يقول "جُبران خليل جُبران": "الصديق المزيف كالظل: يمشى ورائى عندما أكون فى الشمس، ويختفى عندما أكون فى الظلام"، فالشخص المزيف الذى ترك إنسانيته جانبـًا له سمات، منها ارتباطه بالبشر فى أوج نجاحهم، فى حين يختفى متى اعترضت طريقهم العقبات والمشكلات.. إن الإنسان الحقيقى هو من تجده يمُد إليك يده فى أوقات مِحَنك وتعثرك، إلى أن تنهض من كبوتك وتنطلق فى طريق الحياة. وربما تلتف حولك لتشكر لأحد جميلاً صنعه فلا تجده، إذ هو لا ينتظر منك ردًّا، بل سُرعان ما تنشغل يداه بتعضيد آخرين؛ مثل هؤلاء البشر لا تدعهم يرحلون من حياتك، ولا تتنازل عنهم، فإن الزمان لن يجود بمثلهم كثيرًا.. قال أحدهم: "لا تتجاهل صديقـًا حقيقيـًّا يهتم بك، لأنك فى يوم ما سوف تُدرك أنك خسِرت الألماس وأنت مشغول بتجميع الحجارة!".
أيضـًا المزيفون يتخفَّون فى كلمات تُطرَب لها الآذان، ويظهرون حينما تتغير مواقفهم ويختلف معهم أحد. فلا تحكم على إنسان من خلال أذنيك فقط، بل انتظر كى تُثبت المواقف صدقه. إن الثقة بناء، متى ينهار يصعب إعادة بنائه؛ لذلك عليك أن تتيقن قبل الشروع فى البناء، فلا تهبه لمن لم تعرفه، ومن لم تختبر مواقفه الحقيقية معك. يقول الكاتب الإنجليزى "وليم شكسبير": "إننا فى حاجة إلى الخلافات أحيانـًا لمعرفة ما يُخفيه الآخرون فى قلوبهم، فقد تجد ما يجعلك فى ذُهول، وقد تجد ما تنحنى له احترامـًا"، إن الإنسان الحقيقى تجده يحفظ أمور الآخرين، ولا يُشهِّر بعُيوبهم أو نقائصهم، يتحدث فى صدق بميزاتهم لدى الآخرين، لا تجده يخشى أحدًا مهما تعاظمت قوته، إذ يرتكز على المحبة والصدق فى أمور حياته.
وهٰكذا تكون رحلة الحياة بين بشر جميعهم مسافرون، تنضح حياة كل منهم بما يحمل فى داخله. وفى تلك المسيرة، كُن إنسانـًا حقيقيـًّا لا يندم على محبته أو عطائه لأحد، وإن تألمتَ من بعض الناس، فتذكَّر أنها خبرات فى الحياة تعلِّمك الحكمة واليقظة فى اختيار رفقاء الطريق.. ولتقُل كما قال أحدهم: "لا أندم على أى شخص دخل حياتى، فالمخلص أسعدنى، والسيئ مَنحنى التجرِبة، والأسوأ كان لى درسـًا". ولا تنسَ أن الله يجازى كل إنسان كعمله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة