تشابه الرجلان رحمهما الله فى كل علامات «الكبارة».. التى هى غير النجومية التى تتربط ربما بأوقات توهج زمنيمة!
إنما تبقى «الكبارة» و«الأستاذية» درجتين تؤكدان أن الكبير كبير.. والنص.. نص.. نص!
دعونا نبدأ بما قاله الراحلان الكبيران صالح سليم مايسترو الكرة.. ومحمد حسنين هيكل، «الأستاذ»، مايسترو الجورنالجية.. وما أصدقها كلامات الرحيل عند الكبار؟!
• يا سادة.. المايسترو قال عندما تم إبلاغه بإصابته بالسرطان وتخول المرض للمرة الأولى لمحدثه عدلى القيعى رداً على سؤاله: «طمنى يا مايسترو».. «أبدا يا عدلى عندى سرطان متقدم عادى يعنى؟!»!
• يا سادة.. الأستاذ قال لأولاده فى ساعات ما قبل الرحيل: «الرحلة انتهت.. لا تعاندوا القدر».. رداً على طلباتهم بأن يسافر بطائرة مجهزة.. أو استقدم فريق عمل طبى عالمى فى ساعات؟!
• يا سادة.. إنه وداع الكبار!
صدقونى يبقوا كباراً بأفعالهم.. وقوة شخصياتهم.. وصمودهم فى المواجهات، بعيداً عن العناد، ودفاعهم عن كل المعتقدات!
نعم.. بالأستاذ.. أبداً، لم يكن يبيع وجهة النظر.. الواحدة حتى وإن كانت كلها وطنية.. بل كان يعطى حتى العدو حقه فى أن تكون لديه استراتيجية الدفاع عن وطنه «المسروق»؟!
أما المايسترو فكان الحق عنده أولى دائماً أن يتبع؟!
لم يضبط صالح سليم يوماً متلبساً بالخوض فى الزمالك.. بل كان بكل شجاعة يخرج عندما يخسر فريقه أمام غريمة التقليدى، ليؤكد أن الزمالك كان الأفضل.. وأن على الأهلى أن يبحث عن نفسه!
• يا سادة.. «الأستاذ» أيضاً، لم يقف كثيراً أمام المطبلاتية عندما اختلف مع رئيس الدولة المصرية السادات! بل ظل عند رأيه.. وواجه لعنات من جاملوا الرئيس عقب نشر كتابه خريف الغضب بكل شجاعة؟
صالح سليم.. لم يكذب، أو يدعى ما ليس فيه، ولم يغادر معتقداته.. نعم.. فقد وصله ذات مرة شريط فيديو لفيلم «ناصر 56».. من صديقه الفنان أحمد ذكى، رحمه الله، فما كان منه إلا أن قال لمدير النادى وقتها وكان عدلى القيعى أيضاً: «اتفرج عليه أنت»؟!
• يا سادة.. هذه الواقعة كان العبدلله والزميل العزيز إبراهيم المنيسى حضوراً فيها، ليعود المايسترو ويقول: «يا عدلى أنا لم أكن على وفاق مع ناصر.. حتى لو كان الرئيس العروبى المنقذ».
تخيلوا.. يعاد المشهد.. مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك.. عندما كان فى الطريق لحضور مباراة نهائية للأهلى، ليرفض المايسترو مغادرة مكانه بالمقصورة، قبل إعلان وصول الموكب إلى بوابات «استاد القاهرة» الخارجية!
قبل أن ترتسم ملامح الاستفهام.. والاستغراب على خليله حسن حمدى.. جاء رده: «طبعاً أنتم عارفين إنى باحترام الرئيس.. قالها بصرامة.. لكن لن أقف على الباب دون موعد»!
• يا سادة.. الأستاذ الجورنالجى.. صاحب جينات «الكبارة» والجدارة.. كان له أيضاً خلافات عديدة من حاكم.. كبار.. رؤساء وملوك وأمراء!
بالطبع كانت وظلت على خلفية خلافات الرؤى.. والأيديولوجيات والاستراتيجيات!
إنما أبداً لم يضبط متلبساً بنقد شخصى، أو تهكم!
كان طيلة حياته.. يبدأ كلامه عن المختلف معهم.. بـسيادة الرئيس.. سمو الأمير.. صاحب الجلالة الملك فلان.. وهكذا.. حتى لو كان رتبه لا ترقى لمن اقترب منهم من الحكام!
نعم.. فكان يقول رحمه الله.. «معالى الوزير»! مثلاً!
• يا سادة.. إنها «الكبارة».. رتبة الكبار.. فقط.. تدفع بهم إلى الأستاذية.. والإمساك بعصا المايسترو.. برغبة من جماهيرهم التى لم تكون أبداً «ألتراس» بالمناسبة!
دعونى أقل لكم ما روته السيدة أرملة المايسترو «الحاجة زينب» كما يناديه المقربون منها، حيث ذكرت أن «الأستاذ»، رحمه الله، طلب من صالح سليم أن يتولى رئاسة منظومة إعلانات الأهرام.. مع بداية السبعينيات اعتماداً على النجومية والعالم.
جاء رد المايسترو، رحمه الله، سريعاً بالرفض، وترشيح خليله حسن حمدى لجدارته، كما تقول، ولإنه لا يرى نفسه هناك!
• يا سادة.. إذا كان غياب الأساتذة.. والكبار مسؤولية القدر.. فإن عدم استنساخهم مسؤولية الفشل والفساد فى البشر!
عصام شلتوت
اختار «الجورنالجى» هيكل «المايسترو» لقيادة إعلانات الأهرام.. فرشح «حمدى»
الخميس، 18 فبراير 2016 04:14 م