سيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى يعلم الله أننى أحبك وأننى أجاهد بكل ما أملك ليستقر حكمك، وتنجح فى أصعب مهمة فى التاريخ، وهى حكم بلد فى حجم مصر، أنهكها الفساد والإرهاب منذ أكثر من 35 عاما، وسبقتها حروب مع العدو الصهيونى ابتلينا وقتها بنكسة يونيو 1967 ولولا أصحاب البيادة الميرى التى يشتمها ويسبها بلطجية الألتراس وتنظيم الإخوان الإرهابى لما تم تحرير الأرض بعد أن نجح فى هزيمة العدو الصهيونى فى السادس من أكتوبر 1973، أنا أعلم صعوبة المهمة مع شعب تحول على يد نظام مبارك إلى شعب نصفه مرتشٍ ونصفه الثانى مريض بالكسل ولا يحب العمل، شعب لا يفلح إلا فى «الهيصة» و«التهجيص»، شعب منحه الله جيشا عظيما حقق رغبة هذا الشعب وأطاح بنظامين، ولكن هذا الشعب لم يستغل هدية الجيش الذى خلع مبارك وعزل مرسى، حيث فشل هذا الشعب فى أهم اختبار له، وهو العمل وبناء الوطن، بل على العكس تماما وجدنا شعبا أكثر كسلا مما كان عليه فى عهد مبارك، شعب يهدم ولا يبنى، شعب يريد منك سيادة الرئيس أن تعمل نيابة عنه، وتنتخب نيابة عنه، وتنجح نيابة عنه، شعب يكتفى بالفرجة أو التقليد الأعمى، شعب مريض بالنرجيسية والبرانويا وحب الذات، شعب يطلق على نفسه كل صفات النبل والأخلاق والنظام والالتزام وكل هذه الصفات ليست موجودة الآن فى دم أى مصرى بل على النقيض تماماً، فقد أصبحنا شعبا «نكديا» شعبا غير منظم. حديثى إليك سيدى الرئيس حول دعوتك النبيلة ورسائلك العظيمة لما يعرف بشباب الألتراس هذه الرسائل التى اختلف معها كليا، خاصة دعوتك للحوار معهم. وهى الرسائل التى قلتها للإعلامى عمرو أديب، هذه الرسائل التى وجهتها يا سيادة الرئيس لا أوافق عليها، وأعتبر دعوتك للحوار مع هؤلاء دعوة للحوار مع بلطجية قتلوا وحرقوا وخربوا، وساعدوا منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن لنشر الفوضى والخروج على القانون فجرائمهم لا تختلف عن جرائم الإخوان، بل أكثر شراسة وعنفا ولن أذهب كثيرا عندما أقول لك إن الأغلبية العظمى من الألتراس والوايت نيتس وكل الروابط الرياضية جزء من الإخوان الإرهابية، وهم مقسمون فى ولائهم بين الإرهابى خيرت الشاطر والإرهابى حازم أبوإسماعيل لخراب مصر.
الإخوان استغلت العداء بين هذه المجموعات والشرطة، ونفخت فى النار، وهذه الروابط نفذت ومازالت تنفذ أجندة إخوانية، وهو ما يجعلنى أطرح السؤال الصعب لماذا لا نتصالح مع تنظيم الإخوان الإرهابى بعد دعوتك للحوار مع الألتراس، لأننى يا سيادة الرئيس لا أجد فرقا بين بلطجة الألتراس وإرهاب الإخوان فكلاهما يسعى لإسقاط الدولة، وإننى أتساءل كيف نحاور الألتراس المتورط بجرائم قتل وحرق وما حكاية إطلاعهم، وكيف تطلب منهم أن يحققوا فى الموضوع فهل سيادتكم تقصدون مذبحة بورسعيد الموجودة الآن أمام القضاء!
سيادة الرئيس أعلم حرصكم على لم الشمل مع الجميع، ولكن لا يعنى أن تتنازل الدولة، وتستجيب لهؤلاء البلطجية تربية الإخوان وتلاميذ الاشتراكيين الثوريين و6 إبريل ونحاورهم، لأنه لوحدث فإننى أطالب بالحوار مع الإخوان، ولكن يا سيادة الرئيس هل تعلم أننا مهما حاورنا هؤلاء البلطجية من الألتراس أو الوايت نيتس فإنهم لن يستجيبوا لأى حوار، لأن لديهم أهدافا خبيثة منها كسر الدولة، وتسريح الشرطة والجيش، وهدم الدولة، وإسقاط النظام، وكل هذه المطالب والأهداف هى جزء من أجندة الإخوان، وهو ما ظهر فى شغب الألتراس فى استاد مختار التتش، عندما رفعوا لافتة «مكملين» وهو شعار الإخوان. سيادة الرئيس القضية ليست تشحيع كرة قدم أو أهلى أو زمالك، وليست القضية هى مذبحة بورسعيد، بل القضية التى يعمل لها الألتراس هى فرض نظرية القوة والاستقواء على الدولة، وجاءت الصدمة الكبرى والمتمثلة فى القيادة السياسية للحوار مع هؤلاء البلطجية.. وللحديث بقية.. غداً إن شاء الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة