هى حرب فعلية هى حرب بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ هى حرب خطيرة لا تقل فى خطورتها عن حرب الصواريخ والدبابات والمدافع والطائرات هى حرب تفتقد كل مقومات الأخلاقيات ولكنها نوع من أنواع الحروب الشرسة والعنيفة والتى يصعب السيطرة عليها وهى حرب تعتمد على امتدادها بسرعة انتشار النار فى الهشيم وقد تكون أسرع وأقوى وهى أصبحت علماً يتم تدريسه فى كل المعاهد والكليات الأمنية ولكننا نسينا وتناسينا أن شعوبنا هى الأجدر والأحق أن تدرس معنا كل معانى وأساليب هذه الحرب القذرة التى أول من يكتوى بها هو الشعب نفسه.
ونظراً لما تمر به البلاد فى هذه الفترة الحساسة من سرعة التغيرات وكثرتها وتعددها واختلاف أنواعها وفى حالاتنا هذه تتقدم هنا الشائعات الاقتصادية وتبدأ حرب مثل حرب الدولار الدائرة هذه الأيام لنخرج من شائعة عدم وجود الدولار لندخل فى شائعة ارتفاع سعره ومن شائعة مكاتب الصرافة إلى شائعة السوق السوداء وتمتد الشائعات إلى العاملين بالخارج وهكذا تطول الشائعة كل مكان فى الدولة فتُربك السوق المصرى رغم استقرار السوق العالمى ولكن للأسف التعامل الحكومى والإعلامى مع الشائعات (ضعيف) بل يصل لدرجة ( المتدنى) وهذه أهم وسيله لمحاربة الإشاعة فى الوقت الحالى وضعفها بالتأكيد يُضعف العلاج والتقليل من سرعة محاربة الإشاعات وهذه قمة الكارثة وعندما تمتد طرق ووسائل الإشاعات إلى الشائعات الاجتماعية فإن خطورتها لا تقل عن الإشاعات الاقتصادية وتبدأ بأكبر مشكله تؤرق المجتمع المصرى وهى مشكلة العدالة الاجتماعية وهى من أهم مبادئ ثورة 25 يناير 2011 وتبدأ الشائعات بالفرق بين تعامل اصحاب السلطة والمال وبين التعامل مع الفقراء والمهمشين لتأجيج المشاعر السلبيه بين شركاء الوطن الواحد وفى هذه الحاله ايضاً تتزايد الفتنة وتتراجع الحلول وتنمو الشائعات وما أروع النجاح للشائعة عندما نربطها بشائعات أخرى لتُصبح شائعة مُركبه مثل شائعة العدالة الاجتماعية وربطها بشائعة المرتبات والأجور لبعض الفئات ليزداد الجرح عمقاً وتزداد المشاعر كرهاً وحقداً وأيضا ولا رد ولا إجابة ولا حلول لإجهاض الشائعات هذا بخلاف الشائعات اليوميه والتى تخرج عقب حادث قطار أو سقوط طائرة أو حادث اوتوبيس أو غرق مركب فى البحر أو فى نهر النيل فتبدأ تنمو الشائعات واستغلال بشاعة الحادث واستغلال ضعف المعلومات المتوافرة وكذلك استغلال التباطؤ المستمر من المسئولين وهكذا تنفرد الشائعات بقمة النجاح فى الحرب الباردة والشرسة وقمة الصعوبة فى تداول الشائعة هى اللامبالاة فى نقل الخبر بموضوعية وعدم معقولية الشائعة فمثلاً خبر يؤكد أن الطائره سقطت من ارتفاع 3000 قدم وصوره لها بدون سقف فقط فكيف نصدق ذلك وإشاعات تأجيل المدارس عند كل تيرم والجامعات ايضاً وبعد ايام من الإشاعة يتذكر المسئول وكذلك شائعات خطيرة مثل السماح بحضور مباريات الدورى ليتكدس البعض وتحدث الكارثة وأيضا النفى يتأخر كثيراً وظهر مؤخراً إشاعات فيس بوك فجأة تجد بوست مكتوبا بدقة وداخل برواز وبخط كوفى رائع ليحكى لك عن عظمة صدام حسين مثلاً وكيف كان يعطف على الفقراء والمساكين ويضع لك جملة صحيحة ان العراق فى عهده كانت متقدمه وهكذا تكون الشائعة نقطة انطلاق لتغييب العقول ولانبذل نحن أو مسئولينا أى جهد لمحاربتها وكما نشاهد برامج التوك شو واستضافة كل الأطياف لم نستضف شخصاً واحداً يوضح لنا أنواع الإشاعات وكيفية نفيها وكيفية اكتشافها وسرعة تدميرها وهكذا نخسر حرب الشائعات ونفقد السيطرة على اقتصادنا ونفقد السيطرة على تقاربنا الاجتماعى بسبب شىء نعرفه ونقره وندرسه ولا نستفيد من دراستنا ولا دارسينا.
مجدى الزغبى يكتب: حرب الشائعات والمواجهة المطلوبة
الخميس، 10 مارس 2016 06:01 م
ورقة وقلم - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة