عبد الوهاب الجندى

السنة الـخامسة للثورة السورية.. حب وقتل وشعب مشرد وبشار فى السلطة !

الأحد، 28 فبراير 2016 05:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أكن أعلم أن قلبى أصبح هائمًا متيمًا بحب سوريا، حقًا عشقتُها ولستُ من أهلها، لا أدرى لماذا، لكننى كلما رأيت أو حلمت بما يدور الآن فيها يتمزق فؤادى ، وينفطر قلبى حزنًا على السوريين المقتولين والمشردين فى الأرض .. على الأطفال الأبرياء والنساء الأرامل والرجال المقهورين ، على الضحايا والمدنيين نبكى.

قديمًا كنت أحلم بزيارة بلاد الشام ، والتجول فى شوارعها والجلوس على مقاهيها .. لكن حين أفقت اكتشفت هشاشة حلمى ، فلا قمر فى سماء دمشق ، ولا سمك فى نهر الفرات ، ولا ذكرى فى حمص ، ولا عنب فى دوما، ولا منزل قديم فى حماة ، ولا حتى قهوة نحتسيها فى أدلب .

خمس سنوات من العشق فى حب الثورة اليتيمة.. الثورة التى هزت الكون، وعرَّت كل المنظمات التى تدعى الإنسانية، جعلت منها أكذوبة لا أكثر فلا حقوق ولا قانون دولى، عندما يتعلق الأمر ببراميل متساقطة على رؤوس الشعب ، أو حمم تقصف بها طائرات السوخوى معالم الحضارة العريقة ، أو مطرقة داعشية تهدم التاريخ ، أو غاز سام يستنشقه الناس .

أصبحت سوريا خلال تلك الفترة مكانا لخروج الأشباح والأرواح، جثث وأشلاء متناثرة فى شوارعها، دمار وخرّاب فى مبانيها، وكأن حياة لم تقم فيها، ولم تشهد أراضيها الحضارات العريقة التى سُجلت فى كُتب التاريخ عن بلاد الشام، ازدحمت سمائهُا بالطائرات المقاتلة، امتدت حدودها إلى شتى بقاع الأرض، وتشرد الباقين على قيد الحياة فى البلاد من أنقرة شرقًا حتى برلين غربًا، ومازال طبيب العيون القاتل بشار الأسد فى السلطة.

خمس سنوات شُرد وقتل خلالها الملايين من السوريين، يعانى الباقى منهم القهر والحصار والتجويع والبرد فى المخيمات، ويواجه آخرون موجات البحار العاتية، ومنهم من يموت نافقًا كالأسماك حال الهجرة.. مأساة العصر وعار الإنسانية.

استُخدمت فى سوريا جميع أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا من «قنابل عنقودية وفراغية - أسلحة كيميائية وبيولوجية - قذائف الأبخرة الحارقة» قُتل بسببها ما لا يقل عن 470 ألفًا، شُرد بسبب القتال ما يقرب من 7 ملايين شخص، خُطف وأعتقل ما يقرب من 300 ألف مواطن، بالإضافة إلى أكثر من مليونى مصاب وجريح، وأكثر من 500 ألف محاصر، علمًا بأن عدد سكان سوريا لا يتجاوز الـ 22 مليون.

عملية حسابية بسيطة تكتشف، أنه لم يبق فى بلاد الشام إلا المقاتلين والمسلحين من «ثوار وإسلاميين، أو قوات بشار والكتائب الشيعية و المرتزقة و حزب الله والعلويين، أو داعش وجبهة النصرة، أو الأكراد وجنود روسيا وقوات التحالف الدولى».

مسلسل يشاهد حلقاتُه العالم، وبعد كل حلقه تُبدى الأمم المتحدة قلقها، وتستمر الجامعة العربية فى صمتها، وفى الغرب يُصرخ الاتحاد الأوروبى «بسبب اللاجئين» وفى الشرق يستعد التحالف العربى لوضع أقدام جنوده على الأرض للقتال هناك!.

ورغم كل ما سال من الدماء وما وقعت من المجازر، يتفاوض العالم مع النظام الإجرامى.. على أى شيء يتفاوضون وبأى حق يجتمعون، على أشلاء الجثث وحطام الوطن يتباحثون؟!.

يتفاوض المجتمع الدولى مع بشار الأسد بغروره السياسى، على تفتيت الأراضى السورية، أو بمعنى أدق «على إقامة دولة علوية » فى الشمال الغربى منها، ودولة كردية فى الشمال الشرقى فيها.. ويظل داعش وجبهة النصرة والجيش الحر يتنافسون على باقى الأراضي! .. ويبقى الشعب السورى هو المقتول .

غرور النظام السورى ظهر جليًا عندما تحدث، بشار الجعفرى سفير الأسد فى محادثات جنيف قائلاً: "نحن نُجرى محادثات غير مباشرة على شكل حوار (سورى - سوري) بدون شروط مسبقة أو تدخل خارجى، أحفظوها هايا الفاتحة تبعانا بالقرآن.. صدق الله العظيم".. استخفافًا بالدين والقرآن العظيم!
ليس هذا فحسب، بل خرج بشار الأسد وقال: "يحدد يوم الأربعاء الموافق 13 أبريل 2016، موعدًا لانتخاب أعضاء مجلس الشعب".. لا أعلم أى شعب يتحدث عنه أليس هو الشعب المقتول والمشرد فى البلاد، أم إنه يقصد شعبًا أخر فى دولة أخرى.. لا أجد غير قول القائلين: "أيقظُونى عندما يمتلكُ الشعبُ زِمامه عندما ينبسِطُ العدلُ بلا حدٍ أمامه.. عندما يرى كل كُنوزِ الأرضِ لا تعدلُ فى الميزانِ مثقال كَرامه".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مأساة العصر وعار الإنسانية.

مأساة العصر وعار الإنسانية.

مأساة العصر وعار الإنسانية.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة