عادل السنهورى

«نقابة حقوق المرضى»..!

الأحد، 14 فبراير 2016 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيها السادة فى الحكومة وفى نقابة الأطباء: رفقا بالمرضى

افترض أن هناك نقابة لحقوق المرضى قد تشكلت، وقررت عقد جمعية عمومية طارئة لأعضائها للشكوى من الكوارث والأخطاء الطبية والإهمال، التى يتعرضون لها فى المستشفيات الحكومية والخاصة، والشروط المجحفة للعلاج بمبدأ الدفع أولا قبل الحصول على الخدمة، وافترض أن الجمعية العمومية للمرضى قررت اتخاذ قرارات وإجراءات حاسمة، ردا على الوضع الطبى والصحى فى مصر، وما يتسبب فى فقدان حياة آلاف المصريين سنويا دون محاسبة المقصر.

أليس من حق المرضى أيضا أن يشكلوا هم أيضا نقابة تدافع عنهم، وتسترد حقوقهم المهدرة مثل باقى المهن الطبية، سواء الأطباء أو الصيادلة أو التمريض، وهم الذين يدفعون دائما وحدهم ثمن أخطاء الأطباء. هل من حق المرضى أن يطالبوا بمحاكمة من ارتكب الأخطاء الطبية أم يحاكموا أصحاب المسشتفيات الخاصةو وهم من الأطباء المقيدين بنقابة الأطباء. من حقهم أن يتساءلوا فى حسرة ومراراة، لماذا تصمت نقابة الأطباء دائما عن أخطاء أعضائها التى تصل إلى حد الكوارث، وأين دورها فى وضع حد لاستمرار مسلسل الخطايا الطبية تجاه المرضى، وما ينتج عنها من مآسى إنسانية لأباء وأمهات دفعوا الغالى والنفيس لعلاج أبنائهم، وكلنا نتذكر القصص المأساوية التى راح ضحيتها بنات وشباب فى عمر الزهور داخل المستشفيات الخاصة، ولم تتحرك نقابة الأطباء للتحقيق، ولم تحرك ساكنا تجاه أصحاب بيزنيس الطب الحديث.

المرضى لديهم قناعة وإيمان بأنهم ليسوا أصحاب الصوت العالى، رغم أنهم الأكثرية والأغلبية فى مصر، ولذلك فحقوقهم مهدرة وصوتهم ضائع فى صراعات وأزمات الحكومة والأطباء، سواء بسبب حقوق مهنية للأطباء أو حادثة اعتداء على عدد منهم، ترفع لها الشعارات والرايات، وتعلو الأصوات بالنار والثأر والوعيد والتهديد بالإضراب وغلق المستشفيات. وكأن المرضى الغلابة والمساكين لا رأى لهم، ولا ناقة لهم ولا جمل فى الأزمة، وكأنهم ليسوا هم المعنيين بالمنظومة الصحية بأكملها، بحكوماتها ومستشفياتها وتمريضها وأطبائها، دون مزايدات أو انفعال أو تشنج أو دعوات بالاستقالة والرحيل.

المرضى لا ينكرون حق الأطباء فى الدفاع عن أنفسهم ضد أى اعتداء، ولكن الأمور لا تأخذ بالمواجهة والتصعيد قبل الحوار والنقاش، فلا يمكن القبول بأى تجاوز أو تعسف فى استخدام القانون أو السلطة ضد أطباء يمارسون مهنتهم فى مستشفى، فى ظل ظروف غير طبيعية، لكن فى الوقت ذاته، فالحل ليس فى التشدد فى المطالب ولعب دور «السلطة» فى اتخاذ القرارات، وإلا سوف يتم تسييس القضية بما يسمح بدخول أطراف أخرى من مصلحتها إشعال الوضع وتأجيج الصراع وتعقيد الأزمة.

من حق المرضى أن يروا الصورة الحالية من زاوية أخرى تتسع لحقوق الجميع، وليس حق طرف واحد فقط يسعى لاستئثار المشهد، ورفع سقف مطالبه ولعب دور القاضى والجلاد والضحية والاستقواء بالحشد والتعبئة، طالما أن المسألة تصب فى خانة «المعارضة» للنظام الجديد، وقياس مدى قوته وردة فعله ودرجة احتماله وحكمة تعامله مع «استعراض القوة».

من حق المرضى أيضا أن يؤسسوا نقابة خاصة للدفاع عن حقوقهم وسماع صوتهم من جميع الأطراف، وساعتها أيضا يصبح من حقهم محاسبة الجميع على ما فات، وما هو قائم وما هو قادم من أوضاع صحية مزرية ومتدنية، ولا يذهب ضحيتها إلا سواهم، دون أن يقدم أى طرف رؤيته فى إصلاح وتطوير الوضع الصحى والطبى فى مصر من منطلق الدور والمسؤولية الوطنية.

أيها السادة فى الحكومة وفى نقابة الأطباء، رفقا بالمرضى واستمعوا إلى أصواتهم وأنينهم، فهم معكم فى مطالبكم لكن لهم أيضا حقوقا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة