ولا ننكر المجهود الذى يقوم بها هشام زعزوع وزير السياحة لفتح أسواق جديدة تعوض فقدان عدد من الأسواق السياحية الأوروبية والسوق الروسى، لكن حتى الآن ليس هناك جديد والمدن السياحية المصرية فى الشمال والجنوب تعانى من غياب السياحة. التصريحات الوردية من الحكومة طمأنت أصحاب المهنة بعض الشىء، خاصة مع زيارة الرئيس الصينى لمصر وزيارته للأقصر التى أعطت مؤشرا لبدء التعافى بجذب السياحة الصينية إلى مصر، خاصة فى هذا التوقيت من العام الذى يتزامن مع بدء العام الجديد فى الصين أو عيد رأس السنة الصينية الجديدة، وهو بالمناسبة عام القرد وهو أطول وأهم الاحتفالات فى التقويم القمرى الصينى.
ويسمى أيضا بعيد لمّ الشمل، حيث يلتقى أفراد العائلة بعد فراق قد يمتد لسنة أو أكثر، بسبب ظروف العمل ومواقعه، ويستمر الاحتفال لمدة 40 يوما، فهل استعدت وزارة السياحة لجذب السياحة الصينية الخارجة للعالم خلال احتفالات رأس السنة الصينية الجديدة؟
الاحتفالات بالفعل بدأت قبل منتصف الشهر الجارى، ويسافر خلال هذه الاحتفالات خارج الصين ما لا يقل عن 100 مليون سائح صينى ينفقون حوالى 100 مليار دولار حول العالم، يتوجه معظمهم إلى المقاصد السياحية التقليدية فى تايلاند واليابان وكوريا الجنوبية ودبى وسنغافورة وماليزيا والجزر فى جنوب شرق آسيا وفرنسا وأستراليا وأمريكا وغيرها من الخطوط السياحية البعيدة، كل هذه الدولة تتنافس على عيد الربيع الصينى.
فما حصة مصر منها؟
للأسف الحصة لا شىء من تلك المنافسة، والأرقام المنشورة ضئيلة، فالعام الماضى زار مصر 50 ألف سائح صينى فقط، ولم تستفد مصر حتى من حجم السياحة الصينية الخارجة سنويا التى قدرها معهد السياحة الصينى بحوالى 135 مليون سائح، بلغ حجم إنفاقهم حوالى 164.8 مليار دولار، والمتوقع أن يزيد هذا العدد إلى أكثر من 200 مليون سائح بحلول 2020.
خسارة ألا تستفيد مصر من السوق الصينى، ونحن نعيش أزهى مراحل العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، ووتربطنا علاقة تاريخية منذ الخمسينيات والستينيات، فالعلاقة حاليا فى أوجها بعد زيارات مبتادلة من الرئيسين السيسى لبكين وشين جين بينج للقاهرة والإعلان عن مشاريع اقتصادية ضخمة للصين فى محور تنمية قناة السويس وفى مجال الطاقة والنقل، وتم تخصيص العام الحالى للثقافة المصرية الصينية وخصصت هيئة تنشيط السياحة مليونى جنيه من صندوق السياحة، من إجمالى ما يقرب من 6 ملايين جنيه، رصدتها وزارتا الثقافة والشباب، لدعم الاحتفال بعام الثقافة المصرية الصينية.
كل هذه العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، ونصيبنا ضئيل جدا من السياحة الصينية، مثل باقى أسواق جنوب شرق آسيا، فالتنويع فى الأسواق السياحية لمصر شىء مهم تحسبا لأية تطورات مثل حادث الطائرة الروسية أو حادثة الطالب الإيطالى أو أى أحداث أخرى يترتب عليها توقف سوق معين عن ضح السياحة إلى مصر.
المسألة تحتاج لطرق تفكير خارج الصندوق لجذب السياحة إلى بلد يتمتع بقدرات وإمكانات سياحية هائلة، ولديه ثلث آثار العالم، فى حين أن دولا حديثة العهد بالسياحة فى المنطقة العربية أصبحت تجتذب الآن أكثر من 15 مليون سائح رغم ضعف إمكانتها السياحية.
يبدو أن العلم ليس هو فقط الذى يجب أن نطلبه من الصينر وإنما سوف نطلب الصينيين هنا فى مصر للسياحة.