يتعرض الأزهر الشريف جامعة العلوم الإسلامية لهجمة شرسة من بعض الأقلام والفضائيات، ووسائل التواصل الاجتماعى، التى تزج باسمه بمناسبة أو دون مناسبة، فعندما يتم اتهام بعض طلاب الأزهر فى حوادث إرهابية تتلقف الأقلام بشكل ممنهج وتهاجم مناهج الأزهر ومعاهده الأزهرية وجامعته العريقة، بشكل غير موضوعى وبمجرد الحكم على إعلامى أو أديب فى قضية ازدراء الأديان يهاجم الأزهر بعنف، وتنصب له المشانق الكلامية والحملات المسعورة.
وفى اعتقادى أن الهدف من وراء الزج باسم الأزهر الشريف لا لشيء سوى لهدم هذا الصرح العظيم الذى أسهم فى نشر الإسلام المعتدل والثقافة الإسلامية فى العالم وتجديد الخطاب الدينى، وتخرج فيه جامعا وجامعة زعماء وعلماء ونخب لها مكانتها فى بلدانها داخليا وخارجيا. ومنها على سبيل المثال لا الحصر، رئيس اندونيسيا الأسبق سوهارتو ومأمون عبد القيوم الرئيس السابق لدولة المالديف وبعض رؤساء جزر القمر وعدد من قادة وسفراء آسيا وأفريقيا.
وربما لا تعرف الأجيال الجديدة أن الجنرال محمد ضياء الحق رئيس باكستان الأسبق أصر على استقبال الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر على سلم الطائرة عند زيارته لإسلام أباد، رغم كون شيخ الأزهر بدرجة رئيس وزراء، فلما قال له معاونوه إن فى هذا مخالفة للبروتوكول الرئاسى رد الجنرال بقوة: إن الأزهر فى العالم كله أزهر واحد، وفى العالم الواسع لا يوجد سوى إمام واحد هو الإمام عبد الحليم محمود.
وعندما كنت فى زيارة لدول البلقان ودخلت مسجدا بكوسوفا مصحوبا بوفد شعبى عقب الاستقلال، قدمونى أنى من مصر بلد الأزهر الشريف، فرأيت ترحيبا كبيرا بدءا من الرئيسة عاطفة يحى أغا وكل من قابلناه كان يردد: نريد أن تكتحل أعيننا برؤية مصر الأزهر، وعرفت أن الإمام الأكبر الراحل جاد الحق على جاد الحق كانت له مواقف قوية وصلبة دفاعا عن مسلمى البلقان.
وقد كان الاستقبال التاريخى الشعبى والرسمى للإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر فى اندونيسيا أكبر دليل على مكانة الأزهر فى قلوب المسلمين فى العالم.
والغريب أنه بدلا من توظيف مكانة الأزهر الشريف وسمعته العالمية كقوة ناعمة لمصر، لترميم العلاقات الخارجية مع بعض دول العالم وخاصة افريقيا، يسعى البعض للنيل من الأزهر ومحاربته بدعوى الانتصار لحرية الرأى والتعبير ونشر الفكر المعتدل، وكأن الأزهر من وجهة نظر هؤلاء المنظرين والحاقدين، منبع الفكر المتطرف والجمود، محققين بذلك أمنية التيارات المتشددة الظلامية وأقطاب الاسلام السياسى الذين أرادوا هدم الأزهر واستبداله بمدارس الفكر الجهادى التكفيرية.
وقد حاولت بعض الأحزاب الإسلامية بإفريقيا ،وقف إرسال البعثات للأزهر فى وقت ما، لولا تدخل الحكماء والقوى الوطنية وروابط خريجى الأزهر، حتى عادت البعثات من واقع إيمانهم بمكانة الأزهر التاريخية وقوة تأثيره فى تلك الدول.
وختاما أقول لهؤلاء المغرضين الذين يهاجمون الأزهر الشريف جامعا وجامعة: خبتم وخاب مسعاكم سيظل الأزهر الشريف قلعة حصينة للإسلام ومنارة للعلم والفكر المعتدل، ولن يضيره حاقد أو جاهل، أو باحث عن شهرة وسيبقى كناطح صخرة يوما ليوهنها / فلم يهنها وأوهى قرنه الوعل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة