عبير الغندور

إعلامنا المتخبط يقصف جبهة مصر بالخارج

الإثنين، 29 فبراير 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت منذ أسبوع تقريبًا حملة إعلامية أمريكية ضد مصر بطلتها قناة الـ"سى إن إن" التى اعتادت أن تنقل عن قناة "الجزيرة"، فالجزيرة "هى الآن القناة العربية الناطقة بالإنجليزية وتبثُ ضمن القنوات الأمريكية رسميًا ولها مكتب دائم فى نيويورك. لكن الـ "سى إن إن" هذه المرة كانت مختلفة ونقلت عن قناة "دريم" حكاية الطفل ذو الأربع سنوات الذى تم الحكم عليه مؤخرًا.

ورغم انشغال الإعلام الأمريكى بأحداث الانتخابات المحلية فى هذا الوقت لأنها الأكثر أهمية على الإطلاق، إلا أن التقارير المصورة التى إذاعتها القناة الأمريكية كانت "حركة ملعوبة" فقد أخذت مقتطفات ليست بالقليلة من تحقيق الإعلامى الكبير "ملك الحركات" الأستاذ الإبراشى فى برنامجه على إحدى الفضائيات، هذه المقتطفات كانت كافية بأن تُصدر للخارج أن ما يحدث الآن فى مصر هو نموذج للعهد السريالى غير الواقعى وكأننا فى مصر نعيش فى غابة للحيوانات المفترسة وقطيع مُخدر من البشر ومصاصى دماء متعايشين مع بعضهم البعض ويتغذُون على دماء الأطفال، هذه المقتطفات حاولت أن تؤكد أن الحكم على الطفل كان مقصودًا ومُتعمد من السلطات وأنهم يعلمون أن الطفل لا يتجاوز الأربع سنوات، وهذا ليس صحيحًا وأنه كان هناك خطأ فى تحديد الهوية والجميع يعلم أن هذا ما حدث بما فيهم الأستاذ الإبراشى الذى كان يتساءل:" كيف يثق الناس فى العدالة بعد اليوم؟".

ولأن الأطفال فى مصر لا يفهمون ما يجرى حولهم فلم يخرج أى رضيع أو طفل للتظاهر مع أو ضد أخيهم كما يحدث نتيجة لحركات ومقالب مماثلة، حتى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بمصر لم تنتبه لهذا واستمرت فى دعمها لمبادرة «المياه من أجل الحياة للأطفال فى قرى صعيد مصر»، ولم تبالى فى من يقول بالخارج "كيف تعطى المنظمات الخارجية للأطفال الماء من اجل الحياة وتُقابلها السلطات الداخلية لتعطى الاطفال أحكام؟"، وهذا لأن فرع المنظمة موجود فى مصر ويعلم أن الإبراشى هو ملك الحركات!
وجاء أول أمس تقرير جديد لـ"سى إن إن" يعرض حلقة الطفل ذاتها ومقاطع من وجه الأب وهو بيعمل "حركة" البكاء هذه اللى كلنا فهمناها مع عرض لردود الأفعال فى الشارع الأمريكى وقالت فى التقرير "إن إدارة أوباما تريد أن تتنازل عن أوضاع حقوق الإنسان المتردية فى مصر منذ أمد بعيد فى حين أنها تبحث عن مخرج لاستمرار المساعدات لمصر، ما يثير تساؤلات من جانب جماعات حقوق الإنسان التى تقول إن البلاد تعانى من أسوأ فتراتها من انتهاكات لحقوق الإنسان فى التاريخ الحديث والمشرعين، ويشيرون إلى إدانة الأخيرة أى المُشرعون للقوانين بعد اتهام الطفل بالقتل.. وطبعًا كنت أشاهد هذه التقارير واضحك إلى حد البكاء لأنى أعلم أن الطفل فى الخارج يُعد هو المرتبة الأولى فى حقوق الإنسان، إذا نحن الآن متوحشون أمام العالم؟، قمة الغضب.. ثم أقول فى عقل بالى "يا جماعة ماتاخدوش فى بالكم دا الاستاذ الابراشى هو ملك الحركات .

إعلامنا المتخبط يقصف جبهة مصر بالخارج وليس مهمًا أن اتفق أو اختلف معه، لكن مما لاشك فيه أن تحركات هذا الإعلام عشوائية ومتخبطة وتبعث على النواح.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة