أحمد إبراهيم الشريف

شيخ الأزهر والشيعة

الأربعاء، 24 فبراير 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المعروف أن دول آسيا الإسلامية تنظر للأزهر الشريف نظرة إجلال وتبجيل وتتوقع منه الجميل فى كل ما يتعلق بالدين، فهم يعرفون جيدا أن هذا الصرح الكبير هو دار العلم الدينى الأهم فى العالم الإسلامى لذا يأتون إليه ليتعلموا الوسطية والتسامح وصحيح الدين، وبالأمس القريب فى الزيارة التى قام بها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لإندونيسيا ولقائه بعلمائها حدثت أمور طيبة كثيرة تليق بمكانة الأزهر وتليق بالتعاليم الإسلامية وتليق بمصر أيضا.

ومن الأمور الحسنة التى حدثت فى اللقاء كلمة الدكتور الطيب فيما يتعلق بدور العلماء فى الحياة، فقد ركز شيخ الأزهر على الدعوة للتصالح والتسامح بين علماء الأمة ونبذ الفرقة والتعصب المذهبى الهدام، وقال «الطيب» على العلماء أن ينشروا بين الناس جميعًا سماحة الدين الإسلامى ووسطيته التى تدعو إلى التعايش وقبول الآخر وعدم إقصائه»، محذرًا من خطاب التشدد ومحاولات فرض رأى أو مذهب بعينه على الناس، وهذه كلمات مهمة وحيوية ويجب تصديرها للعالم، فالشيخ الطيب يعرف جيدا أن كلامه سيسمع وسيعاد تكراره، لذا تكلم وهو مدرك تماما للمكان الذى يمثله، فهو يعرف قيمة الأزهر ويعرف قيمة مصر، فعلماء الدين عليهم أن ينتبهوا حتى لا تختلط عليهم الأمور وألا ترتبك لديهم مقاييس الشخصى بالعام، وأن يعرفوا أن دورهم يكمن فى مساعدة الناس على جعل حالهم النفسى أفضل وألا يسقطوهم فى الخوف والاكتئاب النفسى، وأن يجعلوهم قادرين على تقبل الآخر وتقبل أنفسهم من باب أولى.

كذلك فإن الشيخ الطيب أدرك جيدا خطر الانقسام الذى يعانى منه العالم الإسلامى وربط بين التطرف والعمالة الخارجية كى ينفى عن الدين الإسلامى كل ما يسىء إليه، وبين خطر كل من التشدد والتكفير فى صناعة عالم موجوع، وهى رسائل مهمة ضد التنظيمات المتطرفة التى تخرج علينا كل حين معلنة أنها المتحدثة باسم الله فى الأرض.

وبمناسبة الانقسام الذى يعانى منه العالم الإسلامى وصف «الطيب» «السنة والشيعة» بأنهما جناحا الأمة الإسلامية، وأن اختلافهما لا علاقة له بالأصول ولا يجوز تكفير أى منهما، لذا جدد الشيخ الطيب المبادرة التى كان الأزهر قد أطلقها فى شهر رمضان الماضى مخاطبا المعتدلين من علماء السنة والشيعة وداعيهم لاجتماع فى الأزهر الشريف لإصدار بيان لتحريم قتل السنى للشيعى وقتل الشيعى للسنى، فهل من مستجيب لهذه المبادرة الطيبة، هل يتفق علماء الفريقين ويلتقيان ويبدأ الحوار الأهم فى تاريخ العالم الإسلامى؟

ما فعله الطيب فى إندونيسيا رسائل فى صالح الجميع وأولها رسالة فى صالح صورة الإسلام فى العالم، فعلى البيت أن يعاد تنظيمه من الداخل حتى يستطيع مواجهة التربص الخارجى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة