رغم تحفظ المسئولين بوزارة الشباب والرياضة على (فضيحة) تزوير سفر 12 من (المبصرين) إلى بولندا، للمشاركة فى البطولة الدولية لكرة الجرس لـ(المكفوفين) خلال شهر أبريل الماضى، والذين هربوا جميعا إلى أوروبا بعد أن دفع كل منهم مبلغا ضخما للقائمين على أمر البعثة فى مقابل سفرهم، والتكتم على الأمر قرابة الـ10 أشهر كاملة، إلا أننى أؤكد أن أمر الفضيحة يتخطى وزارة الشباب والرياضة بكثير، ويتعداها إلى العديد من وزارات الدولة، التى سهل العشرات من المسئولين فيها العشرات من مثل هذه البعثات فى سرية تامة، ودون علم أحد، فى المقابل المساهمة فى تهريب مئات الشباب إلى أوروبا، والحصول على مبالغ تتراوح بين 100 و150 ألف جنيه فى مقابل التأشيرة الواحدة.
وقد كان من الممكن أن تمر تلك (الصفقة الفضيحة) وتظل فى طى الكتمان، وألا يلف إليها أحد، ولاسيما وأن الشباب سافر إلى أوروبا فى سرية، وبموجب أوراق رسمية، وفى وفود رسمية، وتم استقبالهم فى تلك الدول بشكل رسمى، وبعد ذلك هربوا إلى أوروبا بشكل محترم ومريح، وفى المقابل تحقيق للمسئولين عن البعثة (أرباحا هائلة) بهدوء وسرية ودون ضجيج، مثل غيرها من مئات البعثات التى سافرت بذات الشكل، لولا الصدفة التى جعلت اللاعب (محمد سيد عبد الحميد) لاعب كرة الجرس للمكفوفين، يعلم بالتفاصيل الفضيحة، ويتحدث عنها وسط أقرانه من المكفوفين من أبناء القليوبية.
وهو ما فرض الفضيحة المدوية التى قد تلحق بمجلس إدارة اتحاد الإعاقة البصرية السابق، ومجلس إدارة نادى الإيمان للمعاقين بكامل هيئته، ومعهم وزير الشباب (خالد عبدالعزيز) أيضا، الذى ورطه المسئولين عن البعثة وحصلوا منه فى 22 مارس 2015 الماضى، على قرار وزارى يحمل رقم (260 لسنة 2015) بالموافقة على سفر بعثة ( نادى الإيمان للمعاقين ) إلى بولندا للاشتراك فى البطولة، دون السؤال عما وراء السفرية المشبوهة. خاصة أن (نادى الإيمان) لم يطلب أى دعم مالى من الوزارة، أو اتحاد المكفوفين، أو اللجنة البارالمبية المصرية، والتكفل بكل المصروفات من إقامة، وإعاشة، وتذاكر طيران، ومصروف الجيب، بل ودفع 2340 دولارًا نظير الاشتراك بالبطولة.
ورغم ذلك فإننى أؤكد، أن الوزير وقع ضحية عملية نصب كبيرة مارستها وتمارسها (مافيا التسفير) بالتعاون مع عدد كبير من المسئولين فى عدد من مؤسسات الدولة، فى سرية ودون ضجيج، وقد تكشف عنهم تحقيقات تلك القضية، بعد أن أحالها الدكتور أحمد عوين إدارة اتحاد الإعاقة البصرية الجديد، إلى النيابة العامة، فى بلاغ رسمى منذ أيام.
وخلاصة اأأمر، والذى لا يعلمه الجميع، أنه يوجد فى مصر مافيا لـ(تسفير الشباب إلى أوروبا) تحقق سنويا أرباحا تصل إلى عشرات المليارات من الجنيهات، حيث تقوم تلك المافيا بمساعدة عدد منهم فى أوروبا، بترقب أى (بطولة، أو مهرجان) مجهول، ويقومون بالسعى لدى المسئولين عن تلك البطولات أو المهرجانات بالحصول على دعوات رسمية لمشاركة وفود مصرية لتمثيل البلاد فى تلك الفاعليات، وبالفعل يأتون بتلك الدعوات والموافقات الرسمية الأوربية الحقيقية إلى الجهات المصرية، وفى سرية تامة ـ مثلما فعل المسئولين بـ نادى الإيمان ـ يقومون بالحصول على موافقات رسمية مصرية بسفر تلك البعثات، ويتم مخاطبة الجهة الأوروبية لإبلاغ سفارتها فى مصر بمنح تأشيرات لأفراد البعثة المصرية للمشاركة فى الفعالية المطلوبة، إلا أنه بدلا من وضع جوازات الفريق الذى من المفترض أن يمثل مصر فى تلك الفعاليات، يتم وضع جوازات عدد من الشباب الراغبين فى السفر إلى أوروبا، فى مقابل الحصول على مبالغ تتراوح بين 100 و 150 ألف جنيه لـ(التأشيرة) الواحدة، وينتهى الأمر بسفر الشباب فى سرية تامة دون أن يعلم أحد شيئا عن الموضوع.
أؤكد أن الأمر يتعدى فضيحة المكفوفين، وأن (ما خفى كان أعظم) وأنه لو تم مراجعة أمر البعثات إلى تم تسفيرها خلال السنوات الـ10 الأخيرة لحضور كثير من الفعاليات، ليتم الكشف عن فضائح، تم خلالها تهريب مئات الشباب بشكل رسمى إلى أوروبا، وحقق من وراءها مسئولون بالدولة مئات الملايين من الجنيهات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة