كتب الأستاذ فهمى هويدى مقالا طويلا عريضا فى الشروق، تحت عنوان «لا تنتظروا اعتدالا من المظلومين» هو فى حقيقته دفاع صريح عن جميع الإرهابيين والمتهمين بارتكاب جرائم العنف، بل والتنظير لأهدافهم باعتبارهم مناضلين أصحاب حق فى الكفاح المسلح ضد الدولة والشعب المصرى، وأبرياء تعرضوا للظلم الفادح الذى أوصلهم لانتهاج طريق العنف والإرهاب لكونه الطريق الوحيد المتاح أمامهم.
نعلم أن الأستاذ فهمى هويدى من الناقمين على ثورة 30 يونيو وما تمخضت عنه، كما نعلم هواه الإخوانى، لكننا لا نتصور أبدا أن يحشد الأستاذ هويدى نثار الشائعات وسقط الأخبار غير المثبتة ليقدم العرائض الانتقامية المغلوطة بهذا الشكل، ولا نتصور أنه وبتاريخه الطويل فى الصحافة يعتمد نفس الطريقة الإخوانية من قص ولصق الشائعات والمعلومات المتداولة وزرع الأكاذيب الموجهة داخلها لإيصال رسائل محددة حول بطش النظام وانهيار الأمن وتفاقم الإرهاب.
ينطلق الأستاذ هويدى فى مقاله من الدفاع عن منى سيف التى نشرت رسالة بالإنجليزية على صفحتها بفيس بوك بعد حادث الإيطالى ريجينى تحذر الأجانب من زيارة مصر لأن الموت والرعب سيكون فى انتظارهم، ولأن أى شرطى يمكنه اعتقال السائح الذى يعجبه ويتهمه بالجاسوسية وأن أجهزة الأمن عاجزة فى المجمل عن حماية الأجانب ومتفرغة لاعتقال وتعذيب المواطنين، وينبرى الأستاذ هويدى فى الدفاع عن منى سيف ولوم الكاتب الصحفى صلاح عيسى الذى هاجمها ووصفها بالفوضوية، مبررا موقفها بأنها ناقمة لأنها مظلومة ومن عائلة تعرضت للظلم، ومن الطبيعى أن تنتقم.
وينطلق الأستاذ فهمى هويدى من منى سيف باعتبارها القصة الصغرى إلى إرهابيى الإخوان والجماعات المتحالفة معها مثل أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وغيرهما، فيصف المشهد فى مصر بصورة تصل إلى حد المغالطة الفاضحة والتلاعب المكشوف بالأحداث لتصوير الإرهابيين والمتطرفين على أنهم ملائكة ومظلومين ومدفوعين للعنف
الظلم والاضطهاد فى عائلات المظلومين، بحسب الأستاذ هويدى، هو السبب فى العمليات الإرهابية وظهور الخلايا المتطرفة
الظلم والاضطهاد وليس تنظيم خيرت الشاطر السرى هو المسؤول عن اغتيالات أفراد الشرطة ورجال المرور الشقيانين فى مواقعهم.
الظلم والاضطهاد، بحسب الأستاذ هويدى، وليس نظام الإخوان السافل فى السنة المشؤومة التى حكمها هو من سمح لشراذم المتطرفين ومرتزقة العالم بالتسلل إلى سيناء وبناء مراكز وبؤر للإرهاب هناك لتنفيذ مخطط فصل شمال سيناء وضمها لغزة وتنفيذ المشروع الإسرائيلى للخلاص من فلسطينيى الضفة نهائيا.
الظلم والاضطهاد وليس جماعة الإخوان الإرهابية بحسب الأستاذ هويدى، هو المسؤول عن زرع العبوات الناسفة فى الميادين والشوارع وأمام دور السينما لإحداث أكبر نسبة من الخسائر وسط المواطنين العاديين لمجرد أنهم أسقطوا مرسى ونظام الإخوان السافل
ولو عددنا العبارات المسمومة والمغلوطة والدعاية الانتقامية الموجهة والمعلومات غير الموثقة فى المقال لن ننتهى ومنها على سبيل المثال: «المساجين السياسيين يقدر عددهم بأربعين ألفا حسب التقديرات الحقوقية»، «المجتمع بأسره بات يستقبل أخبار التصفية بعدم اكتراث بحيث ما عاد أحد يهتز ضميره الإنسانى حين يقرأ أن عشرة أو عشرين شخصا قد تم تصفيتهم بقذيفة من الجو»، «بدلا من مراجعة سياسة التعذيب فإن السياسة الأمنية أرادت للتعذيب أن يستمر على وتيرته».
من أين جاء الأستاذ هويدى بمعلوماته واستخلاصاته النهائية المصوغة على أنها حقائق؟ من نزعته الانتقامية بعد أن فقد مهنيته وموضوعيته وارتضى بصريح العبارة أن يكون محاميا للشيطان يسوغ ويجمل كل ما يصدر عن الإرهابيين من جرائم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة