وائل السمرى

سؤال إلى رئيس الوزراء.. هل يمكن إنقاذ مشروع الفسطاط؟

الخميس، 18 فبراير 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تطوير بلا خيال، تلك هى القاعدة، لذلك لم أندهش حينما علمت بأن المشروع الذى تناقشه لجنة وزارة الآن مكونة من كل من الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، والدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، والدكتور هشام زعزوع، وزير السياحة، والدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة، لتطوير منطقة الفسطاط كان فى الأساس أحد أفكار الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، فطبيعة تكوين شخصية فاروق حسنى الفنية تمكنه من أن يرى ما لا يراه الآخرون، لكن حسنى الآن لم يعد فى مكانه، وتلك هى المشكلة.

تلك القصة تعود إلى عام 2010 حينما أتى حسنى بالدكتور أحمد نظيف، رئيس وزراء مصر الأسبق إلى متحف الحضارة ليعاين المتحف قبيل افتتاحه، لكن هذا السبب المعلن لم يكن هو السبب الأساسى، فالسبب الأساسى هو أن حسنى أراد أن يضع أحمد نظيف فى قلب الموقع الساحر لمنطقة الفسطاط ثم يفاتحه فى أمر تطوير هذه المنطقة التى تبلغ مساحتها 1700 فدان، وقال حسنى لنظيف وقتها إن القاهرة بوضعها الحالى أصبحت مختنقة بشكل كبير، وأن هذه المنطقة الساحرة جديرة بأن تصبح نواة عمرانية كبيرة وكأنها «وسط بلد» جديدة، على أن يتم استغلال تراث هذه المنطقة المتنوع بشكل مثالى، فالمنطقة تحتوى على الكنيسة المعلقة، كما أنها تحتوى على جامع عمرو بن العاص، وتحتوى أيضا على معبد يهودى، وبها العديد من الإمكانيات التى أهلتها لأن تحتضن متحف الحضارة ودار الكتب والوثائق القومية، وكان من المقرر أن يتم إنشاء «متحف فن حديث» بها، وهذا لم يتم بسبب رحيل حسنى عن الوزارة.

الآن يتم بحث أمر تطوير هذه المنطقة واستغلال إمكانياتها العمرانية الكبيرة وللأسف فإن اللجنة التى تم تشكيلها لم تتضمن صاحب الفكرة الأصلى وكذلك لم يتم الاستعانة به أو حتى مشاورته قبل بدأ التخطيط، برغم أن المشروع الذى اعترفت اللجنة أنه ليس من وضعها ولا إنشائها بل من وضع حكومة «أحمد نظيف» فى ديسمبر 2010 هو فى الأساس أحد أفكار فاروق حسنى التطويرية، وفى الحقيقة فإنه حينما عرض هذا المشروع على فاروق حسنى وقتها أبدى اعتراضه عليه لأن المشروع تمت صياغته خلافا للفكرة الأصلية، فما طرح وقتها يتضمن أن تستغل هذه المساحة الجبارة لتكون منطقة حدائق، وليس منطقة تجارية حضارية جاذبة للاستثمار العربى والأجنبى، وفى هذا إهدار كبير لقيمة المكان وأثريته، ففى الوقت الذى ينتظر أن يدر هذا المشروع دخلا مناسبا لمصر يتم التفكير فى أن يصبح ثقلا على كاهلنا، فالحدائق بحاجة إلى من يرعاها وينفق عليها ويوفر لها البنية التحتية من مياه وصرف وخدمات، لكن لو تم الرجوع إلى الفكرة الأصلية باستغلالها بالشكل الأمثل ستكون المنطقة موردا مهما من موارد الدخل لمصر بإقامة مشروعات تجارية واستثمارية حديثة، فهل يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
سؤال أوجهه إلى الدكتور شريف إسماعيل، رئيس الوزراء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة