كتاب "منعطف ما بعد الحداثة" لـ"إيهاب حسن" فى "الهلال"

الثلاثاء، 09 فبراير 2016 05:09 ص
كتاب "منعطف ما بعد الحداثة" لـ"إيهاب حسن" فى "الهلال" غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمقولة لوليم جيمس "فلتعرف، أولا، أن أى نظرية جديدة تهاجم كشيء عبثي، ثم تعرف كحقيقة، واضحة لكن ثانوية؛ ثم ترى فى النهاية مهمة حتى ليدعى خصومها أنهم بأنفسهم من اكتشفوها"، يصدر الشاعر المصرى محمد عيد إبراهيم ترجمته لكتاب "منعطف ما بعد الحداثة" للمفكر المصرى إيهاب حسن، والذى صدر فى سلسلة "كتاب الهلال" الشهرية.

الكتاب ترجمة لعدد من مقالات دراسات إيهاب حسن، اختار عيد أن يترجمها إذ يجمعها سياق واحد، حيث تدور حول سؤال ما بعد الحداثة فى الغرب، كما تعكس ترجمة لسيرة مؤلفها، وتحكى تاريخًا قصيرًا لعصرنا. ويقول المترجم فى المقدمة إن الأكاديميين تفادوا كلمة ما بعد الحداثة لأنها تحدد منطوقًا ملتبسا، لكن المصطلح الآن أصبح مميزًا لنزعات فى الفنون: الفيلم، المسرح، الرقص، الموسيقى، الفن، والعمارة؛ الأدب والنقد؛ الفلسفة، اللاهوت، التحليل النفسى، والتاريخانية؛ فى علوم جديدة، تقنيات نظم، وأنماط الحياة الثقافية المتنوعة. وتتلقى ما بعد الحداثة الآن اعتناقا روتينيا من المنح القومية للعلوم الإنسانية فى صورة منتديات صيفية لأساتذة الكليات؛ والأكثر، أنها تخللت خطاب نقاد الماركسية المتأخرين، منذ عقد مضى، فقد نبذوا المصطلح كلحظة أخرى من النافل والبدع، وكضجة فارغة بمجتمع استهلاكى.

فصول الكتاب ـ كما يقول المترجم ـ مكتوبة بصرامة على مدار عشرين عامًا، عن ما بعد الحداثة لكنها تستعرض أساليب مختلفة، أنماطا مختلفة، بمرح ينقلب أخيرًا إلى كآبة. ففى فصل يتناول تصورات ما بعد الحداثة فى النزعات السلوكية والرومانتيكية والحداثة، بقراءة أعمال لهنرى ميللر وصامويل بيكيت، كما يختبر مفهوم ما بعد الحداثة فى مراحل تطوره المنوعة، وصولاً إلى عنوان أحد أعمال جيمس جويس "سهرة فينيجانز" حول استعمال لغوى يتموج بين التحليلية والشعرية، المنطق والأسطورة. تحتشد عناصر الأدب ما بعد الحداثى كافة فى "الرواية": الحلم، المحاكاة الساخرة، اللعب، التورية، الشذرة، الخرافة.. أليست "سهرة فينيجانز" نبوءة ونظرية لنمط معين من الأدب؟

ويتساءل المترجم: ماذا وراء ما بعد الحداثة؟


ويرد بغير يقين: لا أحد يعرف حقا. وآمل أن نهتم بـ "إيديولوجية جديدة"، بعلم أقل من البراجماتية أو مولدات الإيمان. آمل أن نشفى من هذا الجدب. أدرك أن هذا كله لن يرضى أحدًا يطلب "تعريفا" أكثر تحديدًا لما بعد الحداثة. لكن الأفعال البشرية لا تتبع دائرة أو مربعًا محكما كالأحداث التاريخية، فهى تروغ من التحديد البدهى. فما بعد الحداثة، كأى حركة أخرى ـ لنقل الرومانتيكية، تقريبا لوجهة النظر ـ هى مركبٌ من أحداث ثقافية. كما تقاوم مثل هذه الأحداث المفاضلة الحادة مع أحداث أخرى تفترضها. وقد تجد أى ميزة خاصة لما بعد الحداثة بشائر لها فى عصور أخرى، وحركات أخرى. وأشك أن بهذا الزمان ميزة متفردة لأى حركة ثقافية.

إيهاب مفكر أمريكي، مصرى الأصل، توفى فى سبتمبر 2015، من دون ضجة كبيرة، لا فى أمريكا، بلد مهجره منذ 1946، ولا فى منبته، مصر، التى تمنى أن تصدر له فيها أى ترجمة لكتبه، بعدما ترجمت لمعظم لغات العالم، ما عدا العربية ـ كما يسجل المترجم ـ الذى كان أول من نبه إلى المؤلف فى الثقافة المصرية، بداية من عام 1992.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة