بالوقائع والأدلة، ومن خلال الممارسة على الأرض، فإن روابط الألتراس أفسدت الرياضة فى مصر، وحولت الألعاب الرياضية المختلفة وفى القلب منها كرة القدم من التسلية والترفيه، إلى خراب ودمار وموت.
ومنذ تأسيس الألتراس فى إبريل 2007، لم تعرف ملاعب كرة القدم طريقا للهدوء والمتعة، واختفت الأسرة المصرية من المدرجات وهى التى كانت تجد فى المباريات متنفسا وفسحة ترفيهية عن الأسرة، وحل بدلا منها الشماريخ والسباب والشتائم.
وسرعان ما تم توظيف الألتراس سياسيا، حيث وجد نظام مبارك فى شخص زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية حينذاك، الفرصة سانحة فى منح شباب الألتراس قبلة الحياة والتوسع والانتشار، والتضخم، اعتقادا أن الشباب وجد ضالته فى كرة القدم، وبدأت مبالغة مبارك وأبنائه ونظامه فى الاهتمام بكرة القدم باعتباره السحر الذى فتن به الشباب بالكرة والابتعاد عن السياسة.
الغريب أن بداية تأسيس روابط الألتراس واكب تأسيس حركة 6 إبريل فى نفس العام، وبعيدا عن كونها صدفة أو مرتبة، فإننا لسنا بصدده فى هذا المقال ولكن الذى يعنينا، أن قبائل الألتراس بدأت بورم سرطانى، شخصه الخبراء مبكرا، وعلى رأسهم الكابتن أحمد شوبير، الذى صرخ، وبح صوته من إطلاق النصائح تارة والتحذيرات تارة أخرى، من خطورة هذا الورم على جسد الرياضة فى مصر، ولكن زكريا عزمى كان له بالمرصاد، وساند ودعم انتشار هذا الورم.
ومرت الأيام والشهور والسنوات، وتضخم الورم وانتشر فى جسد الرياضة المصرية كانتشار النار فى الهشيم، وتسللت الفتن إلى الملاعب، ورأينا شغبا وكوارث لم تشهدها الملاعب عبر تاريخها، وامتلأت المدرجات بشباب عارٍ، يحمل الشماريخ ويشعل النار، ويصوب كل الشتائم وقلة الأدب فى كل الاتجاهات، لتنال الخفير قبل الوزير وتصل إلى رأس السلطة فى 25 يناير 2011.
28 يناير 2011، جمعة الغضب انقلب السحر على الساحر، وخرج الألتراس فى مظاهرات حاشدة ضد النظام الذى رباه ورعاه، وكان من بين الحشود التى أسقطت مبارك، وزجت بزكريا عزمى وراء أسوار السجون، ومنذ ذاك التاريخ، بدأ الورم السرطانى يتضخم أكثر وأكثر فى جسد الرياضة، حتى كانت كارثة استاد بورسعيد، وهنا أدرك الجميع الخطر وحجم المصيبة، بعد فوات الأوان.
الأمر تطور وأخذ منحى أكثر خطورة، عندما اخترقت الجماعات والتنظيمات الإرهابية، مثل: حركة حازمون، والإخوان، صفوف الألتراس، وجندوهم لخدمة أهدافهم، وأصبحت نواة حقيقية لهذه التنظيمات المتطرفة، وظهروا بكثافة فى اعتصامى رابعة والنهضة، وهتفوا ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ثم كانت الفجيعة عندما رفض الألتراس المشاركة فى ثورة 30 يونيو، واعتبارها انقلابا، وساندوا بكل قوة جماعة الإخوان الإرهابية، ومع مرور الوقت تحولت مدرجات الملاعب إلى منصات، ومنابر لتنظيمات إرهابية، تعادى الدولة، والمؤسسات الأمنية، وتعمل على إثارة الفوضى، وإسالة الدماء، لتستغلها الجماعات والتنظيمات كمظلومية يتاجرون بها فى المحافل الدولية لإحراج مصر.
9 سنوات هى عمر روابط الألتراس، حولت فيها حياة المصريين إلى نكد وغم، وأصبحت دولة داخل الدولة يخشاها الجميع، وتضرب بكل القوانين عرض الحائط، ولا تعترف لا بشرعية ولا نظام وترفع شعار الفوضى.
لا يجب أن ندفن رؤوسنا فى الرمال، ولابد من الاعتراف بأن الروابط ورم سرطانى فى جسد الرياضة والسياسة، ويجب حظرها ومنعها ولا نضفى عليها الشرعية، ويجب أن يخضع الجميع تحت مظلة القانون سواء، ومن يرد أن يمارس السياسة فعليه الانضمام للأحزاب، أما الرياضة فلها قواعدها وتسييسها خط أحمر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة