طالبهم بممارسة الديمقراطية بدون «شو» إعلامى
لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات تكتمل وتجتمع منظومة الحكم فى مصر، فقد أصبح لدينا برلمان وحكومة ورئيس، حيث اجتمعوا أمس لسماع كلمه الرئيس عبدالفتاح السيسى لنواب الشعب أعضاء البرلمان، وجاءت الكلمة معبرة وطموحة، وحملت العديد من الرسائل التى يجب أن نعيد قراءتها عدة مرات، ليس لكى نقدم فيها وصلة نفاق، ولكن لكى نحاول تنفيذ بعض منها، خاصة وأن بخطاب الرئيس أمس تحت قبة مجلس النواب يعنى أنه نقل بالفعل سلطة التشريع إلى مكانه الطبيعى، والذى اختفى منذ أحداث يناير 2011، حيث قال الرئيس «إننى أعلن أمامكم ممثلى الشعب بانتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخـب بإرادة حرة، بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائى فرضه علينا الظرف السياسى. هذه هى الرسالة الأولى التى حملها الرئيس لنواب البرلمان، وكأنه يقول «هذه أمانتكم عادت إليكم».
أما الرسالة الثانية التى أرد الرئيس أن يقولها لنواب الشعب هى طرحه إلى أننا فى تحدٍ كبير جدًا، حيث قال: «إن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى تحدق بمصر الآن تفرض على الجميع مسؤولية تاريخية، وأداءً استثنائيًا، تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كى يبقى البنيان قائمًا وشامخًا.. إن المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه أن يكون برلمانًا حرًا وممثلًا حقيقيًا لرغبات الشعب، وعليه أن يمارس هذه المهام فى سياق الممارسة الديمُقراطية السليمة، دون استعراض إعلامى أو تنافس سياسى لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه». الرسالة الثالثة والخطيرة هى تأكيد الرئيس السيسى فى كلمته على أنه ماضٍ فى بناء دولة حديثة، وهو يطالب الجميع بالعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، حيث قال الرئيس السيسى فى كلمته «لقد أثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبرياءه، وبرهن بلا أدنى شك على تفرده فى صناعة الحضارة وكتابة التاريخ، وأكد على صلابته وأصالة معدنه، وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التى تحيق بدولته من الداخل والخارج، إن دولتنا تواجه أعتى التحديات وتجتاز أشق المصاعب وتقهرها. ولقد قرر المصريون إنفاذ إرادتهم ولن يثنيهم عن إنفاذ إرادتهم كائنٌ من كان، إننا ماضون قدمًا فى مشروع وطنى لبناء الدولة الحديثة، ولن نسمح لأحد أن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسى والتقدم الاقتصادى والنهوض الاجتماعى والثقافى والمعرفى والتكنولوجى».
السيسى لم ينس أن يذكر نواب الشعب فى رسالته أمس بأن مصر فى حالة حرب مستمرة مع الإرهاب الأسود، فهو يقول «لم ينس ونحن نواجه هذا الإرهاب الأسود لم نغفل أن هدفنا الأسمى وغايتنا الكبرى هى إعادة بناء الدولة المصرية دولة ديمُقراطية مدنية حديثة، وكان انطلاق مشروعنا الوطنى وفق رؤية علمية وخُطى طموحة يراعى التنسيق والتكامل بين مؤسسات الدولة، ولم تقتصر هذه الرؤية على متطلبات الحاضر فقط، إنما امتدت لتلبى متطلبات الأبناء والأحفاد فى المستقبل وهو ما خلق الدافع والباعث كى نقتحم المشكلات ونختصر الزمن بل ونسابقه. واليوم ونحن نتحول من مرحلة الانتقال إلى مرحلة الانطلاق، فإننا نسعى إلى تحقيق ارتفاع فى معدلات النمو الاقتصادى فى زمن قياسى، وهو أمر يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لإقامة أكبر قدر ممكن من المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية، تحقق ارتفاعًا ملحوظًا فى إجمالى الناتج القومى، وترفع معدلات التشغيل والتصدير، بما ينعكس إيجابيًا على موارد الدولة، ولذا كان من الضرورى أن نبدأ على الفور فى تشييد البنية الأساسية اللازمة لجذب هذه الاستثمارات من طرقٍ وموانئ ومطارات ومحطات كهرباء، بجانب إجراء تعديلات تشريعية تُهيئ الأجواء لتشجيع الاستثمار. ولإدراكنا بأن كل لحظة من حياتنا يجب أن تكون لحظة عمل وبناء، فقد تزامن مع ذلك إنشاء وافتتاح مجموعة من المشروعات الضخمة والعملاقة، تعيد رسم خريطة الوطن، وتعيد صياغة مفهوم الحياة على أرضه الطيبة، وتزيد مساحة الرقعة المأهولة بالسكان، وتخفف التكدس السكانى فى وادى النيل ودلتاه». هذا جزء من رسائل الرئيس السيسى التى أتمنى أن تترجم إلى حقائق، وبخاصة وقف الاستعراض الإعلامى لنواب البرلمان، والالتفاف إلى مصلحة الوطن والمواطن أتمنى ذلك.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة