كل يوم جمعة ربع مليون زائر
ينتهى، اليوم، معرض القاهرة الدولى للكتاب بميزاته وعيوبه ومبادراته الطيبة، التى كشفت عن قدرة المصريين على الخروج من الأزمات الكبرى والانتباه للتفاصيل التى تعيد الوعى للشعب، وبعيوبه التى علينا أن نعمل على تجاوزها فى الدورة القادمة، لكن السؤال هنا، لماذا لم يتم مد المعرض لمدة يومين أو ثلاثة؟
المعروف أن كثيرا من الناشرين طلبوا أن يتم مد المعرض ثلاثة أيام، وقدموا أسبابهم المتمثلة فى أن نسبة بيع الكتب هذه المرة أكثر من السنوات الماضية، وتصل هذه الزيادة إلى %80 فى بعض دور النشر، وهذا يعكس مدى الإقبال على عملية البيع والشراء التى هى جزء مهم من نجاح الفكر، لكن إدارة معرض الكتاب رأت أنها لن تستطيع فعل ذلك لأسباب متعددة منها، أنه كان على دور النشر أن تتقدم بطلب «مد المعرض» قبل شهر على الأقل من بدء الأنشطة والفعاليات، ثانيا التزاما بالبرنامج الذى تم وضعه، ثالثا التزاما بالخطة الأمنية، رابعا لأن دولة المغرب الشقيقة سوف تبدأ معرضها للكتاب يوم الجمعة المقبل، وعلينا أن نحافظ على علاقاتنا الطيبة معها.
ربما تبدو هذه الأسباب كافية ومقنعة، لأن منها ما يتعلق بشؤون داخلية وثانية تنظيمية وثالثة علاقات دولية مهمة، لكن هذه الأسباب ما كان لها أن تعوق فكرة فى صالح الجميع، الناشرين والجمهور والصالح العام، فالمطلوب هو مد المعرض ثلاثة أيام، لكن من الممكن أن نكتفى بيومين الخميس والجمعة، والمقصود هو دخول يوم الجمعة فى قلب الحدث، فـ«الجمعة» لكونه إجازة سوف تذهب الأسر لمعرض الكتاب، والمعروف أنه فى كل يوم جمعة كان عدد الزائرين يتجاوز، برأى هيثم الحاج على رئيس المعرض ورئيس هيئة الكتاب، ربع المليون زائر، ولو كان تم المد فإن هذا الرقم أو أقل قليلا سوف يضاف إلى مكاسب المعرض الذى تجاوز حتى الآن الـ2مليون زائر بكثير.
وهناك نقطة أخرى مهمة جدا وفى صالح الأمن القومى لمصر وفى سبيل تقديمنا أمام العالم بشكل إيجابى وفعال، فمنذ عام 2011 وقيام ثورة 25 يناير التى تم إلغاء المعرض خلالها، وفى السنوات التالية لها لم يتم مد معرض الكتاب يوما واحدا، وعادة ما يرجع القائمون على الأمر ذلك لظروف أمنية، بما يترك انطباعا بأن الجهات المسؤولة تتمنى انقضاء الأيام سريعا حتى ينتهوا من هذا الأمر، لكن لو تم مده يومين، فإن ذلك سيؤكد الإحساس بالأمان لدى الجميع داخليا ويقدمنا بالصورة التى نتمناها خارجيا.
انتهى معرض الكتاب فى دورته الـ47، وعلى القائمين أن يفكروا من الآن فى أن كسر القواعد أحيانا يكون فى صالح الجميع، وعليهم أن يفعلوها فى المرة القادمة.