انتهى معرض القاهرة الدولى للكتاب لكن لم تنته توابعه، فما زال الحدث الثقافى الكبير يلقى بظلاله على الثقافة وناسها، وما زلنا نتابع نتائجه وأثره وهذا أمر صحى جدا، فليس علينا أن نغلق الباب وأن نقلل من ميزاته ولا أن نخبئ عيوبه ونصمت، بل علينا أن نتريث فى كل تفصيلاته وأن نعظم الجيد ونعالج النقص حتى يصل المعرض لما نريد له أن يكون وبما يليق بنا وبثقافتنا ومستقبلنا.
واليوم سنتوقف عند نقطة يراها البعض حركة إيجابية ومفيدة بينما يراها آخرون سلبية ومضرة، وهى «التذاكر المجانية» أو الدعوات المجانية، فقد ذكر الدكتور هيثم الحاج على، فى حفل ختام المعرض أن الذين زاروا المعرض عددهم تجاوز الـ2 مليون و750 ألف زائر، وهو رقم كبير، وأن عدد التذاكر المبيعة كانت 600 ألف تذكرة، وبسبب التفاوت الكبير بين الرقمين تم الرجوع للدكتور هيثم للتوضيح، فأكد أن هناك 700 ألف تذكرة دائمة لدخول المعرض مجانياً، بالإضافة إلى تنظم رحلات الأقاليم التى دخلت مجانا وكذلك رحلات المدارس.
وعليه فإن الدعوات المجانية قد تفوقت على التذاكر المدفوعة بـ100 ألف دعوة، وهذا أمر ليس جيدا، ولو رجعنا مرة أخرى لما يسمى بـ«الصناعات الثقافية» سنعرف أن هذا الأمر كان يمكن إدارته بشكل أفضل جدا، فلا يجوز فى أى مؤسسة حتى لو كان دورها «خدمى» أن تكون نسبة المجانية فيها بهذا الشكل إلا فى حالة واحدة أن يصبح الدخول مجانيا للجميع، فلا داعى لتذاكر مدفوعة الأجر من الأساس، لكن أن يصبح جزءا مدفوعا وجزءا مجانيا فالمفروض أن يكون عدد المجانى هو الأقل وأن يكون بصورة رمزية.
أقول هذا الكلام وأتمنى من القائمين على هيئة الكتاب إلغاء الدعوات المجانية فى العام المقبل، وأن يصبح سعر التذكرة جنيها واحدا ولمدة يوم واحد، وهنا علينا أن نحدد أن «الجنيه الواحد» لن يؤثر على أى من الذين يذهبون لمعرض الكتاب، لكن فى الوقت نفسه كان الرقم 2 مليون و750 ألف زائر سيتحول بسهولة إلى دخل مادى واضح وملموس.
هذا التفكير بداية يجعلنا قادرين على استخدام التفكير العلمى بشكل كبير فى حياتنا، ويجعلنى وأنا زائر للمعرض أطالب القائمين عليه بخدمة أفضل، لأننى قد ساهمت بجنيه فى هذا العمل الضخم، وفى هذه الحالة أستطيع أن أسأل وزارة الثقافة عن أى تقصير أشاهده فى معرض الكتاب، لكن فى حالة دخولى بدعوة مجانية من هيئة الكتاب سأمر ولا ألتفت لكثير من العيوب لأن تفكيرى سيخضع لفكرة «المجانية» فى كل شىء.
ومن ناحية أخرى فإن إلغاء المجانية سيساعد وزارة الثقافة على الإعداد الأفضل للمعرض وربما ذات يوم بمساعدة الدولة نتخلص من المخيمات وتبنى السرايات ويصبح معرض الكتاب كما نحب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة