفكارهم ومعتقداتهم، فيه إجحاف شديد، ومغالطات فجة، ولا يمكن أن يكون عالم ذرة قدوة، لو اتخذ من عبادة البقر ديانة، أو أستاذ جامعة قرر الانضمام لجماعة إرهابية، من عينة جماعة الإخوان الإرهابية.
دندراوى الهوارى
إذا كان الإخوان أساتذة جامعة.. فهناك علماء ذرة يعبدون البقر بالهند
الإثنين، 01 فبراير 2016 12:00 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة