الدكتورة حنان شكرى تكتب: مبروك عليك "الجواز"

الثلاثاء، 02 فبراير 2016 06:03 م
الدكتورة حنان شكرى تكتب: مبروك عليك "الجواز" عرس -أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جذبت تلك الجملة مسامعى فى أحد مجالسنا، عندما سُئلت إحدى الفتيات عن سبب قيامها بإجازة، وردت بكل سعادة وتيه: " هتجوز". فقالت لها السائلة بتلقائية ساخرة وشماتة -وهى قديمة عهد بالزواج- مبروك عليك "الجواز"، وبالطبع لم تكن تلك تهنئة؛ بل عبارة استوقفتنى دلالتها الفعلية، وسألت نفسى: لمَ أصبح الزواج هكذا؟ لماذا أصبح تحذيرات تستتر فى ثوب التهانى؟ وكأننا نقول لمن تُقبل أو يُقبل على الزواج، هل فقدت عقلك؟

لقد تعلمنا من ديننا أن الزواج سكن ومودة ورحمة، فكيف تغيّر بنا الحال؟
فى الزمن الجميل.. لم تكن هناك منظمات حقوقية للمرأة، ولم يكن هناك مجلس قومى لحقوق المرأة، ولكن الحياة كانت جميلة، وكانت المرأة مصانة الكرامة والحقوق . يحترمها الرجل ويُنزلها المنزلة اللائقة بها .

كانت المرأة أمية، أو نصف متعلمة، ولكنها كانت تقود الأسرة بحرفية عالية، وكانت المنازل مُضاءة بالسعادة والسكن والأمن؛ فقد كانت تعلم من دون فلسفة ولا نظريات علمية، حقوق بيتها عليها، كما تتقن بفطرتها سر وجودها، وأنها هى التى تبنى المجتمع كله؛ بما تقدمه من أبناء صالحين وبنات عفيفات، كانت الحياة بسيطة سهلة .. مجتمعة الشمل، فلا تليفزيون، ولا " نت" ولا" فيس"، لاتنظر الوجوه طيلة اليوم إلى شاشات، بل العيون تلتقى بالعيون لتقرأ ما فيها، ويحس كل فرد فى الأسرة بالآخر، تجتمع الأسرة على طاولة واحدة ليأكلون طعاما واحدا، ليس المهم نوع الطعام، ولكن الأهم أننا معا.. هذا ما تعنيه كلمة "حياة" .

وكيف سار بنا الحال اليوم؟! لقد حققت المرأة ما تريد من استقلال علمى، واقتصادى، وفكرى، ونالت أعلى المناصب، والحقوق.. وكان المنتظر أن نجد أجيالا تفوق الأجيال السابقة علما وخلقا وسلوكا.. ولكن للأسف الشديد، لم يحدث، فلم نجد إلا حطام أسرٍ، وتزايدت نسب الطلاق، وتفككت الأسر – إلا من رحم ربى- وخلّفت للمجتمع عاهات مجتمعية، ما بين مدمن، أو منحرف، أو متطرف، أو معقّد نفسيا.. على كل واحد منا أن يقف ويسأل نفسه، أين ذهبت السعادة وراحة البال؟ كما عليه أن يحاسب نفسه بصدق هل قام بدوره؟

ويظل السؤال بداخلى يؤرقنى: ماذا حدث للمصريين ؟ ويبد أن الأمر كما قال الدكتور جلال أمين:" لابد أن نتوقع أن يكون ثمن التقدم فى أمر من الأمور تأخرا فى أمر أو أمور أخرى".
ويبدو لى أن الثمن كان باهظا جدا...








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة