أكرم القصاص

الطب ليس قضية الأطباء وحدهم..الخروج من دائرة المزايدة والعناد

الأربعاء، 10 فبراير 2016 07:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قضية الطب ليست معركة النقابة فقط ولا الأطباء وحدهم، وإنما هى معركة الدولة والمجتمع، الذى يساند مواجهة التجاوزات وتدعيم المستشفيات التى تفتقد أبسط الإمكانات، وتعانى مع مشكلة الأمن، من مشكلات نقص الدواء والعلاج والإهمال مثل باقى المؤسسات.

وفى ظل التوتر يختلط الحق بالباطل، وتتفرع الخلافات، وتصل إلى صدام يغلق الطريق أمام حوارات جادة، نقصد جدل الأطباء وقطاعات من المجتمع، الأطباء ونقابتهم يطلبون تضامنا معهم، وقد حصلوا على التضامن، لكنهم لا يقبلون الرأى القائل إن إغلاق المستشفيات عقاب للمرضى الغلابة يضر بالقضية، وأن التصعيد يجعل الأطباء فى جهة، وقطاعا من المجتمع فى جهة أخرى، خاصة الفقراء، الذين لا يمكنهم الذهاب للعلاج فى المستشفيات الخاصة، التى لا تواجه الإضراب، وهى مفارقة تجعل الفقراء فقط من يدفعون الثمن، ومن يزعمون التضامن مع الأطباء يفترض أن يفرقوا بين دعم الأطباء، والدفع نحو استعمال طرق غير مشروعة تقود الأمر للتأزم وتفتح أبواب صدام ومزايدة.

ثم إن الادعاء بأن نقابة الأطباء مسؤولة عن تردى حال الطب، فيه تزيد ومبالغة، فالنقابة جهة مهنية، ونفس الأمر فى اعتبار الحوادث التى تم فيها كشف إهمال أو أخطاء فى مستشفى الرمد أو غيرها، نوعا من التربص، خلطا واضحا، فالقاصى والدانى يعلم أن أغلب المستشفيات العامة والمركزية تخلو من أبسط الإمكانات، وكانت هذه من بين أسباب الإضراب الأول للأطباء من شهور، وهذه ليست أخطاء الأطباء بل هى مهمة الدولة، وربما يمكن أن يتم استغلال الأزمة فى توسيع مناقشة احتياجات المستشفيات والمراكز العامة، وعدم قصرها على الأمن. خاصة أن المجتمع متضامن مع الأطباء فى مطالبهم، سواء فيما يخص عقاب المعتدين أو تأمين المستشفيات، وتحديث المستشفيات وتطويرها وتوفير الدواء والإمكانات للأطباء حتى يقوموا بدورهم بشكل لائق.

منذ شهور، أعلن الأطباء إضرابا فى المستشفيات العامة والحكومية والمركزية، لتحسين الخدمات الطبية وتوفير الإمكانات للأطباء، حتى يمكنهم تأدية دورهم بكفاءة، وللمصادفة أضرب سائقو المترو، وكانت لهم مطالب، ونجح الإضراب وحصل السائقون على ما طلبوه، يومها شاع قول منسوب لسائقى المترو «هما فاكرينا دكاترة»، فى إشارة إلى ضعف الأطباء، وهو قول مغلوط، لأن توقف المترو يعطل لكنه لا يقتل، بينما الأطباء من الصعب عليهم القيام بإضراب عام، من شأنه أن يضر بالمرضى ويقتلهم، وبالتالى فإن خضوع الأطباء للعوامل الإنسانية هو نقطة قوة وليس ضعفا.

وبالتالى، فإن جزءا من قوة الأطباء فى ربط قضيتهم برؤيتهم الإنسانية والاجتماعية، ومن المهم أن يكون المجتمع معهم، وهو أمر يفرض على من يدير معركة ألا يفتح جبهات فرعية تعجل بصدام يضر بمصالح الجميع، خاصة المرضى الفقراء، ويخسر قطاعا من المجتمع بالعناد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة