وائل السمرى

نقابة المعركة الخاطئة

الإثنين، 08 فبراير 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مصر فحسب، تتحول الملهاة إلى مأساة، وتتحول الفنتازيا إلى الحقيقة، ويبدو التندر على ذلك الرجل الذى أضاع جنيها فى شارع «ضلمة» فبحث عنه فى شارع «نور» عيبا، فها هم قادة الفكر وزعماء العمل الثقافى والنقابى فى مصر يكررون نفس الآلية فى التفكير، مثلهم مثل كثيرين من المسؤولين الحكوميين، ما يدل على أن الوباء ظهر وانتشر وأن الغباء تربع فوق عرش العقل المصرى حتى توغل فى عقول النخبة ووجدانها.

ها هو ذلك الأحمق يظهر فى نقابة الأطباء التى دخلت فى معركة مع وزارة الداخلية، وبدلا من أن تبذل كل ما فى وسعها لتوجيه سهامها إلى خصمها فى ظل القانون، لجأت إلى معاقبة الشعب المصرى كله برفض فتح مستشفى المطرية التعليمى التى تخدم أكثر من 2 مليون مواطن والتهديد بعمل إضراب عام فى مستشفيات مصر، وذلك على خلفية قضية اعتداء بعض أمناء الشرطة على طبيبين فى المستشفى، مثلها مثل صاحبنا الذى أضاع «الجنيه» فى شارع مظلم فذهب إلى شارع «منير» للبحث عنه.

تعاطف الشعب المصرى مع نقابة الأطباء ومع أطبائها فى بداية القضية، فالكرامة حق، والأمان حق، والاعتداء على الإنسان هو اعتداء على الوطن أيا كان هذا الإنسان، لكن للأسف فإن هذه النقابة تصر على خسارة احترام الشعب وتعاطفه مع قضيتها، وتخسر أيضا حالة «العذر بالفقر» وضعف الإمكانيات التى كان الشعب المصرى يتقمصها كلما تحدث أحد عن التقصير الطبى وفقر الضمير الذى يتمتع به الكثيرون من أطباء مصر، وما يزيد الخلاف بين الرأى العام ونقابة الأطباء هو أن الكثيرين من أعضائها أخذتهم العزة بالإثم، وبدوا فى أحاديثهم كما لو كانوا يتفضلون على الشعب بعلاجه أنهم يتنازلون، لأنهم يعملون فى مصر بهذه المرتبات المتدنية التى تقدر بحسب منشوراتهم على الفيس بوك بـ1500 جنيه، بل والأبشع من هذا هو أن بعض قيادات النقابة مثل الطبيبة منى مينا كتبت فى أحد المواقع مدعية أن الذين يهاجمون النقابة من الإعلاميين إنما يشنون عليها حملة إرهابية، وهى بهذا التصريح الأخرق تلجأ إلى التخوين بدلا من أن تلجأ إلى «الحوار»، أو النقاش، فى إشارة واضحة على أن فساد العقل وعتامة النظر وصلت إلى مرحلة متأخرة.

نعم الكرامة حق، والأمان حق، ومن حق الأطباء أن يحافظوا على كرامتهم، لكن من حق المواطن الذى دفع من ضريبته ليتعلم الطبيب فى مدرسته وجامعته «مجانا» أن يتلقى علاجه إذا ما مرض، ولا يجوز أن يستقوى الأطباء على المرضى «الغلابة»، مهدرين حقهم فى العلاج من أجل أن يثأروا لكرامتهم، لأنهم بإهدار حق المرضى يرسخون مبدأ «إهدار الحقوق»، ما فى ذلك حقهم فى القصاص.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة