فضائيات الجن وإعلام شمهورش
• كان الأستاذ سعيد، مدرس اللغة الإنجليزية، يرحمه الله، ونحن فى المرحلة الإعدادية يريد أن يشرح لنا كلمة أنا خائف «أى أم أفريد»، كان يحاول تبسيطها ويقول إنها جاءت من رجل رأى عفريتا، وأراد أن يعبر عن خوفه فقال «أى أم أفريد»، ثم تطور الأمر إلى أن يصبح عفريتا، كنا نضحك ولم نتوقف لنبحث عن العلاقة بين العفريت الإنجليزى والعربى. كان خفيف الدم يسعى لتوصيل المعلومة فى عقولنا.• عادت العفاريت لتحتل أكبر مساحة من حياتنا، مع أننا فى القرن الواحد والعشرين نرى العفاريت ورجال العفاريت يحتلون مساحات متسعة.. فى الشرقية اشتعلت المنازل لأسباب غامضة وعجزت الأجهزة المعنية والعلمية عن الوصول لتفسير، فلجأ أصحاب المنازل المولعة إلى أخصائى العفاريت الشيخ علاء الذى أعلن التحدى وذهب بنفسه لمتابعة الحرب مع العفاريت وقال إنه أخرجهم وتخلص منهم وهزمهم.. أيام وعادت العفاريت سيرتها الأولى وتكرر الأمر فى الصعيد، وتمت الاستعانة بأخصائيى العفاريت ليواجهوا الأمر، مع استسلام تام للأجهزة المعنية المختصة أمام «شمهورش».
• من شهور ظهر الشيخ علاء فى برنامج استخراج العفاريت على الهواء مع إصرار مقدمة البرنامج على تأكيد إمكانية ركوب العفاريت للإنسان، وعندما واجهت شيخا ينفى العفرتة سألته بكل ثقة: «هو حضرتك ركبك جن قبل كده؟»، وكان يوما عفاريتيا مستعصيا على العفرتة، حيث كان الشيخ يستخرج العفاريت على الهواء ويرصها، وأصبحت السيدة واحدة من أكبر أخصائيى العفرتة الإعلامية، ولم تكن وحدها، لكن انتشرت العدوى، واجتاحت قنوات كثيرة لبستها العفاريت، ويظهر فيها شيوخ يعالجون ما يقولون إنه المس واللبس، وبالمرة الأمراض الأخرى.
• كنت أقلب فى قنوات التليفزيون ووجدت إعلانا يحذر من الدجالين الذين يزعمون شفاء الناس من المس الشيطانى والجن بالرقية، وتصورت أن الرجل عاقل يواجه الخرافات، فإذا به يقول إن هؤلاء مدعون
وإن الشيخ فلان الفلانى وزوجته فلانة الفلانية هما وحدهما القادران على استخراج الجن وعلاج المس.
• وأصبح الجن مصدر دخل للكثير من القنوات التى تقدم برامج عفاريتى وتعرض فيديوهات لإخراج الجن وعقابه، مع الرقية والبهللة والفلحسة.. تذكرت الأستاذ سعيد وعفاريته الإنجليزى، وكيف صارت العفاريت نجوم فضائيات، يحقق الدجالون من وراءها الكثير.. ورزق الهبل على العفاريت.
• الآن أتذكر عفاريت الأستاذ سعيد مع هذا الولع العفاريتى من حولنا، أتذكر الأستاذ سعيد وعفاريته التى كانت خفيفة الدم مثله، على العكس من العفاريت التى يصدرها لنا الإعلام فى زمن يصعد العالم فيه إلى ما بعد الفضاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة