دندراوى الهوارى

الألتراس يرفعون شارة رابعة.. والثوار يحذرون من زيارة مصر

السبت، 13 فبراير 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واقعتان شارحتان للمشهد الذى تعيشه مصر من بين عشرات المشاهد، الذى يتضمنه سيناريو العبث الثورى، وتكشفان بجلاء حجم الورم الخبيث، الذى يهدد الجسد المصرى بالخطر.

الواقعة الأولى، جرت وقائعها يوم الاثنين الماضى، فى حديقة الفسطاط، عندما قرر الوايت نايتس إحياء ذكرى ما يطلق عليها (أحداث الدفاع الجوى) الذى راح ضحيتها 20 فردا من جماهير نادى الزمالك الموسم الماضى.

وبعيدا عن طقس إحياء الذكرى بإطلاق الشماريخ وترديد الهتافات المسيئة للدولة ورئيس نادى الزمالك، فإن اللافت كان سيطرة (شارة رابعة) على الحفل.

بالصدفة، كنت وعدد من الزملاء والأصدقاء الصحفيين نمر أمام حديقة الفسطاط، أثناء خروج الوايت نايتس، بعد انتهاء مظاهراتهم، فوجئنا بعدد كبير يستقلون درجات بخارية، ويرفعون شارة رابعة.

المشهد أثار دهشة وتعجب زملائى، لكن الحقيقة لم يثر دهشتى، لأننى كتبت هنا فى نفس المساحة عددا من المقالات، أؤكد فيها أن روابط الألتراس، والوايت نايتس، بشكل خاص، تم تسييسها، واختراقها من جماعات وتنظيمات، وتحديدا جماعة الإخوان الإرهابية.

رأى زملائى وأنا بأم أعيينا، الوايت نايتس وهم يرفعون شارة رابعة، فى الشارع، عقب خروجهم من حديقة الفسطاط، ما يؤكد أن كل الشغب والإصرار على الهتاف ضد الدولة، مبعثه الرئيسى التعاطف والانتماء لجماعة إرهابية تعمل ضد البلاد.

المشهد الثانى: خالد داود، الثورى، والمناضل، والمتحدث باسم رسول مواقع التواصل الاجتماعى، محمد البرادعى، قاد وقفة احتجاجية السبت الماضى، أمام السفارة الإيطالية، تنديدا بمقتل الشاب الإيطالى (جوليو ريجينى).

الوقفة يمكن تصنيفها فى إطار حُسن النوايا، وأن الثائر المبجل خالد دَاوُدَ، قاد مجموعة الثوار لتقديم وأجب العزاء للسفير الإيطالى، وبعث رسالة أن الشعب المصرى المسالم ضد أن يقتل ضيوفه، لولا أن الوقفة شهدت رفع لافتات تطالب الأجانب بعدم زيارة مصر.

اللافتات حملت عبارات لا يمكن وصفها إلا بلافتات الخزى والعار، وأسأل المصريين جميعا، ماذا نصف من يرفع لافتات تحذر الأجانب من زيارة مصر، وتحمل عبارات مسيئة، تنحاز للجانب الإيطالى على حساب هذا الوطن؟

لم نجد هؤلاء الثوار العظام يخرجون فى مسيرات تندد باستشهاد جنود وضباط الجيش والشرطة على يد جماعات إرهابية، بل نراهم يتعاطفون مع الإخوان، ويتشفون فى استشهاد الجنود والضباط، ثم يتعاطفون مع مقتل أجنبى- وهو أمر نرفضه جميعا- ويطالبون جموع الأجانب بعدم زيارة مصر، لضرب السياحة، وقطع أرزاق ملايين العاملين فى هذا القطاع، وتدمير وإغلاق مشروعات بالمليارات.

هل هؤلاء ثوار أنقياء؟ وهل الثورية أن تعمل وتسير عكس اتجاه مصلحة بلادك؟ وهل يحدث ذلك فى أى دولة من الدول المحترمة، سواء كانت من الدول المتقدمة أو التى تصنف على أنها دول العالم الثالث؟

الحقيقة الموجعة التى يتهرب منها الجميع، ويحاول الفرار منها كفرار الإنسان من مرض الطاعون، أن مصر مقسمة إلى عدة دول، دولة أمناء الشرطة، والأطباء، والمحامين، والصحفيين، والقضاة، والمعلمين، وسائقى التاكسى، وسائقى التوك توك، ودولة الثوار، ودولة روابط الألتراس، ودولة الجماعات والحركات والتنتظيمات الإرهابية، ووسط هذه الدول «اختفى اسم مصر».

الدول الفئوية مرض سرطانى، وأنانية مفرطة، تغلب المصالح الشخصية فوق المصالح الوطنية، وتعمل تحت شعار، «لو خرب بيت أبوك إلحق خدلك منه قالب»، دون إدراك أنه فى حالة انهيار «البيت» مصيرهم سيكون التشرد، ومخيمات الإيواء على حدود البلاد، والموت جوعا، وغرقا وصقيعا، ولن تنفع النعرة الفئوية كونك طبيبا ذا حيثية أو أمين شرطة، أو محاميا أو صحفيا.

نفوذك ووضعك الاجتماعى، واستقرارك الأسرى، من قوة وطنك واستقراره، ماذا وإلا لو سقط الوطن، لن تكون شيئا، وسينتهى «موكب الهيلامانات» التى تعيش فى عباءتها!!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة