خلط الأوراق واللعب بالألفاظ لتحقيق مآرب ومكاسب شخصية على حساب الوطن كارثة كبرى
نقابة الأطباء، بوضوح وبعيدا عن المزايدات وطنطنة الكلمات ، هى المطبخ الحقيقى، لتحركات قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية التى "تطبخ" فيه "الوجبات المسممة" ، لتسميم العقول ، وتدمير المفاهيم الوطنية، منذ عقود طويلة ، وسواء أردت أن تعترف بهذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس فى كبد السماء ، أو لم تعترف وتحاول أن تلجأ للحوارات السفسطائية عديمة الجدوى لتغيير وجه الحقيقة ، فإن هناك حقيقة على الأرض أعلى صوتا وقوة ، وستظل ثابتة وراسخة .
جماعة الإخوان مسيطرة على نقابة الأطباء بقيادة عصام العريان و عبد المنعم أبو الفتوح، وهما من الوجوه البارزة والمعلومة للناس ، بجانب العشرات من القيادات الوسطى، وحولوا مسار النقابة من المهنية وتطوير أداء أعضائها، إلى منبر سياسى تم توظيفه لخدمة الجماعة الإرهابية سياسيا فى الداخل والخارج.
وبالتدقيق فى مشهد الجمعية العمومية لنقابة الأطباء الجمعة الماضية ظهرت الحقائق التالية:
1-قناة الجزيرة عادت للمشهد ونقلت وقائع الجمعية ، وسمحت لكل المنتمين للجماعة من الأطباء عبر مداخلات تليفونية، بتنفيس سمومهم فى جسد الدولة وقواتها المسلحة فى قلب للحقائق، بل وبمنتهى الفجر أشارت القناة الحقيرة إلى أن "ثورة الأطباء" بالقرب من "ميدان التحرير" فى ايحاء وغمز ولمز بأن هناك ثورة ضد النظام الحالى.
2-تحول الاجتماع إلى فرح ، المعازيم فيه أضعاف أضعاف أصحاب الفرح المنظمين ، فوجدنا ممدوح حمزة، مهندس التربة، وخالد على، المحامى، و أعضاء من نقابات المحامين والصحفيين والمهندسن، بجانب الاستاذ حمدين صباحى المرشح لرئاسة الجمهورية مرتين وفشل، ونسأل ما علاقة المهندس والمحامى والصحفى والمرشح للرئاسة بمهنة الطب؟
3- استغلت جماعة الإخوان الحدث ووظفته بقوة لصالحها سياسيا، وكالعادة الذين يخرجون علينا مع كل مناسبة بأنهم ليبراليين واشتراكيين ومع الدولة المدنية، منحوا الفرصة كاملة لاكتساب جماعة الإخوان نقاط، كما عبر عنها المحرض الأعظم ممدوح حمزة، بأنه يجب أن يمارسوا مع النظام قواعد لعبة الملاكمة، من خلال الفوز بالنقاط وليس بالقاضية مثلما حدث مع مبارك ومرسى.
4-دشن الأطباء وأمناء الشرطة إلى النعرات الفئوية ، وقبائل المهن، فى تحدى صارخ للدولة، ومحاولة كسر أنفها، وللأسف وفى ظل اختلاط أنساب المفاهيم، فمرضى التثور اللاإرادي ، والسلس الثورى، والنحانيج ، واتحاد ملاك يناير، ونخب العار، يحاولون تصدير مفهوم "الدولة" باعتباره النظام، وهى خطيئة متعمدة، لأن الدولة المصرية ليست عبدالفتاح السيسى أو نقابة الأطباء ، وأمناء الشرطة وغيرهم، وإنما مصر المؤسسات ، والدليل لو أن مصر تحتمس الثالث أو محمد على أو عبدالناصر والسادات ومبارك ومرسى، فكل هؤلاء ذهبوا وبقت مصر الكيان والمقدرات والمؤسسات.
اتجاه النقابات وقبائل المهن المختلفة إلى استعراض العضلات كارثة، وأمر لا يمكن قبوله، لأن أمناء الشرطة يمكن لهم استعراض عضلاتهم أيضا من خلال الدعوة لمظاهرات وهم الذين يقترب عددهم من نصف مليون ، فى مواجهة جمعية الأطباء ، ويخرج المحامين أيضا فى مسيرات استعراض العضلات ضد القضاة ، والعكس أيضا يخرج القضاة فى استعراض ضد المحامين ، وكل يمارس ويظهر قوته على الأرض .
ما فعله الأطباء والسماح لجماعة الإخوان الإرهابية بتوظيف الحدث سياسيا ، والسماح أيضا لسياسيين ومهندسين ومحامين للمشاركة "فى الفرح" والكل يسارع بإلقاء "النقطة" إنما يمثل سقطة مهنية كبرى، وتدشين حقيقى للنعرة الفئوية ، سيدفع ثمنه الطبيب قبل المواطن العادى .
الطبيب لا يمكن أن يعيش بمنأى عن رجل الأمن ، والقاضى والمحامى والإعلامى، والسباك ، والجزار، ومن ثم فالجميع يرضخ لدولة القانون ، وليس لإظهار العين الحمراء كل لخصمه ، فهنا إعلان صريح بأننا نعيش تحت مظلة قانون الغاب، وليس الدولة .
خلط الأوراق أمر مقزز ومنفر ، واللعب بالألفاظ لتحقيق مآرب ومكاسب شخصية على حساب الوطن كارثة كبرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة