عادل السنهورى

رجال الأعمال والقرى الفقيرة

الإثنين، 08 فبراير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرئيس السيسى يظهر حرصه فى كل مناسبة لافتتاح مشروعات جديدة على التوجيه بسرعة الإنجاز، والانتهاء بأقصى سرعة من المشروعات المؤجلة والمقررة وفقًا للخطط التقليدية، وزيادة الجهد والوقت لإضافة مزيد من المشروعات، وفى أقل فترة زمنية ممكنة.

بدا ذلك واضحًا خلال مناقشة الرئيس مع وزير الإسكان، الدكتور مصطفى مدبولى، خلال افتتاح أحد المشروعات العمرانية الضخمة فى منطقة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة.. نقاش الرئيس الموسع مع الدكتور مدبولى يوضح أن «السيسى» من نوعية الرؤساء القارئين والمتابعين لجميع التفصيلات الصغيرة، وأرقامها، وحساباتها، وليس من نوعية المسؤولين المهتمين فقط بالعناوين الرئيسية، بعيدًا عن زحمة التفصيلات.. قراءة الأرقام بدقة من الرئيس بدت فى طيات المناقشة الحامية مع وزير الإسكان، خاصة مع قضية تغطية قرى مصر بالمياه والصرف.

الوزير أشار فى كلمته إلى أن نسبة تغطية الصرف الصحى على مستوى الجمهورية تصل إلى %56، وأن الوزارة تنفذ برامج لمشروعات الصرف الصحى تشمل خطة عاجلة على مدى عامين ونصف العام لتغطية 1616 قرية و115 مركزًا تابعًا، لزيادة نسبة التغطية بالريف من %14.6 إلى %49، باستثمارات قدرها 17.6 مليار جنيه.

الميل الواضح منذ البداية فى الأداء الرئاسى إلى مضاعفة الجهد والعمل والإنجاز دفع الرئيس السيسى إلى مطالبة الحكومة بمضاعفة عدد القرى إلى حوالى 2700 قرية من إجمالى 4700، للانتهاء من تغطيتها بالصرف الصحى والمياه خلال الفترة ذاتها، أى خلال عامين ونصف العام تقريبًا، وهذا بالتأكيد يحتاج جهودًا ضخمة فى التنفيذ وتمويلًا أكبر، وأظن أن تنفيذ مشروعات الصرف الصحى والمياه فى القرى المصرية فى الريف، والصعيد تحديدًا، هو من أضخم المشروعات القومية الحقيقية التى يشعر بها المواطن مباشرة، وهو مشروع يحتاج إلى تضافر جميع الجهود الحكومية وغير الحكومية.

والرئيس السيسى دائمًا ما يشير إلى أن مرحلة البناء تتطلب بذل الجهد من جميع الأطراف، وبالتالى هناك مسؤولية ودور على القطاع الخاص ورجال الأعمال فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى والمياه فى القرى المصرية. على سبيل المثال بادر رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، رئيس مجلس إدارة حديد المصريين، إلى تبنى مبادرة تنمية القرى الأكثر احتياجًا بالصعيد، بالتعاون مع جمعية الأورمان، لدعم العمل الخيرى والأهلى، وإغاثة القرى الفقيرة والأكثر احتياجًا، والارتقاء بمستوى معيشة الأسر عن طريق تزويدها بمشروعات إنتاجية صغيرة، ويتضمن المشروع 20 قرية حتى الآن، خاصة فى الصعيد، وأعلن أنه يتمنى أن تصل إلى 100 قرية.

ومن هنا أدعو رجال الأعمال والقطاع الخاص الوطنى إلى المشاركة فى المشروع القومى لإنهاء معاناة القرى الفقيرة والأكثر احتياجًا فى مصر، والتى لا تزيد على 5 آلاف قرية، ولا يطلب أهلها سوى الحياة البسيطة التى تتوافر فيها أبسط وسائل المعيشة، وهى الماء والكهرباء والصرف الصحى والخدمات الصحية والتعليمية، ولا يسألون أكثر من ذلك، وهذا ليس بكثير عليهم.

دور رجال الأعمال هنا، مثل أحمد أبوهشيمة، مهم وحيوى وضرورى من منطلق المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص الوطنى تجاه مجتمعه ومدينته ووطنه، ومثل هذه المشروعات هى التى تخلق الثقة الكاملة بين البسطاء من الناس ورجال الأعمال، وتغيير الصورة النمطية عنهم، وأيضًا تجسير الثقة بين رجال الأعمال والدولة، وبدء مرحلة جديدة فى العلاقات بين الجانبين، والقائمة على المساهمة الفعالة، والمشاركة الإيجابية فى المشروعات القومية الكبرى.

مشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال فى مثل هذه المشروعات لإنجاز العمل فى أقصر مدة زمنية بالتعاون مع الحكومة واجب قومى.. هذه دعوة لرجال الأعمال لتأكيد حسن النوايا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة