على مدى التاريخ أحب أهل مصر، آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة السيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه وولداهما سيدنا الحسن والإمام الحسين رضى الله عنهما، عشق المصريين لأولياء الله الصالحين ولمقاماتهم يمتد وينمو فى كل حين حتى مع انتشار ظاهرة التشدد الدينى والفتاوى التى تحرم زيارة أضرحة الأولياء.
حب أهل مصر لآل بيت الرسول الكريم ظهر عندما تزينت مصر الفاطمية ورفعت الأعلام ووقف الخلق جميعا يتطلعون إلى الأفق وأضيئت المصابيح انتظارا وشوقا لانبلاج موكب النور الذى يحمل رأس سيدنا الحسين فى يوم الأحد الثامن من جمادى الآخرة 548 هـ، الموافق31 أغسطس1153 م – حسب ما ذكره المؤرخون.
الإمام الحسين هو ثانى مولد فى أشرف بيت عربى عريق فى النسب والعزة، فقد ألقت الزهراء إلى الحياة فى الخامس من شعبان فى السنة الرابعة هجرية بقطعة من كبد المصطفى صلى الله عليه وسلم وريحانة قلبه، وقرت عين الزهراء بسيد شباب أهل الجنة، سيدنا ومولانا الإمام الحسين رضى الله عنه، وعند مولده رضى الله عنه حنكه المصطفى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف وتفل فى فمه وأذَّن فى أذنه ودعا له وسماه حسينا، وعق عنه بكبش، وقد أدرك الإمام الحسين من حياة النبى صلى الله عليه وسلم ما يقرب من خمس سنوات - على أرجح الأقوال- واستشهد يوم الجمعة العاشر من محرم سنة 61 هـ (يوم عاشوراء) وعمره 56 عاما.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسين منى وأنا من حسين أحب اللـه من أحب حسينا"، وعندما ثقل المرض على نبى اللـه ويغص البيت النبوى بمن فيه فيقول عليه الصلاة والسلام: ادعوا لى الحسن والحسين، فجاء بهما والدهما الإمام على إليه، فجعل يلثمهما حتى أغمى عليه، فرفعهما والدهما بعيدا، ففتح النبى عينيه قائلا له: دعهما يتمتعان منى وأتمتع منهما، فإنهما سيصيبهما بعدى أثرة ثم قال: أيها الناس إنى خلفت فيكم كتاب اللـه وسنتى وعترتى، فالمضيع لكتاب اللـه كالمضيع لسنتى، والمضيع لسنتى كالمضيع لعترتى، أما إن ذلك لن يفترقا حتى اللقاء على الحوض"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ريحانتى فى الدنيا والآخرة هما الحسن والحسين"، ومن هنا لا يستطيع المصريون الحياة بدونهم، فهم حسب اعتقاد الكثيرين منهم الملاذ لكل محتاج والشفيع فى الدنيا عند الله.
ويعد ضريح ومقام الإمام الحسين هو كعبة الكثير من أهل مصر يلجأون إليه من أجل مودة آل بيت الرسول الكريم ومن أجل نيل الكرامات، حيث قال أحد الصالحين: "إن باب الحسين فى مصر أضحى.. خير باب سعت له الأقدام.. ذا مقـام عليـه منـه جـمـال وجــلال مبـجـل وكـمـال.. بل حمـا لا يـرد فيـه سـؤال.. إن هذا فى مصـر بيـت حـرام مثل ما فى الحجاز بيـت حـرام"، وعن فضل مقام الإمام الحسين روى أحد مشايخ الأزهر أنه حينما كان الإمام الشعراوى متواجدا فى مكة المكرمة وعند حدوث قطع العلاقات بين مصر والسعودية "المقاطعة العربية"، رأى الشيخ الشعراوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المنام يضع يده الشريفة على رأسه ويقول له: "لا تحزن يا شعراوى فإن لنا بابا بمصر هو الحسين".
سيدنا الحسين ستحل الليلة الختامية للاحتفاء بذكرى استقرار رأسه الشريف بمصر غدا الثلاثاء.. فكل مولد وأنتم بخير.. وكل مولد وأنتم مغرمين بحب آل البيت ..كل مولد وأنتم أقرب الى آل البيت وعلى مودتهم .
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة