أيمن نعمانى يكتب: فلسفة الأولويات الغائبة عن المحليات..المنشأة نموذجا

الإثنين، 15 فبراير 2016 10:05 م
أيمن نعمانى يكتب: فلسفة الأولويات الغائبة عن المحليات..المنشأة نموذجا محافظة سوهاج - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ريب فى أننا نقدر واقع دولتنا وحجم أعبائها وحدود مقدراتها وإمكانياتها المالية وثرواتها المادية، ونقدر حجم ما على كاهل الدولة من هموم يومية للمواطن المصرى وكيفية توفير مستوى معيشى لائق به.

لا ننكر جهد القيادات المخلصة من مسئولى الدولة رغم قلة عددهم فى عصرنا هذا وتوارى جهودهم وراء غمامات الفساد والمحسوبية والبيروقراطية وضعف مستوى التأهيل والأداء المتراجع المستوى.

ولا نحسب مركز المنشأة فى محافظة سوهاج، بعيداً عن ذلك الواقع أو مغايراً له، فمركز المنشاة يعانى ضعف الواقع الخدمى وتدنى الأداء الحكومى ونقص الاحتياجات الحياتية للمواطنين، وغياب العمل النيابى الحقيقى وتباعد مسافات التلاقى بين المواطن والمسئول وانقطاع قنوات التواصل بينهم، ولذا كان هذا النتاج الذى نعيشه فى ربوع المركز دون استثناء.

كان من أهم أسباب عدم جدوى البصيص اليسير من العمل الخدمى والأداء الحكومى، أن هذا النذر اليسير من الجهد يعانى عشوائية التخطيط والعمل، ولا يلقى بالاً لأولويات المواطن وترتيب احتياجاته الملحة، لا يمكن أن تحدثنى عن عمل شبابى وجهد ثقافى وخدمات رياضية وتفاعل سياسى ومشاركة نيابية، ولم يتوفر لى ماء شرب نقى وصرف صحى شامل وطريق مطابقة للمواصفات وتعليم راقى المستوى ورعاية صحية شاملة.

لم يعد مقبولاً أن تكون الجهود المتواضعة من العمل الحكومى الخدمى عشوائية التخطيط ومقلوبة جدول الأولويات بسبب رغبة المسئول فى الظهور السريع والسهل التنفيذ.

لم يعد مشاركة المسئول الحكومى فى حفل ثقافى أو فعالية احتفالية وطنية أو دينية دليل نشاط المسئول وتفاعله مع هموم المجتمع.

لم يعد مساهمة المسئول الحكومى فى مناسبة رياضية أو تشجير حدائق أو وضع لوحات ترحيب على مداخل المركز إنجازاً خارق للعادة ودليل تميز السيد المسئول.

لم يعد حضور السيد المسئول الحكومى للقاءات الاجتماعية السارة أو الحزينة دليل التلاحم بين القيادة والمواطن.

لذا ومع بزوغ فجر الفكر المستنير والشعب الواعى لحقوقه والمدرك للواقع دون رسم خيالات وطموحات تفوق إمكانات الوطن، أصبح لزاماً علينا ترسيخ مفهوم فلسفة الأولويات وترتيب القضايا الملحة.

أصبح على القائمين على التخطيط أن يسعوا لوضع خطط تحرك، تخدم الاحتياجات الأساسية للمواطن وتهدف إلى خلق واقع حياتى مناسب لمواطن يعيش فى القرن الحادى والعشرين.

يجب أن توجه المخصصات المالية على قلتها وعدم كفايتها، يجب أن توجه نحو الخدمات الملحة والتى تعين الإنسان فى مركز المنشاة على أن يعيش حياة كريمة هادئة ينعم ولو بالقدر اليسير منها فى طمأنينة.

على الدولة من الآن أن تعلى من الاهتمام بدراستها الميدانية ومسوحها التشخيصية التى تتم على واقع مركز المنشاة، حتى تقف على حقيقة الواقع دون انتظار لتقارير قد تكون مضللة ترسم واقعاً وردياً افتراضياً لحياتنا فى مركز المنشاة وأننا نستمتع بحياة سعيدة وواقع حالم وعيشة رغيدة.

على الدولة أن تعلى من اهتمامها بتوفير كوادر التخطيط الرفيعة المستوى، الراقية القدرات، الصادقة الجهد، لكى تخط بأفكارها ملامح مستقبلنا على علم ودراية وفهم للواقع، وتوفر ما تقدر عليه من مخصصات لتنفيذ الخطط الواقعية والمتلائمة مع رغبات المواطن الملحة
فأعطونا ما نريد لا ما تريدون ،
لا أحتاج منك يافطة ترحب بى فى بلدى، ولكنى احتاج فى البداية لبلدى.
لا نطلب الكثير ولكن نحتاج الأولى..
لا نطمع فى المزيد بل نطمح فى الأجدى..
لا ننتظر البعيد بل نرجو وصول الأدنى..
لا نتمنى الدرجة العظمى ولكن تكفينا حاجتنا الصغرى..









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة