تعمل مجموعة من رجال مصر منذ 6 أشهر على حملة تهتم بإعادة القيم النبيلة للمجتمع، بعد الانتهاكات اليومية التى تتعرض لها الأسر المصرية، والمتمثلة فى عبارات جديدة مستحدثة تسىء للواقع المصرى، جلست هذه المجموعة مع كل أجهزة الدولة السيادية وغير السيادية، تناقشوا فى الأفكار والأهداف وطريقة العمل، ثم استقروا على أن يكون الاسم «حملة أخلاقنا».. عملوا فى صمت لشهور ثم بدأوا قبل أسابيع التواصل مع كل المؤسسات الإعلامية، لنيل مزيد من الدعم المعنوى على الفضائيات والمواقع والصحف الإخبارية.
بدأ الإعلان أكثر عن تفاصيل الحملة، وأن الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، والدكتور عمرو خالد من بين المؤسسين، هنا يبدأ الحديث، أولا: ترك الجميع الحملة وأهدافها وأفكارها، ومسكوا فى عمرو خالد، كيف يكون عمرو الإخوانى متحدثا عن الأخلاق فى مصر، وكيف يكون عمرو الداعية الدينى ومؤسس الحزب السياسى راعيا للأخلاق، وكيف يكون عمرو الملياردير صاحبا لمبادرة عن الأخلاق، طبعا لا حكر على من يتحدث، للجميع وجهة نظره ورأيه فى الأشخاص، ولكن هنيئا لكم جميعا بالهجوم على عمرو خالد، هنيئا لكم، تأثرت مبادرة الأخلاق بالسلب بعد الهجوم المتزامن مع وقت الانطلاق، فانحرفت عن مسارها الطبيعى المخطط له سلفا، هنيئا لكم مرة أخرى.
ثانيا، إذا كان الهجوم على عمرو منطلقا من أرضية وطنية ومبنى على تاريخ الرجل، فتعالوا سويا نحاسب أنفسنا بالماضى، من منكم كان ولا يزال له علاقات بنظام مبارك، رجاله ووزرائه، رغم أنهم دمروا مصر قبل ثورة يناير، وكانوا سببا فى غضب الشباب، تعالوا نحاسب أنفسنا ونراجع كل كلمة نكتبها فى مقالات يومية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى تتعلق بالتصالح مع شباب الإخوان، والتيار الإسلامى ومحاولة احتوائهم، تعالوا نراجع شبكة اتصالاتنا بقيادات الإخوان وقت أن كانوا فى الحكم..
تعالوا نراجع أنفسنا، من منكم تبنى مواقف سياسية فى وقت من الأوقات ثم تراجع بعد ذلك بسبب خطأ تقديره فى ذلك الوقت، هيا بنا نفعل بأنفسنا ما فعلناه مع عمرو خالد، هيا بنا نحاسب أنفسنا على أخطاء الماضى التى تراجعنا عنها، هيا بنا نتحلى بالشجاعة التى تعاملنا بها مع عمرو خالد.
صديقى المهاجم لعمرو خالد، كلماتى ليست دفاعا عنه، ولكنها دفاع عن الفكرة، الإنسان لا يحاسب بماضيه وأفعاله السابقة فقط، ولكن يحاسب بما سيقدمه وجديته فى ذلك، إذا كنا نحاسب عمرو خالد على علاقته بالإخوان، فلماذا لا نقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى عينه الرئيس المعزول محمد مرسى وزيرا للدفاع، وإذا كنا نحاسب عمرو خالد على مواقفه السياسية مع أو ضد، لماذا لا نحاسب عمرو موسى عندما وافق على الاستمرار فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور فى عهد الإخوان، عندما انسحب جميع ممثلى التيار المدنى، بل اخترنا موسى بعد ذلك رئيسا للجنة الخمسين لدستور 2014 الذى تسير البلاد وفق ما جاء بمواده.
على أية حال، للأسف، فى السنوات الأخيرة، تغيرت عاداتنا فى النقد، النقد انتقل من باب منطقة البراءة فى الطرح إلى إفساد «أى حاجة حلوة».. أعتذر أن أقول لحضرتك إن النقد فى بعض الأوقات يأتى من باب «يا فيها لاخفيها»، من يريد فعلا أن يعرف ماذا فعل عمرو خالد والدكتور على جمعة طوال الشهور الماضية، كان يجب عليه أن يحضر مؤتمر تدشين الحملة، ويشاهد بنفسه عشرات الشباب من سفراء الأخلاق بمحافظات مصر المختلفة، حاملى القيم الحقيقية والمتمسكين بها، والمرابطين عليها والمحافظين على نقلها لقطاع أكبر من الشباب، كان عليه أن يشاهد شباب المستقبل الذى يراهن عليهم عمرو خالد فى المستقبل، قبل أن يتحدث عن ماضى عمرو.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة