ذكريات البداية عام 1992
بعد سنوات من انتكاسته، يدخل الحزب الناصرى دائرة الضوء مع انعقاد مؤتمره العام، وانتخاب سيد عبدالغنى، عضو مجلس نقابة المحامين، القيادى الناصرى المعروف، رئيسًا له، غير أن السؤال الذى يفرض نفسه هو: هل سيكون الحزب بقيادته الجديدة إضافة حقيقية لحياتنا السياسية؟، وهل سيكون قادرًا على اجتذاب أعضاء جدد له، وضم الناصريين المهاجرين من الأحزاب الموجودة، والغائبين عنها من الأصل؟
فى الإجابة عن هذه الأسئلة، نحن أمام مشهدين لابد من تأملهما فى سياقهما السياسى العام، هما مشهد ولادة الحزب عام 1992 بحكم قضائى، والمشهد الثانى هو الذى حدث قبل أيام بانعقاد المؤتمر العام للحزب، وانتخاب أربع قيادات محترمين للحزب، هم سيد عبدالغنى رئيسًا، ومحمد الأشقر نائبًا أول، والدكتور نور ندى، وعبدالرحمن الجوهرى نائبين.
بدأ المشهد الأول بحكم المحكمة عام 1992 بأحقية مؤسسى الحزب الناصرى، ووكيلهم العام ضياء الدين داود، فى أن يكون لهم حزب سياسى، وذلك فى القضية المرفوعة من المحامى محمد بركات ضد قرار رفض الحزب من لجنة الأحزاب التى اشتهرت حتى ثورة 25 يناير بأنها «لجنة إغلاق ورفض الأحزاب»، وليس كما تدعى «لجنة شؤون الأحزاب».
أذكر أن المحكمة قضت بحكمها حوالى الساعة الثانية بعد الظهر، وبدا أن الخبر قنبلة سياسية، وحدث غير عادى يقع فى مصر، فالناصريون حصلوا على حزبهم بعد محاولات سابقة رفضتها السلطة، ففى عام 1976 تقريبًا رفض السادات محاولة كمال الدين رفعت، ثم رفض محاولة النائب السكندرى كمال أحمد بتأسيس حزب «تحالف قوى الشعب» فى بداية الثمانينيات، ثم رفض سلطة مبارك محاولة فريد عبد الكريم «الحزب الاشتراكى العربى الناصرى»، وهى المحاولة الأشهر جماهيريًا من المحاولات السابقة .
بصدور الحكم ارتفعت التكهنات والاجتهادات بأن مصر على موعد مع حزب جديد سيقلب المعادلة السياسية، وتبنى هذا الاجتهاد كبار القوم من سياسيين ومفكرين وفنانين، من محمد حسنين هيكل الذى تحدث فى مجلة «رزو اليوسف»،إلى نجيب محفوظ الذى كتب فى «الأهرام».
وزاد من هذا الاعتقاد مشهد المؤتمر الصحفى الذى انعقد فى المبنى القديم لنقابة الصحفيين، بعد صدور الحكم بأيام قليلة، حيث ازدحمت القاعة الرئيسية فى الدور الأرضى بالشباب والشيوخ والسيدات ورموز المجتمع، أذكر منهم المخرج يوسف شاهين، والمخرج صلاح أبوسيف، وأسامة أنور عكاشة، ومحفوظ عبدالرحمن، ومن الكتّاب كامل زهيرى، ومحمد عودة، ومحمود المراغى، وجلال عارف، ويوسف الشريف، ويوسف القعيد، وعبد العظيم مناف، وعبد الله إمام، وجمال سليم، ومن الفنانين صلاح السعدنى، وسيد عبدالكريم، وحمدى أحمد، ومن نواب البرلمان محمود زينهم، نائب الجمالية، وفاروق متولى، نائب السويس، وإبراهيم عبادة، نائب ههيا بالشرقية.
وحضر من الشباب وقتها، والذين أصبحوا فيما بعد وحتى الآن قيادات سياسية ونقابية بارزة، أذكر منهم حمدين صباحى، وأمين إسكندر، وعبدالله السناوى، وعبد الحليم قنديل، وسامح عاشور، وتهانى الجبالى، ومحمد الأشقر، وسيد عبد الغنى، وجمال فهمى، ومحمد حماد، وكمال أبوعيطة، والدكتور حسام عيسى، ويحيى قلاش، وأمل محمود، وعصام الإسلامبولي، ومحمد بيومى، وعلى عبدالحميد، والدكتور صلاح الدسوقى، ونجاد البرعى، وأحمد عبدالحفيظ، وعزازى على عزازى، ومجدى زعبل، وحسام رضا، ومن القيادات العمالية فتحى محمود، وفايز الكرتة، وحنفى عبدالعال.
كما حضر قيادات ووزراء عملوا إلى جانب جمال عبدالناصر، منهم الفريق أول محمد فوزى، وفريد عبدالكريم، ومحمد فايق، وسامى شرف، والدكتور محمد محمود الإمام ، وحامد محمود، والسفير وفاء حجازى، وضياء الدين داود.
علينا أن نتخيل الآن صورة حزب يقدم نفسه إلى الناس بكل هذه الأسماء، وبالتأكيد هناك أسماء أخرى، وحتى أدلل على الحالة التى أشير إليها أذكر أن الصحف ظلت لفترة تنقل أخبارًا عن هيئة برلمانية متوقعة للحزب على أساس أن ضياء الدين داود كان نائبًا وقتها، ودار الكلام حول أن عشرات النواب سينضمون إلى الحزب الجديد.. يتبع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة