كريم عبد السلام

إقالة مكتشف القمح المسرطن.. لمصلحة من؟

الخميس، 10 مارس 2016 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نريد معرفة مصير شحنات القمح المرفوضة
إقالة الدكتور سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، هو أعجب وأغرب خبر طالعتنا به الصحف، فالرجل بطل بكل معنى الكلمة، لأنه رفض كل الإغراءات والتهديدات والضغوط من مافيا استيراد القمح، ومنع إدخال شحنتين كبيرتين من القمح الفرنسى المصاب بفطر الأرجوت الذى يسبب السرطان والإجهاض للحوامل وأمراض الكبد، أهذه هى مكافأة الرجل لأنه أخلص فى عمله ووضع المصلحة العامة فوق أى اعتبار آخر؟ هل الإطاحة من المنصب هى الضريبة التى لابد أن يدفعها كل مجتهد أمين؟ أهذا هو النموذج الذى نقدمه للمسؤولين وكبار الموظفين: «إذا نشفتم دماغكم وتمسكتم بالقانون والمصلحة العامة فستتم الإطاحة بكم، أما إذا مشيتوا أموركم وفتحتوا دماغكم هتفضلوا على كراسيكم إلى أن تشبعوا»؟ وهل حققت الوزارة فى طبيعة الضغوط والتهديدات التى تعرض لها الدكتور سعد موسى ومن مصادرها؟ الرجل قال إن مسؤوليته أمام الله والوطن وإدراكه لخطورة فطر الأرجوت على الإنسان والحيوان تجعله يقف سدا منيعا أمام محاولات بعض مستوردى القمح إدخال الشحنات المصابة دون اكتراث بصحة المصريين، وأنه أخطر الوزارة بكل التفاصيل الخاصة بتلك الشحنات وبالضغوط التى تعرض لها، وأنه طلب موافقة وزارية على إدخال الشحنات الفاسدة حتى يخلى مسؤوليته، وبعدها أوفدته الوزارة فى مهمة عمل لأستراليا ونيوزيلندا لفتح أسواق جديدة أمام المحاصيل المصرية، وبينما يؤدى مهمته بنجاح، صدر قرار نقله من رئاسة الحجر الزراعى، الإدارة المسؤولة عن إدخال شحنات القمح المستوردة، والأسباب: أن الوزارة تستعد لتطبيق استراتيجية 2030، وأن الوزير قرر إعادة هيكلة قطاعات الوزارة والاستعانة بخبراء أجانب! طيب يا دكتور عصام فايد يا وزير الزراعة، هل الدكتور إبراهيم إمبابى المكلف بمنصب سعد موسى خبير أجنبى؟ وهل اشتراطات الدكتور إمبابى أرحب وأكثر مرونة من الدكتور سعد مثلا؟ وهل حقًّا تم تعديل المواصفات والنسبة المقبولة من فطر الأرجوت فى شحنات القمح المستورد بعد الإطاحة بالدكتور سعد؟ نريد إجابات واضحة يا سيادة الوزير، كما نريد أن نعرف مصير شحنات القمح التى رفض الدكتور سعد موسى إدخالها البلاد، هل عادت من حيث جاءت أم سيعاد النظر فى قرار منع استيرادها بأى مبررات والسلام؟ دعونا نتابع مصير شحنات القمح المصابة بفطر الأرجوت خلال الأيام المقبلة، وسنرى هل حقًّا هناك مافيا لاستيراد القمح تستطيع الإطاحة بأى مسؤول لو وقف فى طريق مصالحها أم لا؟ وهل حقًّا جاء قرار نقل الدكتور سعد موسى من الحجر الزراعى ضمن عملية إعادة هيكلة الوزارة أم أنه ضحية للحيتان الكبار الذين لا يقف فى طريقهم مسؤول؟ لن نترك القضية وسنكشف أى تلاعب فى صحة المصريين من خلال إدخال شحنات القمح الفاسدة والمسرطنة، وسنكتب أولاً بأول عن تلك الشحنات وسفنها الراسية فى الموانئ تنتظر الإذن بالتفريغ، وتلك السفن الموجودة فى المياه الدولية تنتظر إذن الدخول بعد تعديل قائمة ونسبة الأمراض المسموح بها فى واردات القمح.

وكم أود أن أنسخ قائمة الرسائل القصيرة التى وصلت للدكتور سعد موسى على هاتفه بعد قرار نقله من الحجر الزراعى، الجهات المرسلة والأفراد وتعقيباتهم وتعليقاتهم على الحدث، المؤكد أن هذه الرسائل ستكشف الحكايات وراء القرارات الصادرة بوزارة الزراعة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة