«فى الحقيقة كنت أنتوى التغيب لفترة طويلة، ففى كثير من الأحيان تشعر بغربة عن الساحة بحكم السن وأشياء كثيرة جدا، لكن الأحداث المتلاحقة تدعو أى إنسان لديه بقية من همة من أى نوع، أن يتحدث ويشارك فى الشأن العام حتى ولو من بعيد»، هذه العبارة قالها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قبل الاختفاء القهرى بسبب المرض، وكان ذلك فى حواره مع الإعلامية لميس الحديدى ببرنامج «مصر أين ومصر إلى أين».
فى هذا للقاء قدم هيكل 3 نصائح إلى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، حول بعض الملفات والتحديات التى تواجه مصر حاليًا.
النصيحة الأولى كانت خاصة بما يحدث فى اليمن، حيث حذر من دخول مصر حرب لم تستعد لها، وقال: الحرب ليس ما يجب أن نسعى إليه، وعلينا أن ندرس إلى أى مدى نحن مستعدون لها، لدينا تجربة فى اليمن لم يدرسها أحد، لدينا تجربتنا التى ما صدقنا تخلصنا منها، فطوينا ملفاتها دون دراسة، الحرب ليست هى ما نقفز إليه، والقوات المشتركة ليست هى ما نقفز إليه من اللحظة الأولى، علينا أولاً أن ندرس، نحن نحتاج لمعرفة إلى أى مدى تريد السعودية، إلى أى مدى قادرة ومستعدة للتكاليف، فقد تكون هناك رغبة لأنك أمام اليمن، هو بركان نائم فى جنوب شبه الجزيرة العربية، وإذا انفجر فسيجرف كل المنطقة.
النصيحة الثانية كانت بخصوص الشأن الليبى، حيث نصح هيكل باتباع الإجراءات والترتيبات الدولية فى حال التخطيط لضربات جوية جديدة فى ليبيا، وقال: كنت أتمنى أن تخطر مصر مجلس الأمن قبل الضربة الأولى، فى الضربة الأولى كان علينا الإخطار ثم التصرف كما نشاء، لا نريد إذن مجلس الأمن، فى السياسة الدولية يمكن التصرف دون أن تفاجئى ولا تستأذنى، أخطرى أثناء التصرف، ومرات أخطرنا بأشياء قبل حدوثها بدقائق عند استخدام القوة العسكرية خارج حدودك فهى تحتاج لترتيبات دولية، الدولة الوحيدة التى لديها حق التصرف دون الرجوع إلى أحد هى أمريكا، ونحن لسنا أمريكا».
هيكل أضاف فى كلامه للسيسى أن «هذا البلد يحتاج لتغيير الأمور أكثر من التسيير، ونحن فى لحظة خطرة، ويجب أن يكون هناك مقصد واضح وخريطة لما نريد أن نذهب ويحدد هذا حوار بين كل قوى الوطن وهذا غير حاصل.
وبداية الحوار الحقيقى هى تجهيز ممثلين حقيقين للشعب، وأن نطرح عليهم الحقائق والاحتمالات ثم نستمع لما يقال ومن ثم بلورة رؤية من نوع ما لمستقبل هذا البلد لكن تسيير الأمور خطر.. ونحن أمام عالم يتغير وحتى ندرس نحتاج للتنبه أكثر من ذلك»، «وربما يشعر الشباب أنه بعد ثورتين لم يستطع تحقيق أحلامه؟
هذا صحيح وجزء من المشكلة الحالية التى نعيشها، ففى خمسة وعشرين يناير كل الناس كانت تشعر أنك أمام شباب حدودهم هى السماء، وبشكل أو بآخر أحبط لأمرين أول شىء أن ما صنعه ذهب للإخوان، ثم جاء تصحيح عملية الإخوان، ولكن حتى الآن التصحيح مازال يعبر عن أمانى ورؤى ليست مكتملة، ولا توجد خطة ولا نداء واضح. هل تشعر أن قوى الماضى تظهر بين الفينة والأخرى تطل برأسها وتلوح لنا؟ أليس هذا طبيعياً؟ هل تتصورى أن وضع الماضى يصاب بسكتة ويختفى ويخرج مستقبل مزهر مشرق من تلقاء نفسه، لابد أن نتصور أن هناك مراحل اختلاط والتباس بين ما كان وبين ما تطلبين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة