أكرم القصاص

12 فبراير.. ما بعد الحنين

السبت، 13 فبراير 2016 07:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه الصور المبهجة التى ينشرها من احتفلوا بتنحى مبارك ونجاح الثورة، كانت تخفى خمس سنوات من الحنين، تتوقف دائما عند 11 فبراير، عندما احتفل الكل برحيل مبارك بعد 30 عاما بعد أن ظن هو وظنوا أنه مستمر حتى آخر نفس. المشكلة كانت 12 فبراير، عندما أراجع ما سجلته وقتها 15 فبراير 2011، كان الارتباك واضحا ولا أحد يمكنه اليوم أن يزعم أنه كان لديه رؤية واضحة، تصور البعض أن الثورة انتهت، لكن تجارب التاريخ تشير إلى أنها ما تزال فى البداية.. الثورات مثل الولادة شهور للحمل وسنوات للرضاعة مع ضمان خلو الجنين من التشوهات والمشكلات الوراثية.

لعلنا نحتاج ونحن نمارس الحنين، لمراجعة ما جرى حتى يدعى البعض أنه كان يعرف، فقد انفجرت الإضرابات والاحتجاجات الفئوية فى كل مكان، البنوك والشركات، المستشفيات والمعاهد والطرق والقطارات، وحتى من لم يشاركوا فى الثورة، ورجال الشرطة تظاهروا.. كان الكل يتعجل الحصول على ثمار.. وبدأت أكبر عملية تعدّ على الأراضى الزراعية، تجريف وبناء على مئات الآلاف من الأفدنة، استغلالا لغياب الدولة.

فى اليوم التالى انصرف من شاركوا إلى كنس وتنظيف ميدان التحرير فى مشهد ضاعف من الإعجاب، تصوروا أن هناك من بين السياسيين من يمتلك تصورا، بدت الخلافات فى كثير من الأحيان حول أشخاص، وليس حول تصورات أو سياسات، أو الطريقة والمنهج، اختلفت الرؤى لم تكن الدولة التى يراها الإخوان نفس التى يريدها اليمين أو اليسار، لم يجلسوا ليفكروا ويتفقوا على ما يريدون، وحتى فكرة الدولة المدنية كانت لها تصورات مختلفة لدى كل فصيل، والبعض يؤيدها كنوع من التكتيك، ويخفى داخله تصوراً متسلطاً، وكان هناك من يريد دولة دينية بلا تصورات، ويستدعون تجارب الماضى، والمواطنون يريدون نتيجة ترضيهم، دون أن يكون لديهم تصور.

يومها قلنا كأنهم فوجئوا بأن مبارك سقط، ولم يكن لديهم بديل، وحتى التيارات التى يقال إنها منظمة أو جاهزة لم تقدم خططاً للمستقبل.. كانت السؤال «ماذا لديكم؟»، والإجابة: «لكل مقام مقال.. وجاء المقام ولم يظهر مقال أو برنامج».
كان يفترض أن يقوم حوار يستمع فيه الجميع لبعضهم، بدا أن نظاما متسلطا سقط، تاركا متسلطين صغاراً، منهم من يرفع راية الديمقراطية ويخفى نيته.. والديمقراطية لا تقوم بالنيات، لكن بضمان الإرادة الحرة، ووضوح الرؤية والهدف، الكل يتحدث، لا أحد يريد الإنصات، زحام وضجيج. أخفى تفاصيل كثيرة، وما زال البعض يوقف الحنين حتى 11 فبراير، انصرف الشباب لتنظيف الميدان، وانصرف السياسيون إلى طرق فرعية وانتهازية، هذا ما جرى وحتى لا ينسى أحد ما جرى فى اليوم التالى للثورة.. إنه أكثر من حنين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة