أحمد إبراهيم الشريف

إسرائيل والتطبيع

الأحد، 28 فبراير 2016 07:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القدرة على معرفة الصديق والعدو وتحديدهما جزء مهم من معرفة الهوية، التى تعنى معرفة الذات، وفى مصر والحمد لله ما زال الشعب المصرى يعرف أن إسرائيل عدو، وأنها عبارة عن جيش من المحتلين استولوا على أرض عربية، كما أنهم موقنون بأنه ذات يوم سوف يأتى جيل لا يشبه أحدا ممن سبقوه، ويكون له رأى حاسم ونهائى فى قضية الوجود الإسرائيلى فى فلسطين، هكذا يؤمن المصريون وهكذا يعلمون أبناءهم، ويفعلون ذلك على المستوى الفردى وعلى المستوى الجماعى، دون أن يربطوا ذلك بالموقف الرسمى للدولة ولا بالآخرين المطبعين، الذين يبحثون عن مصالحهم فيحاولون أن يورطوا الجميع معهم.

فى الفترة الأخيرة تم طرح العلاقة مع إسرائيل بقوة، ففى أقل من أسبوع احتلت ثلاث قصص جدلا واسعا فى الشارع المصرى، الأولى تتعلق بالانتقادات الواسعة التى وجهت لنادى الزمالك، بعد التعاقد مع اللاعب إيمانويل مايوكا، الذى لعب فى الدورى الإسرائيلى، والمتهم بأن مجيئه للزمالك جاء عن طريق وكيل أعمال إسرائيلى، والثانية الصورة التى نشرها أفيخاى أدرعى، المتحدث الرسمى باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى،التى تجمعه بالصحفى المصرى رامى عزيز المقيم فى أوروبا، وعلق عليها أفيخاى أدرعى: «تشرفت الأسبوع الماضى بلقاء السيد رامى عزيز الصحفى والكاتب المصرى ضمن وفد صحفيين وصلوا إلى إسرائيل»، وثالثة الأثافى وتتمثل فى الفضيحة الكبرى التى فعلها الإعلامى والنائب توفيق عكاشة بلقائه مع السفير الإسرائيلى فى منزله.

فى الحادثة الأولى، أنكر نادى الزمالك الواقعة، وفى الحادثة الثانية كلنا يعرف أن رامى عزيز يعيش فى أوروبا، فلا علاقة لنا به ولا بتصرفاته، فهو رجل يبحث عن مصالح شخصية، أما ما فعله توفيق عكاشة فلا سبب له سوى الجهل الأسود والنية الخبيثة، التى كانت نتيجتها أن وضع «عكاشة» نفسه والبرلمان والإعلام الذى يعمل به فى حرج شديد.

لكن علينا أن ننتبه أن هذه الحكايات الثلاث المشغول بها أكثر منا هو جيش الاحتلال، فقد طرح مرة أخرى موضوع «التطبيع» أمام الرأى العام المصرى وينتظر النتيجة، فهل سيمر الأمر مرور الكرام، أم هل سيؤكد الشعب المصرى رفضه التام للتقارب مع العدو، وسيبحث الإسرائيليون رد الفعل، ويتمنون أن يخرج البعض ليبرروا لعكاشة ولفعله القبيح، أم سنصبح على قلب رجل واحد رافضين فعل عكاشة، وأن نمثل ضغطا على مجلس النواب كى يصبح هناك رد على هذا الموقف المخزى، شريطة أن يكون الرد موجعا له ولأصدقائه الصهاينة.

ربما الاستفادة الوحيدة التى عرفها الجميع الآن أن عكاشة ليس «أحمق»، لكنه «يشتغل الجميع» وينفذ خطة معينة أساسها عدم الانتماء للوطن، وطرقها متعددة منها الخيانة الواضحة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة